|
| العالم اليوم
بروكسل شادا إسلام د ب ا
تحلى قادة الاتحاد الاوروبي امس الاول بالهدوء في اعقاب رفض الناخبين الدنمركيين الانضمام الى الدول المتعاملة بالعملة الاوروبية الموحدة المعروفة باليورو.
وقد شجعت حالة الهدوء المستمرة التي تشهدها اسواق المال وزراء المالية الاوروبيين المجتمعين امس الاول على عدم الاعتداد بالتكهنات التي تفترض ان الرفض الدنمركي لليورو سيكون بمثابة صفعة جديدة لليورو.
يذكر ان اليورو فقد 25 في المائة من قيمته مقابل الدولار الامريكي منذ ان طرح للمرة الاولى بحماس في الاول من كانون الثاني / يناير عام 1999.
كما اصر السياسيون والمسئولون على انهم لا يرون ان هناك ما يدعو للقلق على مستقبل التكامل الاوروبي، ورفضوا التكهنات بأن التصويت الدنمركي سيؤدي الى تدعيم موقف المشككين في جدوى اليورو في الاستفتاءات التي ستجرى مستقبلا في السويد والدنمارك.
وأكد وزراء مالية الدول المتعاملة باليورو خلال الاجتماع الذي عقدوه في بروكسل قبل ساعات فقط من ظهور نتيجة التصويت الذي اظهر ان الناخبين الدنمركيين اداروا ظهورهم للعملة الاوروبية الموحدة، على ان آفاق اليورو طيبة للغاية .
وصرح رئيس البنك المركزي الاوروبي ويم دويزنبرج بأن العمل يسير كالمعتاد في منطقة اليورو التي تشمل 11 دولة برغم رفض الدنمارك للعملة الاوروبية الموحدة.
وصرح دويزنبرج للصحفيين بأنه يشعر بالرضا إزاء قرار الحكومة الدنمركية والبنك المركزي الاوروبي الخاص بالابقاء على سياسة سعر الصرف الثابت التي ينتهجانها حاليا تجاه اليورو.
واضاف رئيس البنك المركزي الاوروبي إنني اؤكد للدنمارك ,, ان البنك المركزي الاوروبي يعتزم الالتزام الكامل بهذا الاتفاق,, وسوف تستمر الدنمارك في الاستفادة من مساعدة البنك الخاصة بالاسواق اذا ما كان ذلك ضروريا .
واشار العديد من داخل منطقة اليورو الى الاهمية الاقتصادية المحدودة للدنمارك بالنسبة لدول المنطقة الاحدى عشرة.
فقد صرح وزير المالية الفرنسية ورئيس مجموعة اليورو لورا فابيو بأن الدنمارك دولة نحترمها، ولكن يتعين علينا في الوقت ذلك ان ندرك ان حجم اقتصادها يشكل اثنين في المائة فقط من اجمالي الناتج المحلي لمنطقة اليورو .
واضاف انه يتضح من ثم ان رفض الدنمارك للعملة الموحدة لن ينتج عنه تعديل في وضع اليورو .
ويشدد مسئولو الاتحاد الاوروبي على ان الاتحاد لن يدير ظهره للدنمارك.
وفي بيان صدر في ساعة متأخرة الخميس الماضي قال وزراء مالية مجموعة اليورو ان قرار الدنمارك لايغلق الباب امام احتمال مشاركتها في منطقة اليورو في وقت لاحق .
وبعد دقائق من اعتراف رئيس الوزراء الدنماركي بأول نايروب راسموسين بالهزيمة، اعترف رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي الذي بدا متجهما بأنه غير راض عن نتائج الاستفتاء.
وصرح برودي في مؤتمر صحفي اكتظ بالصحفيين ان المفوضية لتأسف لهذا القرار،, إن لدي اعتقادا راسخا بأن التصويت (لصالح الانضمام لليورو) كان سيخدم المصالح المشتركة .
ويبذل مسئولو الاتحاد الاوروبي جهدا خاصا للتأكيد على ان التصويت الدنمركي لن يعرقل الخطط الطموحة للاتحاد الاوروبي بشأن توسيع نطاق التكامل الاقتصادي والسياسي بين بلدانه.
كما يصرون على ان التصويت لن يؤثر على الدور المستقبلي لكوبنهاجن في الاتحاد الاوروبي.
وصرح برودي بأنه سوف يظل تعميق الوحدة الاقتصادية هو مهمتنا الرئيسية ، مضيفا انه يتحتم على الاتحاد الاوروبي التعامل مع التحديات الجديدة بما فيها الصدمات الخارجية كارتفاع اسعار النفط .
بيد ان الخبراء المستقلين يرون ان الدنمارك والاتحاد الاوروبي مقبلان حتماً على مواجهة ازمة صعبة.
يقول بيتر لودلو، رئيس مركز السياسة الاوروبية، وهو منظمة مستقلة تتخذ من بروكسل مقرا لها، إن الدنمارك تكون بذلك قد صوتت على الانضمام الى الطبقة الثانية داخل الاتحاد ,واضاف لودلو انه ثمة خطر من ان يصير الجدل الاكاديمي المثار حول سير قافلة النمو الاقتصادي الاوروبي بسرعتين متفاوتتين، امرا واقعا.
ويرى آخرون ان التصويت الدنمركي يبرهن على ان حكومات الاتحاد الاوروبي بحاجة الى بناء المزيد من التأييد العام لاوروبا وعملتها الموحدة.
يقول كريستا راندزيو بلاث رئيس لجنة الشئون الاقتصادية والنقدية بالبرلمان الاوروبي ان مفتاح النجاح يكمن في قدرة الدوائر السياسية الوطنية والاوروبية على ادراك انها تخلفت فيما يتعلق بإعلام شعوبها والتواصل معها، ومن ثم القيام بعمل لتصحيح هذا الوضع.
|
|
|
|
|
