أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 1st October,2000العدد:10230الطبعةالاولـيالأحد 4 ,رجب 1421

محليــات

لما هو آتٍ
ما يضرُّ ينفعُ,,.
د, خيرية إبراهيم السقاف
رب ضارة نافعة,,, وانبثاق النفع من الضرر، وتنبه الإنسان لذلك، ونشره مثلاً يشيع,,, ويُتداول,,,،
وتردده الألسنة كلما عبر موقف يستدعيه,,, فيه ما يشير إلى غفلة الإنسان,,.
والإنسان يغفل,,.
ولكن متى,,, ولماذا,,, وكيف,,, وعم؟,,.
وغفلة الإنسان تمر مروراً كريماً إن كانت من باب النسيان، الذي غفر نتائجه الخالق العظيم حين قال رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: غُفر لأمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا فيه .
لكن الغفلة التي تؤدي إلى موت الضمير، عن أداء الواجب، عن القيام بالمسؤولية، عن التخلي عن الرعاية المناطة بمن هو في موقع المسؤولية عنها,,,، ليست لها مايبررها,,, ولا تمر مرور الكرام، ولا تُعامَل وفق مقتضيات النسيان العابر، وتدخل في مجرى المساءلة، وتخضع نتائجها للعقوبة,,.
ورب ضارة نافعة,,, ,,, يتردد هذا القول الشائع على ألسنة الناس بكثرة هذه الأيام,,, بعد وقوع حادثة انتشار وباء الحمَّى
إذ مات الناس,,.
فاكتشفت المزارع المهملة,,,، ومواقع المواشي غير الصحية,,,، وقصور التوعية الصحية، ونقص الوعي الجمعي في أمور الحياة الأولية في النظافة، والتغذية، والعناية الصحية، وسلامة البيئة، وأثر التخلف في كل ذلك,,.
وكشف القناع عن أدوار كل ذي دور له علاقة بالأمر,,.
فتحرك الإنسان,,, كل في موقعه وبحجم دوره,,.
ولئن كنتُ أتفق مع كثير من الطروحات التي كشفت النقاب عن جوانب بالغة القصور في المؤسسات الرسمية المسؤولة عن وعي المواطن وصحته وغذائه ومصادر غذائه وأسلوب الممارسة في مجالات كل ذلك,,, إلا أنني أتساءل: كيف تتسرب المواشي خفية من افريقيا إلى جيزان؟,,.
أين، وأين، وأين، وكيف تباع وكيف وكيف؟
رب ضارة نافعة ,,.
وأسترجع معكم تلك الحملات المنظمة وذات النتائج المذهلة التي قامت بها الجهات الأمنية من جوازات، وشرطة، بكل أجهزتها فوقفت على أعداد تفوق التصور في كافة مناطق البلاد للمتخلفين، المتسربين إما عن طريق زيارة الأماكن المقدسة للحج وللعمرة، وإما عن طريق الهروب ممن يكون دخولهم للبلاد نظامياً بإجازات عمل على اختلاف ذلك, وحصرت أسباب التخلف في الرغبة في العمل، كما حصرت أسباب التخلف في تهاون الناس للاستفادة منهم في القيام بأعمالهم بأجور منخفضة لا تكلفهم ما يقابل الاستقدام النظامي,,,، والإنسان جُبِل بطبعه على الحرص ، لكن الذين يسلكون بأمانة الوازع الإيماني وبأخلاق الصفة الإسلامية التي يوسمون بها لا يفعلون ذلك, لكن مع كل ما بُذل من جهود نظامية ورسمية لا يزال نفر من الناس يتعاملون خارج إطار النظام ويتجاوزون وخز الضمائر ويجترئون على حدود الضوابط وهذا ما تم بالفعل في العوامل الخفية وراء ظهور حمَّى الوادي,,, إذ بعد حلولها ضيفة ثقيلة ومخيفة أسقطت الأرواح، وأثارت رعب التفشي فنهضت الجهود جواً وأرضاً لمحاربتها فتحت جبهات الأسئلة، وفتحت الملفات المكدسة التي علاها التراب في التنقيب في أمور تبدأ بكيف تسير وتُنفذ أمور: التوعية، والسلامة، والصحة، والتغذية، و,,,؟!
وبمثل مايُرتجى من الأمن من يقظة دائمة ووعي مستمر وإخلاص في العمل ودأب في المتابعة وعدم تهاون في الصغيرة قبل الكبيرة في أموره وواجباته ومسؤولياته,,.
بمثل ما يرتجى من المؤسسات الخدمية الأخرى وأولها الصحة ، والإعلام ، والشؤون البلدية ، والتعليم ، و,,, من يقظة دائمة ووعي مستمر وأداء مخلص دؤوب,, وضمائر يقظة لا تغفو ولا تستسلم لأية غفلة في أية ثانية من عمر الثانية في زمن الوقت عن أداء ما يُناط بها من مسؤولية,,, تبدأ بمن يؤديها، وبكيف يؤديها، وبما يعين على أدائها مادةً وأداءً,,, وآليةً,,, بما يدركه كل مسؤول بتفاوت مواقعهم وأدوارهم وواجباتهم,,, قربت من المواجهة أو بعدت خلف المقاعد، أو كانت بأي شكل وعلى أي هيئة.
فرب ضارة نافعة كي يُعاد النظر في كل أمور الحياة التي تسير داخل أروقة المؤسسات الخدمية بدءاً من الرأس وانتهاء إلى القاعدة.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved