أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 1st October,2000العدد:10230الطبعةالاولـيالأحد 4 ,رجب 1421

العالم اليوم

أضواء
ألقموا الناصحين بضبط النفس حجارة فلسطين
جاسر عبدالعزيز الجاسر
كالعادة حينما يستشعر صنّاع القرار الدولي الذين يفترض فيهم العمل على اعادة الحقوق لأصحابها، ووقف العدوان,, وكالعادة منذ ان مال ميزان العدل، تحرك صناع القرار عندما استشعروا بأن المظلومين نهضوا من جديد لتعديل كفة الميزان المائلة,, وتصحيح الاوضاع,, عندها انشغلت خطوط الهاتف واتجهت كل الاتصالات صوب غزة ورام الله بحثاً عن ياسر عرفات طالبين منه ضبط النفس ,,!!
ولانعلم بماذا اجاب أبو عمار وان كان بيان الحكومة الفلسطينية التي اجتمعت مساء يوم الجمعة، يحمل رداً على كل المتصلين، إلا ان عرفات مهما اظهر من دبلوماسية في تعامله مع تلك الاتصالات,, وأيّاً كانت درجة صبره على ظلم من يوجهون النصائح بضبط النفس وهم يشاهدون الاوباش اليهود يطاردون المصلين في ساحة المسجد الاقصى والشوارع المحيطة بالمسجد، مستخدمين الرصاص الحي بغية إصابة اكبر عدد من المصلين,.
أقول: مهما كان من عرفات فإنني لا اعلم كيف جاءت ردوده أبي عمار ، على هؤلاء الظلمة الذين يشاهدون الحقيقة منقولة على شاشات التلفزيون ويغمضون أعينهم، وكيف لهم ان ينطقوا بنصائحهم وعقولهم قبل ضمائرهم، توجههم بأن يقصروا نصائحهم على أنفسهم إذا كانوا إلى هذه الدرجة من الجبن الذي يمنعهم من إدانة وشجب المجرمين الحقيقيين.
الناطق باسم الخارجية الامريكية تجنب توجيه اللوم لأرييل شارون صاحب السجل الحافل بالارهاب، رغم علم الأمريكيين قبل غيرهم بأن فعلته باقتحامه المسجد الاقصى محاطاً بألفي مسلح هي التي سببت ما شاهدناه يوم الجمعة.
والذين ينصحون عرفات بضبط النفس، ألم تصلهم أرقام الشهداء الفلسطينيين الذين وصل عددهم إلى سبعة شهداء.
ألم يصلهم رقم الجرحى وبعضهم في حالات حرجة، فمن بين 220 جريحاً هناك عدد كبير منهم في العناية المركزة.
هؤلاء المنافقون الذين ينصحون المظلوم والمعتدى عليه بتلقي الاعتداء والبقاء منضبطاً ألم يعلموا ان الجنود الاسرائيليين تعمدوا إطلاق رصاصهم المطاطي والحي على وجوه المصلين، فأصابوا العديد منهم بالعمى؟!
وأخيراً,, ما معنى ضبط النفس,, هل هو الطلب من الفلسطينيين البقاء مكتوفي الأيدي يتلقون الإبادة والايذاء,, وتدنس مقدساتهم,, دون أن يفعلوا شيئاً,.
كان الله في عون عرفات وهو يتلقى نصائحهم,, فوضعه قد يجعله يتحمل نصائح المنافقين وإن كنت ومعي كل الفلسطينيين والمسلمين، نتمنى أن يلقم أصحاب النصائح بعضاً من حجارة فلسطين.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved