| وطن ومواطن
الى معالي وزير المعارف السلام عليكم,, ابني لايستطيع التعبير عن اعماق نفسه إلا من خلال دموعه فهو مازال يطمح بدخوله المدرسة ومع اقتراب افتتاح المدارس ابوابها ذهبت لتحقيق رغبته خشية ان يفوته قطار التعليم كما يقولون حملت معي اوراق جواز عبوره للمدرسة وذهبنا سويا الى المدرسة فأخذ ابني ساعة يتعلق بيدي وساعة يتركها ويتقدمني يحدو ويقفز ويغني سعيداً بأنشودته المدرسية كيف لا يكون سعيدا وهو سيكون احد طلابها وقد دفعني اقباله الشديد على المدرسة عقد مقارنة بيني وبينه عندما كنت في مثل سنه اجر قدمي خلف والدي بتثاقل وكأني سألقى نهاية مصيري وادركت الفارق الكبير والتطور السريع الذي يشمل المباني والتجهيزات فقط بقدر ما فرض وجده على القضية التعليمية ومفاهيم نقلها وتوصيلها الى عقول الطلاب وإيجاد بواعث وميول وتقبل حتى عمت وشملت المناهج واساليب التعليم والتربية من كل جانب.
دخلت المدرسة وانا اجتر ذكريات الطفولة فلم احس بالمسافة رغم طولها وانا لا ازال اذكر اول يوم دخلت فيه المدرسة لا اجد ان عقد المقارنة بين الماضي والحاضر ليست متكافئة لغياب مقومات التقويم من الإمكانيات والتجهيزات والتطوير على انه يبقى للماضي نكهة الإخلاص والعطاء غير المحدود التي تغطي كثيرا من العيوب.
دخلت على مدير المدرسة فاستقبلني استقبالا حارا واستلم اوراق ابني المدرسية ليفحصها ووضع رأسه مباشرة على ميلاد ابني وقال بصوت مرتفع 5/9 لايمكن قبوله لدينا لقد زاد عن المهلة يوم واحد فقط اعتقدت في البداية ان الامر يتعلق بتاخري عن التقديم ولكني ادركت ان ابني يفصله عن القبول بالمدرسة يوم واحد, ومن اجل هذا اليوم يجب ان يبقى ابني في بيت اهله اكثر من ثلاثمائة وستين يوما.
رجوت وتشفعت فقيل لي هذا نظام فقلت ايقف النظام في وجه رغبة ابني بالتعليم قيل لي ليس ابنك وحدك فقط, وعندما لمح مدير المدرسة على وجهي غيوم الغضب اراد ان يواسيني مشكورا فقال لي انا ايضا لدي نفس المشكلة فلا استطيع إدخال ابني المدرسة على الرغم اني مديرها واجد صعوبة شديدة في اقناع زوجتي التي ترى ان مدير المدرسة الذي يملك المدرسة كاملة في نظرها يعجز عن ادخال ابنه واخذت تهددني بمخاطبة المعنيين عن التعليم إن لم تجد ابنها في المدرسة وقالت لي اعرف بان ابني اصبح بتخليك عنه بمنزلة اليتيم واجزم بان معالي وزير المعارف لن يبخل على ابني ومن هو في ظروفه في تحقيق رغبتهم بالتعليم.
شكرت مدير المدرسة الذي سعى جاهدا لمواساتي عبر جانب من حياته الشخصية ثم رجعت بعد ذلك لبيتي متضايقا ومتأملا في قصة مدير المدرسة سائلا نفسي هل ستحاصرني زوجتي مثل زوجته وتحملني فوق طاقتي,؟ لاجد ابني يقطع حبل هواجسي قائلا هل ساذهب للمدرسة مع اخي,؟ قلت له لا واخذت اشرح له الاسباب ولكني فوجئت بدموعه تنساب على وجنتيه انه يبكي بحرقة شديدة إنها دموع دافئة ومشتاقة للتعليم تناجي من يملك القرار اخذ يبث احزانه على خطواته الاولى عائداً يجر الخيبة لقد ماتت اناشيده على دروب العودة المرة المخيبة لكل آماله واخذت اتفحصه ولا ادري كيف اخفف من قسوة النظام له هل اقول له ان جميع الابواب تفتح إلا للراغبين للعلم من امثال سنك؟ هل اقول له انك لن تستطيع متابعة اقرانك بالدراسة لان مراحل نموك وقدراتك مازالت طرية ولن تنمو إلا بعد يوم اضافي او يومين لن اجد المبرر المقبول عندي فكيف اجده عنده ولعل للوزارة العذر فيما رأت ولكني اطمع ان تصل قطرات دموع ابني وامثاله من الاطفال الذين تستجدي الشافعة الخيرة من قلوب خيرة في وزارة المعارف لتشفع لهم فتجد من المداخل النظامية مايشبع رغبتهم بالتعليم، ولعل تمديد شهر لمن يملكون قدرات خاصة وتأهيلاً سابقاً في الروضات تحدده قدرتهم على المواصلة او يبعدون مع نهاية الفصل الاول او بعد مرور شهر منه ليكون بمثابة حكم تدريجي يرضي الاطفال واولياء امورهم ويكون بمثابة تجربة تقيم آثارها ونتائجها للمستقبل، وقد علمتنا وزارة المعارف البحث عن كل مايخدم حماة الامة واجيال المستقبل، فهل تصل دموع ابني الى معالي وزير المعارف؟,, وهل تستطيع ان تكتب العبارات المطلوبة وتحركه قلبه الكبير,,؟ ارجو ذلك.
صالح بن عبدالله العثيم بريدة
|
|
|
|
|