| مقـالات
هذه بعض من المقاطع التي وردت في كتاب يدرس لطلبة المرحلة الثانوية لدينا وحين تقترب من نهاية هذا العصر فإننا نجد القدرة على الابتكار والتجديد قد خمدت وذلك لأسباب عدة منها أن العنصر العربي كان قد اختفى تقريبا وغلب عليه العنصر الفارسي والتركي !!!، وأصبحت الخلافة نفسها بعد ذلك لا تولى إلا من وافق هوى الأتراك وخضع لهم، فبدأ الضعف يدب في كل أركان الدولة العباسية فاختلست الأموال وتولى السلطة من ليس أهلا لها وتدخلت النساء في شؤون الحكم ، كثر ظهور تيارات الإلحاد والزندقة بين العنصر الفارسي .
ما هي الرسالة الخفية التي تندس بين السطور في الكلمات السابقة؟؟ وما هي الفحوى التي يحملها الخطاب السابق؟ والذي من المفترض أنه يتعامل مع عقول وأدمغة جديدة ونضرة ومعدة أن تكون الفكر والوجدان لأجيال قادمة!!
وأبسط الأولويات التربوية والتعليمية تخبرنا عن وجوب الحرص على الموضوعية والحياد في نقل المعلومة دون إقسار مواقف مسبقة من شأنها أن ترتفع كجدران صماء تحيط عملية التفكير المنطقي والعقلاني وتقصيه عن اتخاذ مواقف حرة ونابعة من شمولية وحب للبشر والإنسانية.
والعجيب ان هذا النوع من التفكير الشوفيني الذي يرفع شعارات الشعوبية وصفاء العرق، هو ليس من الإسلام في شيء وتنتفي الركيزة شمولية المكان والزمان التي يتأسس عليها الإسلام الذي عرفت بواكيره شخصيات من أمثال (صهيب الرومي) و (سلمان الفارسي) و (بلال الحبشي)!!!
والخطاب السابق يحاول ان يوجد قصورا معرفيا وخللا في الوعي يطال جميع المسلمين من غير العرب!! ولو أن الطرح السابق في سياق أحد الكتب المغمورة المتوارية لكان الموضوع أقل شناعة ولكنه للأسف في,, منهج دراسي!! أي يكرر كل عام وكل يوم مئات المرات على تلك الأدمغة البيضاء النقية القابلة لامتصاص كل ما يدلق في جنباتها وأخذه كمسلمة نهائية غير قابلة للنقاش لأنه ببساطة منهج مدرسي.
ويبدو أن الطرح السابق لا يقتصر على منهج وحيد بل يتجاوزه إلى الكثير من الكتب والمناهج التي تخوض في هذا الموضوع بجسارة وحرية دون تأهيل النشء على تقبل الآخر والتعايش وإياه حتى وإن كان لا يشبهنا.
والطالبات يدرسن أنهن ينتمين إلى جنس ناقص يجلب المصائب والكوارث!! والطلبة حينما يقابلون أحدا غير العرب في المسجد أو في أي من الأماكن العامة، فلا بد أن يتعاملوا وإياه بطريقة تحتوي شوفينية وترفّعاً على اعتبار وجود خطأ (جيني) في كل من هو ليس بعربي!!! لا تلوموهم ولا تكثروا من الخطب والمواعظ,, المنهج يقول هذا ويؤسسهم عليه، ولنا أن، نأكل شوك حصادنا.
e - mail: omaimakhamis @ yahoo.com
|
|
|
|
|