أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 3rd October,2000العدد:10232الطبعةالاولـيالثلاثاء 6 ,رجب 1421

الثقافية

الجاسر: ومجمعنا العلمي اللغوي السعودي
لعلي في هذا المقام ليس ممن يكتب عن علامة الجزيرة شيخنا الجليل والدي: الذي كان يدعوني دائما تفضل يا ابني:
فالفقيد رحمه الله علم يصعب إيفاؤه حقه من مثلي إلا انني رأيت أن أكتب عن رغبة وأمنية له كان يتحدث عنها كثيرا في مجلسه العامر وفي تحقيقها أعظم تقدير ووفاء لشيخنا الجليل الذي برحيله انطوت صفحة ناصعة من صفحات العلم والأدب والبحث في تاريخ امتنا العربية ومنذ وفاته تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته تبارى محبوه وعارفو مكانته وقدره وهم ولله الحمد كثر في الكتابة عنه وعن مآثره وما كان يتمتع به من صفات جليلة وعن آثاره الخالدة وكيفية الحفاظ عليها والاستفادة منها حاضراً ومستقبلاً.
لقد كان رحمه الله موسوعة علمية فذة قل قرينه، شمل علمه اكثر مناحي العلوم من جغرافية وأدبية ولغوية وتاريخية.
لقد كانت امنيته التي تمنى ان تتحقق وترى النور وهو بيننا هي إنشاء (المجمع العلمي اللغوي السعودي)، حيث كان يرى رحمه الله ان هذه الارض الميمونة التي جعلها الله مهداً لمن نشروا بين سكان المعمورة أعدل الشرائع وأحكمها وأسماها قدراً وأشملها وأبقاها وأعمها نفعاً وتلك الصحارى والقفار التي صانتها قدرة الله وحكمته فلم تلوثها يد غاصب ولم تدنس فجاجها قدم غازٍ طامع ليدوم الصفاء والنقاء للغتها الكريمة التي شرّفها الله ورعاها وميّزها بكونها لغة أعظم كتاب أنزله الله على خير رسله وأشرف خلقه صلى الله عليه وسلم لتبقى خالدة بخلوده باقية ببقائه عز وجل (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
فكانت بلادنا بفضل ما منحها الله من ميزة وبما كرّمها به من اختصاص قبلة لشعوب الأمتين العربية والإسلامية تتجه نحوها مستشفة مستشرقة من أنوار الهداية ولا تزال وستظل بحول الله تتطلع إليها الافئدة بصفتها مصدر الإشعاع الفكري.
فمن الواجب ونحن نملك تلك المقومات أن نبذل الوسع للحفاظ على تلك اللغة الكريمة وبلادنا مهدها ومنها حماتها بانشاء مجمع لغوي علمي لتلك الغاية.
وفي هذا العهد الميمون الذي تتفيأ البلاد فيه ظل حكم قيادة عادلة لا تدخر وسعا في سبيل عزتها ورفعة شأنها حيث أولت الجوانب العلمية الجهد الكبير المبارك والنصيب الوافر ومن ذلك أمر مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز أيده الله بنصره يوم 27/1/1404ه بإنشاء مجمع لغوي من أجل المحافظة على اللغة العربية وسلامة استعمالها.
وفي رمضان الماضي أقر مجلس الشورى نظام (مجمع اللغة العربية في المملكة العربية السعودية) ولايزال المجلس يستكمل دراسة اللائحة الخاصة بإنشائه لإعداد القرارات الخاصة بشروط العضوية وواجباتها ومسؤولياتها والاجراءات المتعلقة بذلك، وتحقيق جملة من الاهداف التي تضمن سلامة توجه هذا المجمع وحسن أدائه وتحدد علاقاته الداخلية والخارجية.
لذا فإننا في مملكتنا الحبيبة نتطلع الى ان تتحقق أمنية الشيخ حمد الجاسر في الاسراع بإنشاء المجمع وهذا سيكون أعظم وفاء لشيخنا الجليل الذي بذل من جهده وكده الكثير من أجل رفعة أمته ولغتها الكريمة، تولّى الله الجميع برعايته وتغمد الفقيد بواسع رحمته وهو ولي التوفيق.
عبدالرحمن بن صالح آل عبداللطيف
وكيل محافظة الدرعية

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved