| المجتمـع
* حوار : رياض العسافي
الدواء سلاح ذو حدين وبخاصة تلك التي تؤخذ عن طريق الفم وتمر بالكبد حيث انها إذا استخدمت بشكل خاطئ قد تسبب له اعراضا جانبية تؤثر في أعضاء من الجسم، لذا فدائما ما ينادي الأطباء بعدم الاسراف في استخدام الدواء، إلا ان طوفان الأدوية في زماننا هذا أصبح تناولها بداع وبغير داع سبب الكثير من الأمراض للكثير من أعضاء الجسم وخاصة الكبد لذا كان لنا هذا اللقاء مع الدكتور عبدالمجيد بن عبدالرحمن العبدالكريم المدير التنفيذي للخدمات الطبية بالمنطقة الوسطى للحرس الوطني واستشاري الكلى في مستشفى الملك فهد للحرس الوطني وذلك من خلال الحوار التالي:
مقدار الجرعة يحدد الخطر
* ما العوامل التي يتوقف عليها تعامل الكبد مع الأدوية؟
يمكن تقسيم هذه العوامل إلى قسمين القسم الأول يتعلق بالأدوية ذاتها والقسم الآخر يتعلق بالمريض.
والعوامل في القسم الأول التي تعتمد على الأدوية يمكن تصنيفها بعد تقسيم الأدوية الى مجموعتين المجموعة الأولى وهي أدوية ذات أثر متوقع على الكبد ولها تأثير سمي على انسجة الكبد بالذات ويعتمد تأثيرها على مقدار الجرعة المستخدمة ومنها على سبيل المثال مركب تيترا كلوريد الكربون والفسفور الاصفر، كما ان مركب الاسيتامينوفين والمعروف باسم بانادول او تايلينول والذي يستخدم في الآلام الخفيفة وتخفيض الحرارة ينتمي الى هذه المجموعة من الأدوية إلا ان الجرعات الموصوفة للأعراض المذكورة تقل بكثير عن الجرعة المطلوبة لإصابة الكبد بالتهاب حاد والمجموعة الثانية من الأدوية تلك التي تحدث تأثيرا او التهابا على الكبد غير متوقع وتحدث عادة عند استخدام جرعات علاجية لأمراض اخرى ويعتقد ان التأثر بهذه الأدوية يرجع الى نوع من الحساسية الفردية عند المصاب بمعنى ان تلك الجرعة لو اعطيت إلى إنسان آخر ليس لديه تقبل او حساسية فلا يصاب بالتهاب في الكبد، وفي هذا المضمار يجب ان ننوه الى ان قائمة الأدوية التي ذكر عنها حالات التهاب الكبد طويلة جدا وقد تصل الى ألف دواء مستخدم في جميع انحاء العالم، ولابد من الإشارة الى ان كثيرا من الاعشاب التي شاع استخدامها قد ادت إلى حالات حادة من التهاب الكبد وتجلط الأوعية الدموية الدقيقة فيها، والقسم الثاني يتعلق بالفرد وعمره وصحته وحالة الكبد لديه.
الإناث أكثر تأثراً بالأدوية
* ما علاقة الوراثة والبيئة والسن في تأثير الأدوية على الكبد؟
السن عامل مهم في قدرة الكبد على التعامل مع الأدوية والتخلص منها بكفاءة تتناقص مع تقدم السن لعدد كبير من الأدوية إلا ان هناك ادوية اخرى مثل مضاد حيوي اريثرومايسين والاسبرين يزداد التأثير بها عند الأطفال اكثر من البالغين والوراثة وبالذات بعض اختلاف الموروثات والتي لها علاقة بنشاط الانزيما في الكبد لها دور في تقبل الفرد بالتأثر ببعض الأدوية.
* أيهما أكثر تأثراً بالأدوية الإناث أم الذكور؟
يختلف التأثر حسب نوع الأدوية إلا ان الإناث عموما لديهن تأثر أكثر لعدد أكبر من الأدوية وهناك عدد من الأدوية تأثر الذكور يكون فيها أكثر.
* هل لمرض الكبد علاقة بتأثر الكبد بالأدوية؟
يعتمد ذلك على ما هو المقصود بمرض الكبد ولكن الكبد المصاب بمرض قائم كالفيروسات او الترسبات الدهنية العالية او الضعف او النقص في بعض الانزيمات بسبب نقص تخلقي في الجينات فإن تلك الكبد تكون ذات عرضة وحساسية أكبر بالتأثر من الكبد السليمة.
الحديد قد يؤثر على الكبد
* ما أكثر الأدوية ضرراً بالكبد؟
كما ذكرت آنفا فإن قائمة الأدوية التي ذكر ان لها تأثيراً على الكبد في حالة أو اكثر قد تصل الى الألف دواء وهناك بعض الصعوبات في التحقق من جميع التقارير التي صدرت حول هذا العدد الهائل من الأدوية ومجموعات الأدوية التي عرف بدون شك ان لها تأثيرا على الكبد عند بعض مستخدميها يمكن وضعها في مجموعات كالتالي: مسكنات الألم، أدوية الصرع، المضادات الحيوية، أدوية علاج الدرن، الأدوية الكيماوية لعلاج الأورام السرطانية، أدوية علاج الضغط والقلب، الهرمونات، أدوية علاج الأمراض النفسية، الأعشاب الطبية.
* ماذا عن مركبات الحديد والمضادات الحيوية؟
مادة الحديد التي تؤخذ مع مركبات الفيتامينات او بدونها لتعويض الجسم عن نقص الحديد لمن لديهم حاجة إلى ذلك وبجرعات محددة وبدون ان يكون لدى المريض مرض تخلقي وراثي بسبب ترسب الحديد في الكبد فإن الحديد في هذه الحالة ليس له تأثير على الكبد، ومع الحاملين لذلك المرض فإن كميات الحديد ولو كانت جرعات قليلة تترسب وتسبب مرضا في الكبد يؤدي الى التليف، أما المضادات الحيوية فإن اكثر مجموعات المضادات الحيوية نشر عنها تقارير لحالات من التهاب الكبد إلا ان بعضها نادرا ما يكون تأثيره مؤكدا، ومن أهم المضادات الحيوية هي تلك التي تستخدم في علاج الدرن او السل، وأغلب هذه التأثيرات تعود الى طبيعتها بعد ايقاف هذه الأدوية، ومن أهم الأمور في هذا المجال هو عدم اخذ المضادات الحيوية أو أي أدوية اخرى بدون مشورة طبيب مختص، كما ان بعض هذه الأدوية يجب ان تؤخذ تحت مراقبة دورية من قِبل الطبيب المشرف على علاج المريض.
* والعلاج الإشعاعي؟
تعتبر الكبد من الأعضاء الحساسة للاشعاعات الذرية وبالذات عندما تعطى بكميات علاجية للأورام السرطانية ولذلك فإن استخدام الأشعة الذرية المسلطة من خارج الجسم لعلاج أورام الكبد قليلا ما ينصح بها، وهناك بعض المواد المشعة التي تستخدم موضعيا داخل الكبد وذلك بحقنها في مناطق الأورام لتتركز في المنطقة المطلوب علاجها ويقل تأثيرها على بقية أنسجة الكبد.
لابد من استشارة الطبيب
* كيف نحمي الكبد وأنفسنا من طوفان الأدوية؟
الأدوية هي إحدى الوسائل العلاجية للأمراض ولابد من توخي الحرص، بعدم استخدامها إلا بعد استشارة طبية وبعد موازنة الفائدة المتوخاة مقابل الضرر المحتمل، أما من استخدامها او من عدمه، وكل دواء حتى ولو كان منتجا من الأعشاب الطبيعية قد يكون له اعراض جانبية ولكن تختلف نسبة احتمالات هذه الأعراض من دواء لآخر وحسب الجرعات المعطاة، وبالتالي يجب ألا يتردد المريض في أخذ الدواء إذا نصح الطبيب بذلك متبينا من وضع المريض فإن احتمالات الضرر او المضاعفات لا قدر الله تكون أقل بكثير من احتمالات الضرر لو ترك المرض على ما هو عليه وبدون علاج.
وعموما فإن المحافظة العامة على صحة الفرد بالغذاء السليم والنشاط الرياضي بشتى أشكاله حسب سن وحاجة الشخص وتجنب كل ما هو ضار بالصحة كالتدخين مثلا واستخدام الكحول والعياذ بالله او الاكثار من الأدوية التي تستخدم لآلام الصداع او غيرها كل ذلك يحمي الكبد وصحة الإنسان عامة بإذن الله ويجعله اقل عرضة لمضاعفات الأدوية.
|
|
|
|
|