أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 3rd October,2000العدد:10232الطبعةالاولـيالثلاثاء 6 ,رجب 1421

مقـالات

في الصميم
وماذا بعد ذلك أيها المسلمون,,؟!!
د, خالد آل هميل
الذي لا يفهمه العرب والمسلمون قيادات وشعوبا، أو لا يريدون أن يفهموا، أن زعماء الصهاينة في إسرائيل يتساوى في ذلك زعماء حزب العمل برئاسة (باراك) أو حزب الليكود برئاسة الإرهابي القذر (شارون)، انهما ينسقان فيما بينهما، ويتبادلان الأدوار لجس نبض الشارع الفلسطيني، حول تمسكه بالقدس الشريف، ومع الأسف الشديد أن الفلسطينيين داخل الأرض المحتلة، يتفوقون في حبهم وتمسكهم بأرضهم ومقدساتهم، أكثر من تمسك بعض القيادات العربية ومن ضمنها بطبيعة الحال جزء مهم في السلطة الفلسطينية!!.
لقد حاول الصهاينة الإسرائيليون بتنسيق خبيث بين رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي (باراك)، وزعيم حزب الليكود الإرهابي الدولي (شارون)، إلى سبر أغوار الموقف الشعبي الفلسطيني في القدس المستعمرة، وذلك بمحاولة زعيم الإرهاب شارون ومعه 16 من نواب الكنيست العنصري بجولة عدوانية عدائية استفزازية داخل الحرم القدسي الشريف.
هذه الزيارة تمثل عملا عدوانيا خطيرا، يهدف إلى تدنيس المقدسات الإسلامية، ومحاولة صهيونية استعمارية لاستكشاف رد الفعل الفلسطيني تجاه ما يدور في كواليس المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية حول ما تدعيه الصهيونية بحقها الكاذب فيما تسميه بحائط المبكى أو هيكل سليمان، بينما هذا الحائط المزعوم ما هو الا البراق، الذي أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم منه في ليلة الإسراء والمعراج.
لقد حاول الإرهابي (شارون) دخول المسجد الأقصى أو قبة الصخرة، ولكنه عجز نتيجة دفاع المناضلين الوطنيين المسلمين في القدس المحتلة عن تحقيق هدفه، الذي كان متفقاً عليه مسبقاً بين هذا الإرهابي وما يسمونه برئيس وزراء إسرائيل الحالي باراك، اللذين هما وجهان لعملة واحدة وهي الصهيونية العنصرية، فباراك هذا، كان من أشد المعارضين لاتفاقية كامب ديفيد الأولى في عهد الإرهابي العتيد (بيجن)، فماذا ينتظر العرب والمسلمون من رجل كان يرفض اتفاقية كامب ديفيد الأولى؟!
إن ما قام به شارون الإرهابي من محاولة تدنيس المسجد الأقصى، يدخل في الواقع ضمن عملية تبادل الأدوار بين الزعماء الصهاينة في إسرائيل، والدليل على ذلك ان الإرهابي شارون عندما حاول تدنيس المسجد الأقصى برجسه العفن جاء ومعه (3000) ثلاثة آلاف عسكري صهيوني إسرائيلي لحمايته، يمثلون جميع أفرع أجهزة الأمن الصهيوني، وهم مدججون بمختلف الأسلحة في مواجهة المصلين العاكفين الساجدين لله وحده، سلاحهم الإيمان بالله وحده ثم حب أرض القداسات.
لقد أثبت الشعب الفلسطيني أنه قادر بالإيمان بالله على حماية أرضه ومقدساته، وتجاوز كل الطروحات البليدة التي تهدف إلى تبريد الموقف الفلسطيني الشعبي لتسهيل ابتلاع القدس من قبل الصهاينة، إن الرأي العام العربي والاسلامي مطالب بحشد كل القوى والإمكانيات لتدعيم موقف هذا الشعب الذي يقدم كل يوم مئات الشهداء والمصابين، إنني أحيّي الموقف السعودي الرسمي والشعبي، والموقف الإيراني، اللذين كانا واضحين وجليين باستنكارهما ورفضهما للعبث الصهيوني، وأرفض في نفس الوقت بعض البيانات العربية التي جاءت وكأنها لحفظ ماء الوجه حيث يشوبها الضعف والانهزامية والمواقف الرديئة، وأحيي في نفس الوقت بعض النواب العرب في الكنيست الصهيوني الذين أجبرتهم ظروفهم أن يكونوا نواباً فيه وعلى رأسهم النائب العربي (عزمي بشارة) الذي لطخت الدماء ملابسه وهو يحاول حماية أحد الأئمة في المسجد الأقصى من هجوم وحشي بربري لضباط حرس الحدود الصهيوني الاسرائيلي عليه.
ينبغي على القيادة الفلسطينية في الأرض المحتلة قبل غيرها تصعيد موقفها محلياً وعربياً ودولياً ليرتقي إلى مستوى الموقف الشعبي الفلسطيني داخل فلسطين المحتلة, فأي موقف منها غير هذا غير مقبولٍ ومرفوض، فدماء عشرات الشهداء ومئات المصابين من أهلنا في فلسطين المحتلة لا ينبغي الالتفاف عليها، أو تبريدها، أو تجاوزها، ناهيك عن محاولة تدنيس مقدساتنا في فلسطين المحتلة.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved