** عندما دلفت إلى مجلس سيدي الشيخ حمد الجاسر رحمه الله ضُحى يوم الخميس الماضي لم أملك دمعة ظفرت من عيني,, وأنا انظر إلى كرسيه الخالي وإلى بقية أوراقه يمنة ويسرة في مجلسه الذي كان يستقبل فيه احباءه وتلامذته وأبناءه فيما يُعرف بضحوية الخميس ,,!
وعندما أقبل أخي الحبيب معن بن حمد الجاسر وعانقته أحسست أنني أعانق فيه رجلا يسمّى حمد الجاسر - رحمه الله -.
إن كل من زار مجلس الشيخ في الأيام الخالية يتذكر العلامة بهيبته المتميزة، وخلقه الرفيع وعلمه الغزير,, سمو الأمير الشهم سلمان بن عبدالعزيز عندما زار منزل الفقيد عشية وصوله إلى الرياض، قال لابنه معن وبعض أحباء الشيخ: كنت هنا التقى بالشيخ حمد في هذا المكان وأسأله واتباحث معه ، ويشير سموه بألم إلى ذلك الكرسي الخالي الذي كان الشيخ يجلس عليه!,, .
تلفت قلبي في تلك الضحوية وأنا اتفحَّص بعض الوجوه الحبيبة التي حضرت من أجل استمرار عمل يحبه الشيخ,, وكان الغائب الأهم هو أبو هذا العمل وصاحبه!,.
لقد كان الشيخ رحمه الله في مثل هذا المكان وفي مثل هذا الوقت ينادي كل واحد منا حبيبنا وكنا نحس لهذه الكلمات مذاقاً خاصاً ونكهة متميزة والشيخ حمد ينطق بها,, وأشعر الآن ان هذه الكلمة فقدت تلك النكهة الجاسرية !,.
حمد الجاسر الغائب جسدا وشكلا، الحاضر عطاء ومشهدا سوف يبقى وسوف تبقى آثاره ويمتد ميراثه بحول الله مادام هذ الوطن فيه أوفياء الرجال.
رحم الله حمد الجاسر.
ومعذرة فأنا كلما أمسكت القلم هذه الأيام لأكتب شيئا يتعلق بغير الراحل رأيت القلم لا يطاوعني و,, مثلي له عذر ومثلك يعذر,,, .
***
قلب أم
** هذه القصيدة فيها عاطفة تتدفق حنانا
وهل أعظم من تدفق عاطفة الأم
إن هذه القصيدة لم تأت من يراع شاعرة
ولكنها صدرت من نبع امرأة، وقلب أم مسكون بالغلا والحب لجنينها !.
إن هذه القصيدة تجسد عشق هذه الأم لطفلها,, إنها تخشى ان يبتعد عنها فلا تستطيع امتلاكه وتخافه ان ينأى عنها فلا تقدر على ان تقبِّله، وان الفزع يسكنها من أن يرحل عنها فلا تتمكن من ضمّه بين أحضانها.
لنقرأ معاً هذه الأبيات للشاعرة الأم نورة الخاطر والكلمات تنهزم دون الكتابة عنها او التعليق عليها