|
| العالم اليوم
* القدس رويترز
ما ان سمعت ام بلال ان ابنها اصيب في اشتباكات مع الشرطة الإسرائيلية داخل أسوار الحي القديم في القدس الجمعة حتى هرولت الى المستشفى.
والنبأ الذي تلقته هو النبأ الذي خشيت سماعه، واغشي عليها وانهارت عندما أخبرت ان ابنها كان من بين اربعة فلسطينيين على الأقل توفوا في أعمال عنف.
وعلقت المستشفيات في القدس على حوائطها قوائم بأسماء المتوفين والجرحى مع تدفق المصابين في الاشتباكات عند الحرم الشريف الذي يسميه اليهود جبل المعبد.
وانتهت صلاة الجمعة في المسجد الأقصى الى مشهد عنف اصيب فيه 220 شخصا على الأقل.
وعندما مضت المعارك في طريقها قذف فلسطينيون بالحجارة والصخور واطلقت الشرطة الإسرائيلية رصاصات معدنية مغطاة بالمطاط، وقال الأطباء والفلسطينيون ان ذخيرة حية استخدمت, وهتف فلسطينيون وهم يلوحون بقبضاتهم بالروح بالدم نفديك يا اقصى .
وعند لحظة معينة قذف الفلسطينيون بالحجارة على صف من الشرطة المسلحة احتشد وراء درع واقية شفافة، ثم اطلق الرصاص مما جعل بعض الأشخاص يهرولون بحثا عن ساتر والبعض الآخر ينبطح على الأرض.
ونقل بعض الجرحى بعيدا على نقالات اسعاف والدم يتدفق من الجراح المفتوحة، وآخرون حملوا بعيدا على اكتاف زملائهم أو أناس آخرين اعترضت الاشتباكات طريقهم.
وأسرعت عشرات السيارات الخاصة الى الموقع لمساعدة سيارات الاسعاف في نقل الجرحى الى المستشفى، ودوت صفارات الاسعاف لساعات عديدة في أنحاء القدس.
وقال طبيب يهرول بالقرب من مستشفى المقاصد في القدس الشرقية العربية انه لم ير المستشفى هكذا من قبل، وقال ان الأسرة امتلأت وان الامدادات الطبية نفدت.
وبينت أرقام المستشفيات الأولية ان 220 شخصا على الأقل جرحوا وقال مسؤولون في مستشفى للرمد ان عشرة أشخاص على الأقل فقدوا إحدى العينين.
وتكبد كل من الطرفين خسائر وقالت الشرطة الإسرائيلية انها نقلت بعض جرحاها الى المستشفى لكن ضباطا آخرين عولجوا في موقع الاشتباكات من إصابات تسببت فيها الحجارة.
وقال يئير ايسحاقي رئيس شرطة القدس من سريره في المستشفى: في البداية كانت الحجارة كثيفة للغاية، واصبت باثنين او ثلاثة في الرأس ويبدو كما لو أنني أهوي على الأرض .
ونقل مصور تلفزيون في رويترز بعد اصابته في القدم برصاصة مغطاة بالمطاط.
وأكدت القيادة الفلسطينية في بيان في ختام اجتماعها الأسبوعي في رام الله في الضفة الغربية ان ما وقع جريمة مدبرة ردا على فشل هدف زيارة زعيم الليكود ارييل شارون الخميس الماضي إلى الحرم المقدسي.
وأعلنت القيادة الفلسطينية الإضراب العام أمس السبت في الأراضي الفلسطينية حدادا على الشهداء .
واتهمت القيادة الفلسطينية القوات الإسرائيلية بتدبير خطة عسكرية شاملة للانتقام من أبناء شعبنا ومهاجمة المصلين بالذخيرة الحية .
وأكدت القيادة ان القوات الإسرائيلية التي تجاوزت أعدادها ثلاثة آلاف جندي، قد اطلقت النار من مختلف الأسلحة والذخائر على المصلين دون سابق إنذار ودون مبرر في هجوم مدبر وضمن عملية انتقام للفشل الذريع الذي حاق بالزيارة الاستفزازية التي أرادها شارون لمحاولة التواجد للاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى والحرم الشريف .
وقال البيان: وأمام هذه الجريمة المدبرة ثارت ثائرة جماهير المصلين فقامت القوات الإسرائيلية التي اقتحمت ساحات الحرم القدسي الشريف بتوجيه نيران أسلحتها للجماهير الغاضبة وسقط سبعة شهداء و220 جريحا .
وأكد البيان الذي بثته وكالة الأنباء الفلسطينية وفا ان العديد من الجرحى إصاباتهم خطيرة، كما أصيب سبعة مصلين بالرصاص المطاطي في عيونهم مما أدى إلى فقدهم لبصرهم على الفور .
وأضافت القيادة ان من بين المصابين 15 إصابة في الرأس، مما يؤكد النية المبيتة لدى قوات الاحتلال لايقاع أكبر عدد من الإصابات .
وأكدت القيادة ان استخدام القوات الإسرائيلية للرصاص المتفجر الذي يطلق من بنادق ام 16 الذي يشبه الدمدم المحرم دوليا يكشف عن أبعاد وأهداف الجريمة البشعة التي اقترفتها القوات الإسرائيلية ضد المصلين في يوم الجمعة المباركة .
وأوضحت ان قيام القوات الإسرائيلية المهاجمة والمعتدية ب
منع سيارات الاسعاف من نقل الجرحى والمصابين قد ادى الى تدهور حالة المصابين ونزف دماء العديد منهم مما جعل حياتهم معرضة لخطر شديد وان عدد حالات الإصابة الخطيرة وفي العناية الفائقة قد بلغ 14 حالة حتى المساء ويقوم الأطباء الفلسطينيون بمحاولات مستميتة لانقاذ حياتهم لأن معظم إصاباتهم في الرأس والصدر والامعاء برصاص محرم دوليا .
وأشارت القيادة انه وأمام ضخامة ووحشية هذه المجزرة الإسرائيلية المدبرة، قد قررت إعلان الإضراب والحداد العام لمدة يوم واحد أمس السبت في كل أنحاء فلسطين حتى تشيع جماهيرنا المكافحة شهداء الأقصى، وتعود الجرحى في المستشفيات وتقدم التعازي لذوي الشهداء الأبطال .
|
|
|
|
|
