| العالم اليوم
من على منبر المسجد الأقصى انطلق صوت إمام المسجد ينادي بالدعوة إلى الجهاد للدفاع عن مقدسات المسلمين بعد ان تقاعس العرب والمسلمون عن حماية أولى القبلتين وثالث الحرمين على إثر اقتحام الارهابي أرييل شارون المسجد الأقصى، وإن كان المجاهدون الفلسطينيون المدنيون العزل قد أفلحوا في التصدي لهذه المحاولة الآثمة وأوقفوا شارون المعزز بحراسة ألفين من عسكر الاحتلال الاسرائيلي وأجبروه هو وحرسه على أن تنتهي محاولته عند باحة المسجد، إلا أن المحاولة تكشف عن مخطط خطير تتبادل أدواره الحكومة الاسرائيلية وما يُسمى بالمعارضة, ففي الوقت الذي يقدم فيه باراك بديلاً هزيلاً للعاصمة الفلسطينية القدس الشرقية حيث يقترح اطلاق اسم القدس الشرقية على القرى المحيطة بالبلدة القديمة ويترك الحرم القدسي والأحياء العربية في القدس القديمة تحت السيادة الاسرائيلية، توفر الحكومة الاسرائيلية نفسها حماية للإرهابي أرييل شارون وتحشد ألفي عسكري لإتمام جريمته المتمثلة في اقتحام القدس الشريف، رغم علمها أن عملية الاقتحام تمثل جرماً يجرح شعور ليس الفلسطينيين وحدهم بل يستثير مليار ونصف المليار مسلم، وهؤلاء المسلمون وإن بقوا حتى الآن صامتين، إلا أن مثل هذه الأعمال الاجرامية لابد أن تشعل براكين الغضب التي بدأت أولى شراراتها من فوق منبر المسجد القدسي، فالدعوة الى الجهاد التي لبّاها المجاهدون الفلسطينيون الذين قدموا أمس الجمعة أربعة شهداء وستين جريحاً، لابد أن توقظ النائمين حتى الآن في الأقطار الاسلامية.
والجهاد الاسلامي المغيب في الصراع الاسلامي/ اليهودي حتى الآن، هو وحده القادر على وقف العدوان الاسرائيلي المستمر على المقدسات الاسلامية في فلسطين، ووحده القادر على تحييد المتحالفين مع المعتدين اليهود وإعادتهم الى حسابات العقل والمصالح، فهؤلاء الذين يسندون باطل اسرائيل ما كان لهم أن يتمادوا في انحيازهم للعدوان وإدارة ظهورهم للحق، لو تأكدوا أن هناك من يدافع عن الحق ويصد المعتدين وحلفاءهم بأقوى سلاح اسلامي,, سلاح الجهاد.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|