| الفنيــة
ليست السرقة مقتصرة على نهب المنازل والمحلات والسيارات وغيرها مما يملكه الناس ولكن هناك سرقة من نوع آخر لا يضطر السارق فيها لاقتحام بيت او القفز من فوق السور بل انه يقوم باقتحام مؤلفك لينهب منه ما يشاء وينسبه لنفسه ومن ثم يسوق ذلك سواء أدبا او شعرا او مسرحا او نصا تلفزيونيا او حتى مطبوعة عن شجرة العائلة!
فهناك لهاث ازلي لصنف من الناس غير قادر على الانتاج والابداع ولذلك يلجأ الى ما يسمى بالسرقات الادبية وهو مصطلح يقتصر السرقات على الأدب وصنوفه مع ان كل انواع الابداع العلمي والابتكار وبرامج الكمبيوتر والفنون وغيرها تعتبر ساحة يعبث بها نوع من البشر جبلوا على حب الاستيلاء على ثمار جهود الآخرين مقترفين فعلا مشينا ما يزال يقلق الحالة الثقافية والابداعية في كل مكان وزمان,!
وهؤلاء الذين يسطون على جهود الآخرين وكتاباتهم ومطبوعاتهم هم معتدون آثمون نهبوا جهود من اضناهم السهر والبحث والسفر للبحث عن المعلومة أو الفكرة ثم يفعل اولئك فعلتهم بدوافع مادية او حبا للشهرة والاضواء وهو ما يبرر لهم السطو على مؤلف شعري او قصة مسرحية او غيرها ومن ثم كشط اسم المؤلف دون النظر الى حقه الادبي ودون الاشارة الى اسمه بلا خجل او حياء في ان يغمسوا اقلامهم في مؤلفات الآخرين ليلتقطوا الافكار والاسطر والصفحات والتي ما كان لهم ان يبدعوها لولا ان وجدوها محصورة جاهزة بين دفتي كتاب او شريط او اسطوانة برامج كمبيوترية.
وفي عالم التأليف للمسرح والسينما والتلفزيون تكثر الاستفادة غير المشروعة من اعمال آخرين دون الاشارة الى المصدر الاول لتلك الأعمال، وهناك احصائيات لأفلام ومسلسلات كان أساسها اعمالاً فنية عالمية او عربية وابطال هذا المجال معروفون في البلاد العربية, وعلى ساحتنا الثقافية والفنية يوجد بعض الأشخاص الذين قاموا بهذا الفعل على مستوى التأليف المسرحي او التلفزيوني دون ان تتم الاشارة الى النص الاصلي الذي تم الاعداد عنه واحيانا يتم تذييل العمل المسرحي او التلفزيوني باسم المؤلف المزيف لكن افكار العمل دائماً ما تشي بصاحبها.
ختاما لا يجب ان ننقص من اولئك قدرتهم الفائقة ومهارتهم في القفز على حقوق الآخرين متلذذين بهذا العمل الذي نهبوه واستولوا عليه دون وجه حق، وهذا النوع من البشر لا يمكن اتقاء شره بقفل الأبواب والشبابيك ووضع كاميرات المراقبة وحراس الأمن ولكنه لص من نوع آخر يمتهن سرقة الابداع والفكر ومهما حذرته من مغبة الاعتداء على مؤلفك، فان ذلك ليس كافيا ولن يتردد عن شطب اسمك ووضع اسمه دون شعور بتأنيب الضمير,, لانه سيوجد لنفسه المبررات ولكن المبرر الأكبر الذي دفعه لهذا التصرف هو ان الكشف عن مثل هذه السرقات لا يتم إلا نادراً وعن طريق الصدفة بالاضافة إلى انه لا يوجد عقاب رادع وسريع يفضح اولئك ومن ثم يمنعهم، فكن حذرا منهم فهم قادرون على السطو على مؤلفك حتى وان كتبت لهم تحذيرا وبالخط العريض بان حقوق الطبع محفوظة!
alhoshanei@ hotmail.com
|
|
|
|
|