| محليــات
أتذكر أنه عندما كانت أسعار البترول تحت العشرة دولارات ضج بعض المنظرين المتشائمين لأسعار البترول بقرب كارثة اقتصادية في هبوط أسعاره وجعلوا من فرط خوفهم ينذرون ويحذرون الى درجة أوجدوا بها من الخوف والرعب في جميع الأوساط الاقتصادية في المملكة وخارجها.
وأذكر أنني قد كتبت في تلك الاثناء في زاوية خلجات في صحيفة عكاظ الغراء قبل ثلاث سنوات وشهر من الآن, وأنا لست خبيرا بتروليا ولا عالما اقتصاديا ولكني مجرد مواطن قلبي على وطني يعيش واقع عصره، كتبت بأن لا نتخوف من أسعار البترول المتدنية المؤقتة حتى لا يفرط تخوفنا فنفقد توازننا ولئن مرضت الأسعار لوقت فإن مصيرها التعافي الى مستوى صحي أكثر من ذلك .
وقلت للمنظرين بأن البترول سيظل سلعة الوقود الوحيدة التي لا منافس لها على وجه الأساس وأن منتجيها هم أصحاب مراكز التحكم الى أن ينتهي الاحتياطي في مكامنه أي لأكثر من مائة عام, ودللت على ذلك بأن كل رضيع يولد على وجه الكون فإنه يحتاج الى نصيبه من الطاقة وكل طفل يدخل المدرسة في غابات أفريقيا أو آسيا فإنما ستتضاعف حاجته من نصيبه من البترول,
أي ان البترول هو المستقبل والسلعة التي لها المستقبل هي التي تملك مستقبل اسعاره.
وأذكر أنه بعد أيام من كتابة هذه الخلجة اتصل بي أصدقاء وقراء.
وقالوا لي إنك تسبح عكس التيار, بل ان أحدهم ممن يمون علي قال لي إنك تهرف بما لا تعرف, فقلت له كيف؟! قال لي ألم تسمع تحذيرات وتخويفات الشيخ/ اليماني على شاشات القنوات الفضائية بأن المستقبل مظلم للبترول, فقلت له: هذا اجتهاده، فقال لي: يارجل هذا كان وزيراً للبترول السعودي الذي قالت عنه الفضائيات بأنه اكبر خبير بترولي في العالم وقال:وأنصحك بأن لا تفشل نفسك .
صدقوني انه انتابني الخوف بالرغم من ثقتي فيما أعتقد وكتبته.
وقلت ياسبحان الله ,, ؟!
فإن الأيام هي التي ستكشف بأن البترول لا يمكن ان يخرج عن اطار العرض والطلب مهما عصفت به الفرقعات السياسية وشعارات التخويف التي يطلقها الوسطاء المستثمرون.
وكلمة أخيرة وهانحن نرى كيف وصلت اليه اسعار البترول من ثمانية دولارات الى ثلاثين دولارا وربما لا أتردد ان أقول بأنه لا يستبعد ان يصل سعر برميل التبرول في عام 2005م الى خمسين دولاراً, وهذا لن يكون بإرادة الدول المنتجة ولكنها بإرادة قانون العرض والطلب وقياس الأمور بمجرياتها, وأقول لأحد مقدمي البرامج في إحدى الفضائيات إياها الذي بكى على أسعار البترول في تلك الأيام قبل عام عندما قال لقد أصبح سعر البترول مثل سعر البصل والجزر أقول له هل تبكي الآن عندما تجاوز سعره الثلاثين دولارا,, ربما.
اللهم متعنا بثرواتنا ووفق بلادنا واحفظ قادته.
والله المستعان.
|
|
|
|
|