| العالم اليوم
* واشنطن بيتر سيسلر د,ب,أ
انحصرت أهم تطورات الانتخابات الرئاسية الأمريكية في التالي: جورج بوش قبل المذيعة التلفزيونية اوبرا وينفري في برنامج إذاعة التلفزيون الوطني بينما لم يحذ حذوه آل جور الذي اكتفى بمصافحة يدها بحرارة.
وكانت نتيجة هذا أن قفزت شعبية المرشح الجمهوري في استطلاعات الرأي، مما دفع منظمي حملته الانتخابية للاتفاق على ظهوره في برنامج حواري ناجح آخر هو ليف ويذ ريجيس حيث ظهر فيه بحلة أنيقة على أحدث خطوط الموضة.
وكان رد جور على ذلك ان ظهر في برنامج ديفيد ليترمان الذي يعرض في ساعة متأخرة من الليل ليطلق فيه عددا من النكات المرحة وأعقب ذلك بالظهور على قناة ام,تي,في الموسيقية الشبابية وأخيرا في برنامج لاري كينج الشهير على شبكة سي,إن,إن الاخبارية.
هذا هو الوجه الجديد للحملة الرئاسية: المزج بين السياسة وعالم الترفيه في محاولة للوصول إلى الملايين من الأمريكيين ممن لا يقرؤون الصحف ولا يتابعون نشرات الأخبار المسائية.
ومجموعة المرشحين الحاليين ليسوا أول من يلجأ للبرامج الحوارية التلفزيونية محاولة للظهور في صورة آدمية طبيعية أمام الناخبين، بل ان ما يحدث الآن هو مراعاة لتقليد وضعه للمرة الأولى ريتشاد نيكسون عندما ظهر في برنامج روان آند مارتين الفكاهي في الستينيات.
وذهب بيل كلينتون إلى أبعد من ذلك في محاولة الظهور بصورة إنسانية عندما عزف على آلة الساكسفون في برنامج آرسينيو هول شو في محاولة منه للفوز بأصوات الأمريكيين السود، وبلغ الاهتمام بهذه القضية بالنسبة لكلينتون على ما يبدو حدا جعله يجيب على تساؤلات حول شكل الملابس الداخلية التي يفضل ارتداءها، وكان ذلك في برنامج على قناة ام,تي,في بعد أن أصبح رئيسا للولايات المتحدة.
غير ان الجديد هذا العام هو ان المرشحين مصممون على استغلال التلفزيون كأداة للوصول للناخبين الذين يشعرون بالممل من الأمر كله ويفضلون عدم الانخراط فيه، وذلك من خلال الظهور بشكل شبه مستمر على شاشات التلفزيون.
وأصبحت بالتالي المقابلات الصحفية الثقيلة مع كبار الصحفيين او المعلقين السياسيين التلفزيونيين جزءا من الماضي نظرا لمحاولات منظمي الحملات اظهار المرشحين في أبهى صورة وتفادي كل ما يمكن ان يثير الجدل بشأنهم.
وبوش على الأخص وجد ضالته في البرامج الحوارية التلفزيونية التي تسمح له بتحويل الاهتمام في المناقشات على جاذبيته الشخصية وبعيدا عن القضايا الأساسية محل النقاش التي يتغلب عليه فيها دائما جور منذ مؤتمر الديمقراطيين الذي عقد الشهر الماضي.
وكانت شعبية بوش قد ارتفعت بالفعل عقب ظهوره في برامج اوبرا وريجيس ولاري كينج الذي يركز في اسئلته على ما يحبه الضيف وما لا يحبه وملامح من صفاته الشخصية.
فمن خلال تلك البرامج التي تغوص في أعماق شخصية الضيف، علم المشاهدون ان بوش يفضل تناول شطائر زبدة الفول السوداني بالخبز الأبيض وانه يوقر الزعيم البريطاني وينستون تشرشل وانه لا يعتزم الافصاح عن أي سمات خاصة به تكون ضاربة العمق في روحه الى مضيفته أوبرا.
ومن بين ما قاله بوش في برنامج أوبرا الذي يشاهده جمهور الاستديو ويعرض على الهواء مباشرة على شاشات التلفزيون لم أحلم قط بترشيح نفسي رئيسا وأنا طفل، ولم أفكر في الأمر وانا في الجامعة, ربما كنت سأتصرف على نحو أفضل قليلا إذا كانت الفكرة قد خطرت لي .
أما جور فحاول ان يظهر أمام مشاهديه من الشباب في قناة ام,تي,في في صورة الشاب ذي المغامرات، فقال انه كان يدخن الحشيش ويركب دراجة بخارية أثناء سنوات دراسته الجامعية، كما تحدث عن فرق الروك التي يفضلها وتلك التي لا يفضلها.
وكل هذا التركيز من جانب المرشحين على البرامج الحوارية الشعبية جعل المعلقين السياسيين في الصحف والقنوات الاخبارية الجادة في حيرة من أمرهم فهم يحاولون البحث عن أي شيء له دلالة حول المواقف الحقيقية للمرشحين بعيدا عن توددهم للناخبين.
وتكمن المشكلة في ان الناخبين ليس لديهم مصدر آخر للتعرف على شخصيات المرشحين الذين يتكالبون على البرامج الحوارية وحملات جمع التبرعات غافلين في الوقت نفسه عن زيارة المدن التي تتيح لهم اتصالا حقيقيا بالناخبين.
ويبدو ان جور وبوش يفضلان عن ذلك ان يقوما بزيارات افتراضية لبيوت مليونيرات المجتمع الأمريكي حيث يظهران في أفضل حالة كنجوم لبرامج حوارية.
|
|
|
|
|