|
| مقـالات
انعقاد الجلسة الأولى لاجتماعات اللجنة الإشرافية لعمداء شؤون الطلاب بجامعات ومؤسسات التعليم العالي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي الذي تم مؤخرا في رحاب جامعة أم القرى يعد عملا مهما لتدارس مشاكل وهموم الطلاب المشتركة في جامعات دول الخليج العربي, طبعا هناك المشكلة الكبيرة التي تؤرق كثيرا من الطلاب وهي مسألة القبول في الجامعات والمعدلات والتخصصات المتاحة لكل معدل وعدد المقبولين, والطالب عندما يقبل في الجامعة ولكنه لا يقبل في الكلية التي يريدها أو التخصص الذي يريده فإنه يبقى غير سعيد ويحاول جهده لكي ينتقل من كلية إلى كلية وإذا لم يوفق فمحاولاته تستمر وتمتد للفصول التي تليها.
وهو هنا يتجه لعميد القبول والتسجيل بفكره ومشاعره وليس بجسده ويسأل لماذا لم أقبل في الكلية التي أريدها والتخصص الذي أرغبه ويجيبه العميد بالفكر والمشاعر إننا نخضع لأنظمة كل كلية ومتطلباتها والمعدل الذي تريده ولا نستطيع أن نلبي رغبة الجميع فلدينا أعداد ضخمة من المتقدمين وهذا يحدث في كل مكان ولكن تأكد أخي الطالب أننا نسعى دائما لتحقيق أقصى ما نستطيعه من الرغبات ونحاول التوفيق بين رغبة الطالب ومتطلبات الكلية ونحاول أن نسعد جميع الطلاب المتقدمين.
ومع أن عميد القبول والتسجيل ليس هو عميد شؤون الطلاب إلا أن شؤون الطلاب مشتركة ومتداخلة.
ومن القضايا التي يواجهها الطلاب أيضا أثناء دراستهم في الجامعة مسألة المعدل وانخفاضه والإنذارات التي توجه للطالب إذا انخفض معدله، ومسألة ضعف المدة إذا أخذ الطالب الجامعي وقتا أطول من المعتاد للدراسة الجامعية كأن يكون في الجامعة لمدة ثماني سنوات ولم يتخرج بعد.
وأيضا هناك مسألة الاختبارات البديلة والغياب والحرمان وكلها قضايا قد يتعرض لها الطالب الجامعي وقد تكون قضايا مشتركة بين جامعات الدول الخليجية، وهنا يكون تبادل الخبرة والآراء ومناقشة هذه المشكلات بين عمداء شؤون الطلاب في الدول الخليجية والتعرف على الحلول التي تضعها كل جامعة أمرا مفيدا جدا وذا مردود إيجابي وعملي.
وأولياء الأمور أو بعضهم يريدون أن يقبل أبناؤهم في الكلية التي يرغب فيها أبناؤهم بغض النظر عن المعدل ومتطلبات الكلية وهم هنا يفكرون بمشاعرهم وحبهم لأبنائهم ولا ينظرون إلى لوائح وأنظمة الجامعة.
وهم ينظرون إلى عميد القبول والتسجيل وكأن باستطاعته أن يضم جميع هؤلاء وأن بيده الحل والربط، فإن وُفق الطالب وقُبل في الكلية التي يريدها بناء على مطابقته لمتطلبات الكلية رضوا عنه وقالوا ولد حلال , وإن لم يوفق ابنهم قالوا فلان عطلنا وهو السبب في كذا وكذا ولو أراد والإرادة لله لدخل ابننا هذه الكلية وهكذا, وما دروا أن عميد القبول والتسجيل في كل جامعة يقوم بجهد مضن لتنظيم عمليات القبول وتوزيع الطلاب على كليات الجامعة ومحاولة التوفيق بين الطلبات هو والفريق الذي معه.
وقد يكون هذا وضعا مشتركا في جامعات دول الخليج وحبذا لو كانت هناك برامج معينة وبسيطة تشرح الواقع لأولياء الأمور وتحاول أن تجعلهم يتقبلون الواقع، فالحياة ليست سهلة دائما ومن الصعوبة أن نحصل على ما نريد بشكل مستمر.
وعمداء شؤون الطلاب بالجامعات أيضا يريدون من طلابهم الانتظام والمثابرة على الدراسة فالحصول على مقعد في الجامعة فرصة ثمينة لأي طالب يتخرج من الثانوية وعليه أن يستغلها ويقدرها لإتمام تعليمه الجامعي والعالي.
ويريد العمداء من الطلاب مراعاة أنظمة الجامعة والحذر من انخفاض المعدل وحضور جميع المحاضرات حتى لا يتعرضوا للحرمان والحرص على مواعيد الاختبارات، كما يريدون منهم المحافظة على مرافق الجامعة كما يحافظون على بيوتهم فقد احتضنتهم أبنية الجامعة وردهاتها لمدة أربع أو خمس سنوات أو أكثر ولا تريد منهم إلا احترامها والمحافظة عليها كمؤسسة علمية أعطتهم درجة في التعليم العالي, وقد يكون هذا الموضوع أيضا من الأمور المشتركة لدى طلاب جامعات الخليج.
ومسألة التعاون بين جامعات دول الخليج مسألة مهمة أيضا حيث تربط أبناء الخليج بعضهم بعضا وتزيد من شعور الإخوة وتنمي الروابط المتينة بين دول المنطقة, وهذا ما تطرق له عمداء شؤون الطلاب بجامعات الخليج حيث سيقام أسبوع ثقافي في شهر صفر القادم في جامعة أم القرى لطلاب جامعات دول مجلس التعاون حيث يشمل الأسبوع برامج ثقافية وعلمية ومسابقات تحتوي على أهداف وخطط اجتماعية وتربوية وأخلاقية.
وفقنا الله لما يحب ويرضى.
كلية التربية جامعة الملك سعود
|
|
|
|
|
