أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 3rd October,2000العدد:10232الطبعةالاولـيالثلاثاء 6 ,رجب 1421

الثقافية

الأديب الصحفي الأستاذ عبدالغني العطري للثقافة:
بعض الأدباء تورطوا في تقديم بطولات زائفة!
الأستاذ عبدالغني العطري يعدّ أحد رواد النهضة الأدبية، والصحفية في سوريا، وما أن يذكر اسمه حتى يتبادر إلى الذهن مجلة الصباح والتي أصدرها في عهد الصبا عام 1941م, وقدمت للساحة الثقافية العديد من الأدباء الذين أصبحوا فيما بعد من أعلام الأدب, وتقديرا لدوره الريادي قامت مجلة الأسبوع الأدبي بتخصيص ملحقها للحديث عن مشواره الطويل مع الأدب والصحافة.
والأستاذ العطري سبق أن عمل في السعودية، وتولى رئاسة تحرير مجلة الاذاعة وله العديد من المؤلفات الأدبية المطبوعة, ولعل من أبرزها كتابه عبقريات شامية ,
جريدة الجزيرة التقته وسألته في بعض الموضوعات الأدبية والصحفية فكان الحوار على هذا النحو:
* هل لك أن تعطينا لمحة عن نشأتك وحياتك وثقافتك؟
نشأت في أسرة محافظة تهوى العلوم ولاسيما الدينية منها, أما قصتي مع الأدب فترجع الى عهد اليفاعة والصبا المبكر, عندما تعلمت القراءة والكتابة في تلك المرحلة البعيدة من الزمن, امتدت يدي الى مكتبة الأسرة لتنتزع منها كتاب ألف ليلة وليلة بعد أن سمعت الكثير عن طرائفه المشوقة, وغرائبه المثيرة ولبثت أواصل قراءته في الليل والنهار, وعندما فرغت من قراءته بأجزائه الأربعة الضخمة كان عشق الكتاب قد تسلل الى قلبي وأقام فيه فعادت يدي الى المكتبة لتنتزع منها كليلة ودمنة ثم بخلاء الجاحظ, واستشرى حب المطالعة واتسع لدي وانتقل إلى حب المجلة والجريدة والحرف بصورة عامة.
أخذت بعد ذلك أمسك القلم، وأحاول,, وبعد محاولات طفولية وجدتني أقفز وأكتب وأكتب,, وأخذت محاولاتي الجديدة تجد طريقها الى مجلة الرسالة التي كان يصدرها الأديب الكبير أحمد حسن الزيات، وكتّابها اعلام الأدب العربي، ومقالاتي وقصصي المترجمة تنشر الى جانب آثارهم القيمة، كذلك صارت مقالاتي تنشر في مجلة المكشوف اللبنانية وهي كبرى المجلات الأدبية في لبنان, فعلت كل ذلك وأنا دون العشرين من العمر.
لم تطل هذه المرحلة كثيرا، لمست بعدها أن الأدب في سورية يعاني من ركود وضعف، والأدباء يعيشون في كسل وتراخ بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية، وانعدام وسائل النشر من أجل هذا اقدمت على مغامرتي الكبرى، فأصدرت وأنا في نحو العشرين مجلة الصباح الأدبية، فحققت نجاحا كبيرا جدا، بعد أن فتحت الباب على مصراعيه أمام اعلام الأدب واستطاعت خلال السنتين اللتين عاشتهما 19411943 أن تقدم للحياة الأدبية في الوطن العربي عددا من الأدباء والشعراء,, باتوا فيما بعد اعلاما خفاقة في الشعر والنثر وفي طليعتهم الشاعر العربي الكبير نزار قباني والدكتور عبدالسلام العجيلي والدكتور بديع حقي، والأستاذ سعد صائب وغيرهم، وكانت الصباح أول من نشر لهم وقاد خطواتهم الأولى.
واستطاعت الصباح أن تكون منبرا عاليا في الأدب، لعدد من أجزاء الوطن العربي.
قصة مجلة الدنيا
* خضت تجربة اصدار الصباح تلتها تجربة أخرى هي مجلة الدنيا حبذا لو حدثتنا قليلا عن هاتين التجربتين؟
توقفت الصباح بعد عامين كاملين لأسباب خارجة عن ارادتي، وكان توقفها بالنسبة لي صدمة عنيفة، بل كارثة غير أني لم استسلم للفشل الذي فرضته عليّ ظروف بعض الأخوة الذين تآمروا عليها، بل اقدمت في ربيع العام 1945 على اصدار مجلة الدنيا وكانت مجلة جامعة، فيها قليل من السياسة مع بعض التحقيقات المصورة والمنوعات والمسابقات واستطاعت الدنيا أن تحقق نجاحا مذهلا بأبوابها المبتكرة وتحريرها الطريف, وباتت تدخل كل بيت في سوريا وبعض الأقطار المجاورة، لأن مادتها تهم كل أفراد الأسرة, واستمرت الدنيا بالصدور حتى 1963.
* اضطلعت بالكتابة عن أعلام سورية، من رجالات السياسة والأدب والفن, هل واجهتك مصاعب في تأليف كتابك عبقريات شامية وكيف كان الاقبال عليه؟
لم أجد أية صعوبة في كتابي هذا، لأن مادته كنت قد كتبتها من قبل ونشرتها كمقالات في عدد من المجلات العربية الكبرى، ومنها العربي والمجلة العربية والفيصل وغيرها, غير أن هذا الكتاب بعد صدوره سبب لي متاعب وكلفني جهودا مضنية ما أزال أعاني منها غير أني سعيد بكل ما أبذل من جهد, والسبب أن عبقريات شامية ذكّر الأخوة الأدباء والنقاد بواجب التعريف والتأريخ والترجمة لاعلام السياسة والعلم والأدب والفن فطلبوا أن أقوم بالتعريف بعشرات من هؤلاء الاعلام,, ووجدتني بعدها أقدم الكتاب تلو الكتاب، فكان عبقريات بلادي ثم عبقريات واعلام ثم عبقريات ثم صدر قبل شهور اعلام ومبدعون وأنا أعد الآن كتابا آخر بعنوان العودة إلى العبقريات وأحسب أنه سيكون الحلقة الأخيرة في هذه السلسلة, أما الاقبال على عبقريات شامية وما تلاه، فكان وما يزال فوق ما كنت أتوقعه, وبعض هذه الكتب يعاد طبعه بين آونة وأخرى.
عملي في السعودية
* سبق أن عملت موظفا في وزارة الاعلام السعودية, كيف كانت صلتك بالحياة الثقافية السعودية، وهل كانت تربطك صلات شخصية بأدبائها وصحفييها؟
بعد الكارثة التي حلت بي إثر توقيف مجلتي الكبرى الدنيا تلقيت عرضا للعمل في وزارة الاعلام السعودية من معالي وزير الاعلام الشيخ جميل الحجيلان فلم أتردد بقبول العرض, وقضيت في المملكة سنتين، وكنت خلال ذلك عدا عملي الرسمي أكتب لجريدة البلاد في عهد رئيس تحريرها السابق الأستاذ عبدالمجيد شبكشي مقالا أسبوعيا ثم التزمت بتحرير صفحة منوعات يومية لجريدة الندوة بالاضافة الى مقال أسبوع أدبي وخلال اقامتي في السعودية كانت لي علاقات صداقة وأخوة وثيقة مع عدد كبير مع الأخوة الأدباء والصحافيين.
قلب ونار
* في أوائل السبعينيات اصدرت مجموعة قصص مؤلفة ومترجمة بعنوان قلب ونار ,, لماذا لم تحاول إعادة طبعها، كما فعلت مع سائر مؤلفاتك؟
مجموعة قلب ونار كتب مقدمتها واثنى عليها صديقي الروائي المصري الكبير الراحل محمود تيمور, وقد نفذت طبعتها منذ زمن بعيد, وما تزال مشاغلي الأدبية الكثيرة تحول دون اعادة النظر فيها وطبعها من جديد, غير أني آمل أن افرغ من ذلك، عندما انتهى من الكتابين اللذين أواصل العمل بهما معا.
* كثرت في العقد الأخير كتب السيرة الذاتية, هل صحيح أن هذه الكتب تقدم بطولات زائفة؟ ومتى ستصدر سيرتك الذاتية اعترافات شامي عتيق ؟
بعض الأخوة الكتاب الذين طاب لهم أن يتحدثوا عن حياتهم في سيرة ذاتية، تورطوا فعلا في بطولات لا أساس لها وشجعهم على ذلك عدم وجود من يحاسب ويعيد الأمور الى نصابها, ولا حاجة لذكر الأسماء!!.
أما اعترافات شامي عتيق فقد صدر في نحو اربعمائة صفحة كبيرة في العام الأسبق عام 1998، ورويت فيه، بأسلوب أحسب أنه طريف معظم ما مر بي من حوادث على مختلف الصعد الأدبية والسياسية والاجتماعية وكنت قد أوردت ترجمة برثقة في كتابي عبقريات واعلام .
مصر على رأيي
* هل ما زلت مصراً على أن التشجيع الأدبي للناشئين أضراره أكثر من فوائده؟
بلى,, ما زلت مصرا على ذلك، بل ازددت إصرارا وقناعة بأن التشجيع قبل الأوان يلحق الأذى والضرر الكبيرين لا بالنشء المتأدب فحسب، بل بالمستوى الأدبي العام، ولاسيما بعد أن اصبحنا نقرأ نتاجا مخجلا لمتأدبين اقزام، تنقصهم الموهبة والكفاءة والاطلاع.
أما نصيحتي الصادقة المخلصة للأبناء الناشئين، فهي ان يكثروا من المطالعة في كتب التراث، والآداب الأجنبية،عليهم أن يقرؤوا للاعلام، دون الاقزام,, أن يضاعفوا العناية والاهتمام بلغة القراءة التي يكتبون، ويعبرون بها عن آرائهم وافكارهم, أما المتأدب الذي لا يقرأ للاعلام فلن يكون أديبا مهما حاول.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved