| مقـالات
الإسلام هو المنهج الرباني الشامل والكامل والصالح لكل زمان ومكان، الذي قرره رب العباد عز وجل لما فيه سعادة البشر في الدنيا والآخرة، وتمثل الحياة الإسلامية الأنموذج المثالي للتعامل مع كل القضايا التي يصادفها الإنسان في حياته، ومن بين تلك القضايا قضية الإعاقة، حيث إن نظرة الإسلام وتعامله مع هذه القضية يعتبر وبكل المعايير الحضارة بعينها.
إننا نلاحظ كيف أن بعض البشر من أصقاع الأرض المختلفة أفراداً وحكومات يتسابقون ليبرزوا اهتمامهم بالإعاقة، ويضعوا القوانين، ويشيروا إلينا بأصابع الاتهام بشكل مباشر، أو غير مباشر، لعدم اهتمامنا ببعض القضايا الإنسانية وحقوق الإنسان، وهم يعرفون بطلان دعواهم وزيف شكواهم، ولكنه الحقد على الإسلام وأهله.
لقد احترم الإسلام الإعاقة كقدر وواقع لا يسيء للإنسان، ودعا المعوق لتقبل حالته، واعتبارها قدراً من الله تعالى، حيث يقول تعالى في كتابه العزيز: ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير .
والإسلام شدد على النهي عن السخرية من المعوق، واعتبر ذلك من أنواع الظلم والعياذ بالله كما حرم الإسلام كل ما يضر ويؤذي البدن وما قد يؤدي بالتالي لبعض الإعاقات.
وهناك أمثلة كثيرة وعديدة في التاريخ الإسلامي على الاهتمام البالغ بالمعاقين، وقضية الإعاقة بالإضافة لتعامل الإنسان كإنسان مكون من جسد وروح وحسب ونسب وعواطف وآمال والآم وغير ذلك بشكل شمولي، وبالإضافة أيضاً حث الإسلام على فعل الخير والصدقات وما إلى ذلك من أعمال تزيد لحمة المجتمع متانة، وتكافله وتضامنه قوة.
إن المملكة العربية السعودية منذ نشأتها ترفع راية التوحيد، وتقوم على دستور هو الإسلام الصحيح، ونفذت ذلك قولاً وفعلاً، وعلى كافة الأصعدة الفردية والاجتماعية والحكومية، فكانت المثال في هذا العالم للمجتمع المسلم، ولذلك لا عجب أن نرى العديد من الهيئات والمؤسسات والجميعات التي تهتم بقضية الإعاقة والمعاقين تنتشر في ربوع وطننا المعطاء.
إن من دواعي السرور والفرح أن نرى العديد من الندوات والمؤتمرات والاجتماعات التي لها علاقة بشكل أو بآخر بقضية الإعاقة تعقد في رحابنا، ولكن أليس مدعاة للتفكير الجدي أن يعقد مؤتمر بعنوان الإسلام والإعاقة يبحث هذه العلاقة الوطيدة بكل أشكالها وتاريخها وكل ما يتعلق بها، وفي هذا دعم لقضية الإعاقة، وإظهار لحقيقة موقف الإسلام الناصع البياض في هذا المجال.
وإنه لحري بالوزارات المعنية أن تبادر إلى تنظيم مؤتمر عن ذلك الموضوع الهام، ومن بين الجهات المعنية وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، بحيث تقوم بتبني فكرة كهذه، وتدعو لها سائر المهتمين في هذا المجال من علماء وفقهاء وأطباء وأساتذة وباحثين وعاملين في مجال الإعاقة، ويكون ذلك بالتعاون والمشاركة مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ووزارة الصحة، والهيئات، والمؤسسات، والجمعيات العاملة في مجال الإعاقة، ويمكن دعوة القطاع الخاص من أجل الدعم المادي وكلنا ثقة بأنه سيلبي الدعوة والنداء، ويكون مكان الانعقاد في مكة المكرمة أو المدينة المنورة، إنها مجرد فكرة، وأحسبها تستحق التفكير بها, والله ولي التوفيق.
alomari1420 yahoo .com
|
|
|
|
|