أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 1st October,2000العدد:10230الطبعةالاولـيالأحد 4 ,رجب 1421

عزيزتـي الجزيرة

بعيداً عن الصفع وضرب العصيّ
اتركوا البراعم تنمو معافاة
تحية طيبة، وبعد
تعد المرحلة الابتدائية وخاصة الصفوف الأولية منها من أهم المراحل العمرية التي يمر بها الطفل في بداية دخوله المدرسة لكونها تعتبر نقطة التحول الكبيرة في حياته الدراسية، ويعد الصف الأول على وجه التحديد البوابة الرئيسية التي يمر منها الطالب إلى بقية المراحل الأخرى، ومتى وجد هذا الطفل المناخ الدراسي المناسب والعناية والمتابعة من المعلم والأسرة خرج هذا الطالب منها إلى رحاب التعليم الأخرى مجهزاً بكافة الأساسيات الضرورية للتعلم من أدوات قد تخدمه في بقية حياته الدراسية,, ولهذا السبب لم تقصر وزارة المعارف حينما جعلت الأسبوع الأول من بداية كل عام دراسي اسبوعاً خاصاً لتهيئة الطالب للدراسة وأطلقت عليه الأسبوعالتمهيدي والذي تهدف الوزارة من خلاله إلى نزع الهيبة والخوف من نفوس الصغار وتحبيبهم بالدراسة وتعويدهم على أجوائها بشكل تدريجي لكون الطفل قدم من اسرة تحيطه بالدفء والحنان والتدليل إلى بيئة ومكان لم يألفه من قبل,.
وخلال هذا الاسبوع يتسابق جميع العاملين في المدرسة بداية من المدير والمرشد الطلابي وانتهاء بمربي الفصل ومعلمي المواد في محاولة لكسب ود الطفل وتحبيبه بالدراسة حتى يخيل لي أن هذا الأسبوع أصبح يعد بمثابة اسبوعالعسل للطالب في بداية دخوله المدرسة على غرار شهر العسل بالنسبة للمتزوج,, وهذا الأسبوع بلا شك قد أزال الكثير من الرهبة من نفوس الطلاب وحفزهم للإقبال على مقاعد الدراسة بنشاط وقوة,, ورغم هذا يأتي البعض من المعلمين وهم قلة ولله الحمد ليهدم بأسلوبه واندفاعه ما تحاول الوزارة والمدرسة أن تغرسه في نفوس هؤلاء الصغار بحيث ما إن ينتهي هذا الأسبوع اللطيف حتى يبدأ المعلم مع الطلاب طريقة أخرى هدفها ضبط هؤلاء الطلاب الذين اعتادوا حياة اللهو واللعب والدلال الاسري بأسلوبالترويض الذي قد لا يخلو من القسوة بحق هؤلاء الصغار,, بحيث يجعلهم كما يعتقد في قرارة نفسه يعرفون معنى النظام داخل الفصل وطرق الاستئذان والمعاملة مع الغير، وذلك كما فعل أحد المعلمين في بداية هذا العام الدراسي الجديد حينما أقدم على ضرب أحد الصغار بكف كان وقعه في نفس الطفل شديداً إلى درجة أن جعلته يكره المدرسة ويتعقد منها منذ أول بدايات الدراسة لولا أن تداركه والده وقام بالإسراع بنقله إلى صف آخر لا يقوم هذا المعلم بتدريسه والذي يبدو أنه لم يحسن كيفية التعامل مع هؤلاء الصغار الذين يعتبرون كالبذرة تحتاج منا إلى الرعاية والاهتمام لتنمو,لقد ذكر لي أحد الأشخاص تأكيدا لهذا الموضوع بأنه قد تلقى عندما كان طفلاً في الصف الأول عصا من معلم لا يزال يتذكره إلى الآن رغم مرور تلك السنوات الطويلة، وأن هذه العصا التي ترسخت بقاياها في ذاكرته كادت أن تجعله يكره الدراسة للأبد، وهذا يؤكد بلا شك أن ما نفعله الآن مع الطالب قد يترسب في عقله الباطن الذي يعرفباللاشعور وقد يكون مع الزمن سبباً في نفوره من مقاعد الدراسة وعاملا مهماً في تدني مستواه الدراسي.
محمد بن راكد العنزي
مندوب جريدة الجزيرة بطريف

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved