| الثقافية
نَشُدّ أيدينا في كل متر من أرض الوطن السعودي العزيز بأيدي اخوتنا رجال الأمن والمرور في هذه الحملة الوطنية الشاملة للتوعية الأمنية والمرورية التي انطلقت فعالياتها مؤخراً وتبنتها الأجهزة الأمنية والمرورية بتويجهات كريمة من لدن رجل الأمن الأول في المملكة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورجاله المخلصين داخل وخارج قطاعات الأمن المختلفة.
وفي الحقيقة فإننا نشعر أننا كلنا رجال أمن,, تقلُّنا,, أرض الوطن وتُظللنا سماؤه، ويسير في دمائنا ترابه من الماء إلى الماء، ومن الرمل إلى الرمل، ومن الوريد الى الوريد.
لا فرق في الحفاظ على نشر الأمن والشعور به وحضوره كحضور الشمس في كل مكان,, بين رجل أمن يرتدي الزي الأمني، ويقوم بأداء واجبه العملي والوطني ومواطن يرتدي الزي الوطني السعودي.
نريد,, فقط,, أن يحسن الجميع النية في العمل المواطن، ورجل الأمن، والمقيم والرجل، والمرأة، والشباب بجنسيه لتكون هذه الحملة المباركة,, بداية لنهاية المآسي االمرورية والأمنية,, لدى كل مواطن ومقيم,, بإذن الله تعالى,.
ثلاثة وثلاثون بنداً,, احتواها الإطار العام لتنفيذ البرامج لهذه التوعية سيجدها المواطن والمقيم مفروشة على وجه الوطن,, وأرجائه,, كفراشات الربيع على مساحة زمنية تزيد على ثلاثة أشهر,, وهي في رأيي قليلة كثيرة.
قليلة في عملية استيعابها وهضمها وتطبيقها أو معرفتها,, نسبة الى حجم الوطن واتساع رقعته التي تفوق القارة.
وكثيرة في الافتراض المسبق ان تكون كل هذه البنود,, كان يجب أن يحملها المواطن,, او أن يكون قد حملها أصلاً منذ سنين.
على كل حال زيادة الخير,, خيرين ,, كما يقولون,, ولا شك أن ما بعد هذه الحملة,, لا ثمة عذر يحمل ويقبل.
نعم إنها ثلاثة وثلاثون بنداً,, تضع السلامة العامة بعد رضاء الله وقدره بين يديك، وفي حوزتك,, بأقل جهد,, وأبسط إجراء,, واسرع اهتمام.
حسناً,, دعونا الآن نخرج من دائرة الحديث العام الى شيء من التخصص أو الموضوعات المحددة في ذلك، لتكون كل الأشياء بمسمياتها,, ونبدأ في هذه السلسلة من المقالات,, بظاهرة,, أطلقت عليها الضوء الأعوج,,! ,.
إنها ظاهرة مرورية بارزة,, إن كنتُ أنا قد لحظتُها بوضوح في أغلب الطرق المؤدية الى القرى في محافظتي الأحساء، والقطيف,, حيث الطرق النخيلية والزراعية,, فقد يلحظها أيضاً العديد من المواطنين والمقيمين الذين تتشابه مشاويرهم من القرى وإليها في المحافظات الأخرى من المملكة.
والظاهرة هي عن أولئك المهملين، والمستهترين الذين يسيرون بسياراتهم ليلاً بمصباح واحد فقط,,!
يكون عالياً، أو منخفضاً، أو يساراً، أو يميناً، أو صغيراً، أو كبيراً,, وفي ظني أنه لابد أن أحد القراء الكرام أو حتى أحد الاخوة في جهازي الأمن والمرور نفسه قد صادف أحد هؤلاء,, ليلاً، وحاول ان يتفاداه، ويتجنب شره,,، والأدهى أنه يواجهك مسرعاً، قد أطلق البنزين لعربة الموت رافعاً أمامك النور,, ولا حول لك ولا قوة,, إلا بالله العلي العظيم,.
ولك أن تتصور يا عزيزي القارئ إن كان مصباحه الأيمن الأيسر بالنسبة لك هو الذي يضيء، وإلى أن تقترب منه بصورة خطرة تظن أن القادم هو دراجة نارية لا,, سيارة، لأنه أيضاً لا يوجد لديه مصباح ولو صغير في الطرف الآخر من العربة يحدد نوع العربة أو وسيلة السير القادمة إليك,, والله المستعان.
وفي تصوري ان الاخوة في أجهزة المرور هم أعرف من غيرهم بجسامة خطر المصابيح الفردية في المركبات، وبخاصة أنها في ليل، وعلى طرق غير مضاءة وغير مستقيمة، وضيقة، وغير مزدوجة غالباً,, أليس كذلك؟
كما أن أغلب المفاجآت في الحوادث الليلية تأتي في مثل تلك الحالات.
وحقيقة,, فإن جريرة هؤلاء لا تقل عن قطع إشارة أو سير في الاتجاه المعاكس أو تجاوز السرعة المقررة أو غيرها من العقوبات التي تبادر أجهزة المرور مشكورة في اتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها,.
هذا ما وددت الإشارة إليه في هذه الحلقة,, سائلاً الله تعالى ان يحفظ الجميع من كل الكوارث والحوادث,, والى اللقاء في الحلقة المقبلة إن شاء الله تعالى,.
همسة: احذر مفاجآت الطريق,,!
محمد الجلواح
|
|
|