أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 30th September,2000العدد:10229الطبعةالاولـيالسبت 3 ,رجب 1421

العالم اليوم

في الذكرى الثانية لانتصاره على كول
أزمة ارتفاع ضرائب الطاقة قد تحطم أحلام شرويدر في انتخابات 2000
* برلين ليون منجاساريان د,ب,أ
منذ فوز المستشار الألماني جيرهارد شرويدر في الانتخابات التي جرت قبل عامين نجح هو الأخير في شطب القضايا التي وعد بتحقيقها في حملته الانتخابية عام 1998 والتي خرج منها منتصرا على المستشار الألماني السابق هيلموت كول الذي أمضى 16 عاما في هذا المنصب.
لقد نجح شرويدر حتى الآن في اصلاح نظام الضرائب وتحديث قانون المواطنة القديم الذي كان قائما على السلالة, وأحرز المستشار الجديد تقدما على صعيد نظام التقاعد, وكل هذه الاصلاحات كان كول إما يتملص منها أو يرفضها.
ومن جهته يعالج وزير المالية في حكومته هانس أيخل المعروف بصرامته الارث المسموم الذي خلفته حكومة كول: وهي ديون على الدولة بقيمة 1,5 تريليون مارك 681 مليار دولار .
ورغم تعرضه للكثير من التهكم حول شعاره الانتخابي وسط جديد فإن شرويدر فعل الكثير لاعطاء هذا الشعار جوهرا، على الأقل أكثر مما فعل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لشعار حملته الطريق الثالث .
فبطريقته الخاصة يريد شرويدر تحديث ألمانيا لتتمكن من استيعاب دولة جديدة ذات نظام اجتماعي محدث, وهذه المواقف تتناقض مع مواقف الأعضاء الأكثر تقليديين في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يرأسه والذين يطالبون بانفاق مبالغ بشكل فوري على قضايا العدالة الاجتماعية.
وبعد عام من الترنح في منصبه وصف خلاله بأنه مستشار الكشمير تعليقا على ارتدائه الملابس الفاخرة، طفت ثلاثة عوامل الى السطح لتساعده في قلب الميزان لصالح ائتلافه القائم بين حزبه الاشتراكي الديمقراطي الوسط اليسار وحزب الخضر.
أول هذه العوامل كان انسحاب خصمه أوسكار لافونتين، اليساري المخضرم من مصبيه كوزير للمالية ورئيس لحزب شرويدر وذلك في نوبة غضب بعد خمسة أشهر على تسلمه المنصبين.
وعلقت صحيفة تاجيسشبيجل الصادرة في برلين على ذلك بالقول انه تم تحجيم لافونتين الى درجة أنه أصبح ينبح من جانب الطريق .
والعامل الثاني كان حرب كوسوفو، فعلى الرغم من التردد الكبير في موقف حزبه فقد أخذ شرويدر على عاتقه قرار ارسال طائرات ألمانية للانضمام الى طائرات حلف شمال الأطلنطي الناتو في العملية العسكرية ضد يوغسلافيا, وهذه كانت المرة الأولى التي تشارك فيها ألمانيا عسكريا منذ الحرب العالمية الثانية.
وثالثا وأخيرا كان الانفجار الداخلي الذي حدث في حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي يرأسه كول بسبب فضائح تتعلق بحسابات بنكية سرية وتبرعات غير قانونية.
ولم يكلف شرويدر نفسه العناء بالتعليق على هذه القضية متبينا شعار لماذا الازعاج وهم يشنقون أنفسهم بأنفسهم .
ويذكر أن الاتحاد المسيحي الديمقراطي يخضع الآن لعدة تحقيقات والتي من المتوقع أن تستمر حتى الانتخابات المقبلة عام 2002.
وقضى شرويدر عامه الثاني في تجميع نقاط قوة لصالحه, ولكن هذا الحلم انتهى بعد تعرضه مؤخرا الى ضربة بسبب ارتفاع أسعار الوقود التي دفعت بالألمان المعروفين بحبهم للسيارات الى صب غضبهم على الحكومة.
واعتبرت خطوتي رفع الضرائب على البترول والطاقة اللتين جاءتا في اطار خطة الحكومة الاقتصادية، أكثر قضيتين مثيرتين للجدل من بين مبادرات المستشار الألماني، وأدى ارتفاع أسعار النفط الخام الى سحق تقدمه الكبير في استطلاعات الرأي.
فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته محطة تلفزيون زيد,دي,أف الألمانية الاسبوع الماضي بأن حزب شرويدر الحزب الاشتراكي الديمقراطي قد خسر التأييد من 48 في المائة في آب/ أغسطس الماضي الى 39 في المائة.
وعلقت صحيفة تاجسشبيجل على ذلك بالقول لم يسبق أن خسرت أي حكومة هذا القدر من التأييد في هذه السرعة .
وفي هذه الأثناء حقق التحالف القائم بين الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي تقدما على الحزب الاشتراكي الديمقراطي لأول مرة منذ الفضائح المالية التي انكشفت في تشرين الثاني نوفمبر الماضي, فقد أظهرت الاستطلاعات حصول التحالف الحزبي على 42 في المائة من التأييد.
ولكن يبقى من غير المعروف اذا ما كانت هذه الانقلابات ثابتة, فلا أحد يستطيع التوقع بأسعار النفط بعد عامين كما يبقى في حكم المجهول اذا ما كانت كافة التفاصيل المظلمة لقضية الحسابات البنكية السرية للحزب المسيحي الديمقراطي في مصرف سويس بانك وقضية التبرعات غير القانونية قد انكشفت.
وعندما تبدأ الانتخابات العامة في أيلول/ سبتمبر عام 2002 فإنه سيكون بمقدور شرويدر أن يشير الى قائمة من الانتصارات الصلبة التي حققها والتي تستحق النظر اليها:
أكبر إصلاحات ضرائبية تشهدها ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية: فقد تم المصادقة على قرار اصلاح نظام الضرائب في تموز/ يوليو الماضي خلافا للتوقعات, وحظي شرويدر بمساندة عدد من الولايات الفدرالية التي يسيطر عليها الحزب المسيحي الاشتراكي وبالتالي ضمن دعم البوندستاج وهو المجلس الأعلى في البرلمان الذي يهيمن عليه الحزب المسيحي الاشتراكي.
وتضمن هذه الاصلاحات خفض معدلات ضريبة الدخل لذوي الدخل المرتفع والمنخفض على حد سواء, كما أنها خفضت من الضرائب على الشركات,وهذا يعني أنه بحلول عام 2001 ستقتطع الضرائب بمقدار 45 مليار مارك.
الاصلاحات العسكرية لقد صادقت حكومة شرويدر على اصلاحات مطروحة منذ أمد طويل بشأن القوات المسلحة الألمانية تهدف الى تعزيز دور هذا الجيش وقدرته على المشاركة في المهمات الدولية, وقد أدى هذا الاصلاح الى تخفيض عدد المجندين الالزاميين ومضاعفة عدد القوات في وحدة التحرك السريع ثلاث مرات الى 150,000 جندي, كما شرعت ألمانيا بشراء طائرات جديدة لنقل القوات والعتاد بسرعة كبيرة الى مسافات بعيدة.
حق المواطنة: نجح شرويدر في الحصول على موافقة لاجراء تعديلات رئيسية على قانون المواطنة بشكل يسمح بالتخلص من القانون القديم الذي يعود تاريخه الى ما قبل الحرب العالمية الأولى والذي كان يعرف المواطن الألماني من خلال سلالته اي رابطة الدم, وبموجب القانون الجديد يصبح معظم الأطفال الذين يلدون في ألمانيا من والدين أجنبيين مواطنين ألمان بشكل تلقائي.
الهجرة: بسبب النقص في الموظفين في مجال تكنولوجيا المعلومات وقطاع الكمبيوتر والانترنت وافق شرويدر على اصدار 20,000 تصريح عمل مؤقت لاستقدام خبراء أجانب من شرق أوروبا والهند، وبينما رحبت هذه القطاعات بهذا القرار، رد عليه الحزب المسيحي الديمقراطي بحملة معادية للأجانب حملت شعار الأطفال بدل الهنود .
السياسة الخارجية: يقول شرويدر ان قرار ألمانيا ارسال طائرات لتقصف صربيا كان اصعب قرار اتخذه في عمله كسياسي, ومن جهة ثانية أكدت ألمانيا على حرصها مواصلة علاقاتها مع حلف شمال الأطلنطي الناتو والاتحاد الأوروبي في الوقت الذي أظهرت فيه استعدادا أكبر للدفع باتجاه مصالحها القومية.
وعلى الرغم من نعومة أظافره في منصبه الجديد، إلا أن شرويدر نجح في عامه الأول في استضافة قمتين للاتحاد الأوروبي ولمجموعة الثمانية.
ومن منظور شامل ممكن وصف انجازات شرويدر بعد عامين على تسلمه منصبه بأنها جديرة بالاعتبار, ومن الواضح ان شرويدر يخطط للفوز بجولة ثانية من الانتخابات لفترة أربعة أعوام أخرى, وقد تعهد شرويدر بأنه لا يسعى للفوز بأكثر من دورة ثانية.
ولكن مع ارتفاع الغضب الشعبي بسبب ارتفاع أسعار البترول فإن الافتخار بالتزامه بالوعود التي قطعها على نفسه خلال الحملة الانتخابية الماضية لن تكون كافية لانتخاب شرويدر مرة ثانية.
فأي شخص يستطيع تسويق نفسه من خلال وعد بتخفيض ضريبة الدخل ولكن رفع الضريبة المفروضة على الوقود في بلاد المرسيدس والبي إم, دبليو, والأوديز قد تصبح هدفا للنيل من شرويدر في الانتخابات المقبلة.


أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved