| الاقتصادية
اثبت الشباب السعودي انه قادر على العمل بسوق الخضار وقادر على القيام به افضل بكثير من العامل الاجنبي الا ان الشباب ينقصهم التشجيع.
الجزيرة قامت بجولة في سوق الخضار لترصد انطباعات الشباب بالعمل في سوق الخضار وخاصة في بيع البطيخ فالتقت اولا بالشاب احمد عسيري الذي قال انني سعيد بهذا العمل وانا لا ابيع البطيخ فقط بل أبيع انواعا كثيرة من الخضار ابتداء بالطماطم وانتهاء بالبطيخ والتمور وما يزعجني ليس عملي إنما نظرة بعض المواطنين لنا اما الآخرون فهم دائمو التشجيع لنا ويحاولون حثنا على العمل في هذا المجال لدرجة ان بعضهم يقدم لنا بعض الهدايا مما يجعلنا نضاعف من عطائنا في هذا المجال وعموما العمل الشريف لا ينقص من صاحبه شيئا ويغنيه عن الحاجة الى الناس وهو وسام شرف يعلق على صدر كل شاب سعودي.
اما ابراهيم محمد طروش فيقول انني لست ببائع متفرغ لهذا اقوم بمساعدة عمي اثناء اجازتي الصيفية وقد وجدت في ذلك متعة حقيقية مما دعاني لمتابعة العمل معه في بيع البطيخ وقد وجدت تشجيعا من الكثيرين من مرتادي السوق مما جعلني احب هذا العمل ولا اقوم به لمجرد الهواية.
كما تحدث الشاب احمد دغاس فقال ان العمل في سوق الخضار ليس عيباً ولا حراماً بل ان عمل الشاب السعودي في هذا فيه ضمان للمستهلك حيث انني كشاب سعودي لن ارضى ان ابيع بضاعة معطوبة لاي مشتر بينما بعض الاجانب من الممكن ان يبيع هذه البضاعة لانه لا يهتم كثيرا بذلك وكل ما يهمه هو الكسب المادي فقط وما عدا ذلك فلا يهم, الا اننا ومع ذلك نتعرض للانتقاد من بعض المواطنين الذين يعتقدون اننا اقل شأنا منهم بينما نحن قد نكون افضل حالا منهم خاصة ونحن نقوم بهذا العمل الذي لو نظرنا اليه لوجدنا انه يرتبط ارتباطا كليا بصحتهم.
ثم تحدث الينا العم خلوي محمد طروش الذي قال اننا نحن كبار السن قد بدأنا نتعب ولابد من وجود من يجلس مكاننا من الشباب السعودي واضاف ان لنا عملاء لا يشترون الا من عندنا لثقتهم بنا وبأبناء وطنهم.
ويشاركنا العم جابر احمد طامي بائع بطيخ بقوله ان الشاب السعودي عندما يعمل في هذا المجال يكون محط تسابق لكل المستهلكين لأن الثقة فيه كبيرة.
وتحدث الينا العم عبدالله احمد العبسي فقال اتمنى ان ارى الشاب السعودي يملأ محلات البقالة ومحلات التمور والخضار لان هذه المحلات تبيع السلع التي لها دور كبير في صحة الناس جميعا ولاشك ان وجود الشاب السعودي في هذه المحلات سيطمئن المستهلك من سلامة هذه السلع لان الشاب السعودي لن يبيع او يعرض سلعة فاسدة او منتهية حتى ولو خسر ثمنها اما بعض الاجانب فلا يتردد في بيع السلع الفاسدة لان ما يهمه اولا واخيرا هو الكسب وما عداه فلا يهم.
العم علي قاسم الاسددي يقول الشاب السعودي اولى بالعمل من الاجنبي الف مرة لان الشاب السعودي ليس كالاجنبي ولكن ما يحز في النفس ان بعض السعوديين يفضلون الشراء من الاجانب خاصة بعض اولئك الذين يتواجدون في السوق بدون اقامة شرعية لماذا لانهم يبيعون ما لديهم باسعار رخيصة قد تصل لربع السعر الاصلي للسلعة ولا ادري لماذا بالرغم من أن هذه السلع التي يعرضونها قد تكون فاسدة وبعضهم يعلم ذلك فعليهم مقاطعتهم وعدم الشراء منهم خاصة وان هؤلاء المتخلفين عندما يرون سيارة شرطة يلوذون بالفرار تاركين بضاعتهم مما يؤكد انها ليست ذات قيمة,عقيل يحيى الذي يقول الشاب السعودي اضمن من الاجنبي وباختصار فان الشاب السعودي هو الاحق بهذا العمل من سواه من الاجانب ويشارك العم يحيى جابر فيقول ارجو من جميع المواطنين تشجيع الشاب السعودي على العمل سواء في محلات الخضار او غيرها لان الشاب السعودي يحافظ على صحة المواطنين علاوة على ذلك فهو بعمله هذا يساعد على النمو الاقتصادي للبلد لذا ارجو من الجميع بمختلف طبقاتهم الاجتماعية والثقافية والفكرية ان يضعوا ايديهم بيده حتى يتسنى له خدمة وطنه.
ثم التقينا بأحد مرتادي السوق وأحد اصحاب المحلات هو الاستاذ احمد بشيري الذي قال انني احب ان ارى الشاب السعودي ليس في سوق الخضار فحسب بل اتمنى ان اراه في محلات البنشر وورش الميكانيكا والحدادة وغيرها لان الشاب السعودي امين مخلص في عمله يتفانى في خدمة وطنه وامته وهو مؤهل للعمل في مثل هذه المحلات بل انه سيكون باذن الله افضل من الاجنبي في ضمان السلعة او السيارة او اي شيء آخر كما اتمنى من رجال الاعمال واصحاب المؤسسات والشركات إعطاء الفرصة الكاملة لهذا الشاب حتى يثبت افضليته في اي مجال يوضع فيه واحب ان اقول بأنه قد انتهى زمن العمالة الوافدة ويجب الاعتماد بعد الله على العمالة السعودية انها الاجدر والانفع للوطن.
اما خالد ابا الخير فيقول انني لا احب ان اجلب سلعة الا من بائع سعودي وذلك حرصا على سلامة اسرتي لان البائع السعودي لن يبيع لي شيئا فاسدا او منتهي الصلاحية بعكس الاجنبي فهو يبيع لي اي شيء مقابل الكسب المادي فقط وانا دائما ابحث عن البائع السعودي في كل مكان اذهب اليه.
تجولنا اكثر في سوق الخضار للتبضع وكما هي عادة اي متسوق دائماً تجده يتجاذب اطراف الحديث مع البائع الذي يبيع له فلفت انتباهي احد البائعين كنت افاصله في سعر سلعة ويبدو انه في السادسة عشرة من عمره فسألته عن اسمه ومرحلة تعليمه فأجاب ان اسمه محمد حسن عبده عسيري طالب بالمرحلة الثانوية لماذا تعمل في سوق الخضار؟
فقال انني لا اعمل بشكل دائم وانما في العطل الرسمية والاجازات وذلك للاستفادة من وقت الفراغ ولكن ألا تحس بحرج من هذا بما انك شاب في هذا العمر؟
لا لانني استمتع بهذا العمل كثيراً وفي نفس الوقت اتعلم الاعتماد على نفسي في الحصول على مصروفي اليومي.
وكيف ترى نظرة الناس اليك؟
ارى نظرة اعجاب واكبار واحترام.
ولكن كيف هي نظرة صاحب المحل؟
أكيد نظرة خاصة جدا وهو يعتز بي وبعملي معه.
وكم يعطيك اجرا لعملك معه؟
تقريبا الف وخمسمائة ريال مع نسبة تشجيعية منه.
وهل تجد تشجيعا من المتسوقين؟
نعم بشكل لم اتوقعه ولعلك انت مثال لذلك فانت ما ان عرفت انني سعودي اعمل بالاجرة حتى قمت بمداعبتي في المفاصلة والتي لم تكن مفاصلة جادة وهكذا هو شأن الجميع هنا وبعضهم من يقول لي استمر فانت مثال للشاب الطموح.
* ولكن هل انت راض بهذا؟
الحمد لله كل الرضا,
وهل هناك امكانية ان تستمر بعد تخرجك؟
إن شاء الله لن يمنعني شيء عن ذلك,
ثم قمت بعد ذلك بسؤال صاحب المحل الاستاذ محمد احمد سعود عن سبب اختياره للشباب السعودي فأجاب انني اخترت الشاب السعودي لان الشاب السعودي اكثر اماناً من الاجنبي وانني مرتاح من التعامل معه,
ومطمئن كثيراً بانه لن يغش المتسوقين في ان يبيع لهم اي سلعة معطوبة او فاسدة وللشاب السعودي محاسن جمة لا يمكن حصرها كما تعلم.
**اخيرا,, بعد هذه الجولة وجدنا ان هناك تشجيعا كبيرا لهؤلاء من المواطنين وقد تغيرت النظرة السطحية نحو هؤلاء الشباب الطموحين فقد وجدوا ان العمل الشريف يكسب صاحبه احترام الناس ويغنيهم عن حياة العوز ويفتح لهم مجالا ارحب للتجارة والكسب مهما اختلفت مستوياتهم التعليمية فمبادرتهم هذه إثبات أن لا حرج امام العمل ومنهج يضيء الطريق لغيرهم.
|
|
|
|
|