أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 1st October,2000العدد:10230الطبعةالاولـيالأحد 4 ,رجب 1421

الاقتصادية

إنسان وقانون
بنت الوطن
محمد الدويش
تطير من السعادة حين ترى بنت الوطن وقد اخذت موقعها المحتشم في ميدان العمل وتزداد سعادتك كلما رأيت بنت وطنك تحرص على خدمة المستفيدين من العمل وتتعامل مع من حولها باحترام وأدب.
إنك تجد أينما ذهبت نماذج رائعة تدعو للفخر والابتهاج فهي تحترم وقت العمل وتبذل طاقاتها لمساعدة المراجعين وتسهيل أمورهم.
مثل هذه الفتاة السعودية هي ما تحتاج إليه عجلة التنمية الاجتماعية في المملكة ليس من أجل إثبات دور المرأة السعودية في هذه التنمية وحسب وإنما أيضا لإثبات أن بناء الإنسان السعودي ذكراً كان أو أنثى قد استجاب لمتطلبات العمل أو على الأقل هو في طريقه إلى ذلك.
غير أن هذه الصورة الزاهية تجد من يشوهها أحيانا من قبل بعض الموظفات، حيث تقدم احداهن نموذجا سلبيا للعاملة السعودية ولا سيما من جانب التسلط سواء مع المراجعين أو المتعاملين معها وأكثر ما يبرز ذلك في التعليم والصحة.
حدثني أحد الأصدقاء عن معيدة سعودية في مؤسسة تعليمية لا تكف عن التلذذ بالتسلط على الطالبات لدرجة أنها قد طلبت منهن تسعة مراجع ولأن ابنة هذا الصديق طالبة في تلك المؤسسة ولدى تلك المعيدة فإنه قد كلَّ وملَّ من البحث عن هذه المراجع ولم يجد إلا ثلاثة منها ولكن المعيدة أرعدت وأزبدت وهددت كل طالبة لم تحضر المراجع التسعة.
ومثل هذه المعيدة موجودة في مؤسسات تعليمية أخرى وخصوصاً في مدارس تعليم البنات، حيث تتعدد الطلبات والأوامر والتعليمات لدرجة ان بعض الآباء يحرم أولاده من ضروريات لكي يوفر لهم ما تطلبه المعلمة التي هي آخر من يعلم عن حالة الأب المادية، بل إن ذلك لا يعنيها فهي تحصل على راتب جيد وزوجها كذلك وأولادها في مدارس خاصة لا تطلب ما تطلبه المدارس الحكومية، وبالتالي فإن هذه المعيدة أو هذه المعلمة لم يدر بخلدها أن هناك آباء على قدر حالهم، بل كأنها تقول لنفسها: الفقراء لا مكان لهم بين الطالبات.
ولذلك لم يكن مستغربا أن يكون الشعب السعودي من أكثر الشعوب العربية انفاقاً على الأشياء المدرسية وفق إحصائية نُشرت مؤخراً، فمعظم هذا الإنفاق يذهب على أشياء ليست ضرورية وإنما فقط لتلبية تسلّط المعلمة على الطالبات وبيوتهن ويا ويل من يقول لا أو يناقش فالرسوب بانتظار ابنته آخر العام.
هذه النماذج السلبية اعتقد أنها تعاني من عقدة ما بدليل أنها لا تهتز أمام المآسي الإنسانية التي تتسبب بحدوثها كما حدث للفتاة التي هجرت المدرسة لأن والدها لا يستطيع دفع ثمن الطلبات التي لا تنتهي وكذلك الأمر بالنسبة للقطاع الصحي، حيث حدثت أشياء لا تصدق من قبل من يدعين أنهن رمز الإنسانية والرحمة,.
غير أن هذه النماذج وكما قلت تبقى والحمد لله قليلة جدا أمام نموذج الفتاة السعودية التي شقت طريقها بنجاح وثقة وحشمة في ميدان العمل الاجتماعي الإنساني.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved