أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 1st October,2000العدد:10230الطبعةالاولـيالأحد 4 ,رجب 1421

الثقافية

عندما تتناوح القصائد بين الولد والوالد
البحث في التراث الأدبي أشبه ما يكون في عصرنا هذا بالتنقيب عن المعادن الثمينة وحفر المناجم العميقة التي تختزن تلك المعادن في جوفها.
والذي يوفق لاستخراج أثمنها هو ذلك الذي يجدّ في المطالعة ويحقق دراسات متصلة بتراثنا وأدب أوائلنا.
ولا أقول هذا لأجعل من نفسي واحدا من الماهرين في تحويل المعدن الخام إلى أنوع مختلفة ولكن الذي حملني على اختيار هذا الموضوع هو ما أجده مستوطنا في كتب الأدب من ثروة هي أشبه بالبحر الذي لا ينفد مهما اغترف منه.
ومما هوكامن في ذلك البحر الذي لا يقاس له عمق ولا يبلغ له شاطئ ويجب علينا استخراجه بالأسلوب الذي نستطيع صنعه, بعض القصائد التي لها سمة خاصة وطابع مميز خاصة منها ما كان متبادلا بين ولد ووالده.
وذلك مثل ما حصل لمحمد بن الحسن بن سليمان مع داود المرهيبي من شعراء القرن الحادي عشر الهجري الذي بعث برسالة شعرية إلى إسماعيل بن القاسم بن محمد بن علي بن الحسين الزيدي المتوفى سنة 1078 يشكو إليه والده الحسن الذي كان أحد عماله، منها قوله:


لو كان سائلي الصَّغار وقاصدي
بالخسف غير أبي رأيت إبائي
لكنه وله الكرامة من أتى
نص النبي بحقه والآئي (1)
فلأصبرن ولا أقول له قلى
قدك اتئب أربيت في الغلواء (2)
هذا وحاصل ما أكابد أنني
قد ذبت غير حشاشة وذماء

وهي طويلة بلغ بها 45 بيتا معظمها امتداح لإسماعيل بن القاسم,, وقد أجابه والده الحسن بن سليمان بقصيدة طويلة قوامها 24 بيتا استعرض فيها مهارة ولده في الإبداع في القول وجودة الشعر ثم لمسه لمسة خفيفة ضمنها قوله:


ماذا عليك إذا اكتسبت مبرة
تجزى بها في الخلد خير جزاء
ورحمت ضعف جوارحي وقوائي
فحملت بعض الثقل من أعبائي
ووصلتني مما لديك ببدرة
معدودة من فضة بيضاء
إن الأبر من البنين يواصل ال
إحسان مغتنما جزيل ثناء

والجدير ذكره أن القصيدتين قد احتواهما كتاب نفحة الريحانة للمحبين.


أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved