أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 30th September,2000العدد:10229الطبعةالاولـيالسبت 3 ,رجب 1421

عزيزتـي الجزيرة

الداء أطاح بأسعار الماشية
سيناريو (جازان) هل يتكرر في غيرها؟
الكل منا علم ما حصل في جازان من انتشار (حمى الوادي المتصدع) والذي يعد منعطفا خطيراً، ومؤشرا واضحا يحتاج من المجتمع وقفة صادقة وجرأة متناهية لكي لا يستفحل مثل هذا الامر، وذلك بانتشار مرض متفشّ في هذا المجتمع لا سمح الله, لذا فإنني اجد لزاماً علي وعلى امثالي من ابناء المجتمع الشرفاء الا نضع ايدينا على اعيننا عن مشاهدة ذلك والسكوت عليه، فالدولة وفقها الله تبذل قصارى جهدها في خدمة المواطن، وذلك بتوفير الرعاية الصحية له، وقد سخرت جميع الامكانات لتوفير وطن صحي ومواطن خال من الأوبئة والأمراض بإذن الله، والأدلة كثيرة وجلية، وذلك ما هو مشاهد من الحملات الصحية ضد الجدري، وشلل الاطفال وما الى ذلك.
ولكن ما حصل في جازان يجب ان نقف عنده وقفة متأنية بل وقفات كثيرة نراجع فيها حساباتنا حتى نستلهم العبرة مما حدث، ومن اهمها ما يلي:
1 قصور الجانب الصحي من لدن وزارة الصحة وضعف في الوعي الصحي في هذه المنطقة وفي كثير من مناطق المملكة حتى لنجد الوزارة تستنفد قواها عندما حصلت اول شرارة من هذا الداء في جازان!! ولكن متى؟ هل تصبر الى ان يقع المرض وينتشر الداء وتقع الفأس في الرأس؟! أين جهود الوزارة قبل وقوع هذا الداء الخطير الذي فتك ويفتك بالعديد من الأسر في هذا الوطن؟!
2 الاسراف في الحفلات والولائم في الاعراس وغيرها مما يستدعي سخط المولى عز وجل حتى وصل الأمر ببعض الموسرين الى ذبح ثلاثة من صغار ذكور الجمال (القعدان) وعشرة من الخرفان، ووضعها على صوان كبار لا يوجد على الصينية الواحدة سوى شخصين، مما يكون مآل ذلك كله من النّعم الى صناديق الزبالة والقمامة عياذاً بالله!!
3 هناك من المستنقعات في جازان وغيرها من المناطق التي تستوجب الدفن حفاظاً على صحة المواطن.
4 الكل منا يعلم ان مياه الصرف الصحي في مدينة الرياض مكشوفة ولم تغط الى الآن بالاضافة الى بعض المياه الراكدة، كما هو مشاهد في وادي حنيفة، وغيره من المناطق المحاذية لجنوب مدينة الرياض، والاماكن القريبة منها كالدار البيضاء والحائر!! مما يجعل البعوض يعيش في مثل هذه الاماكن.
5 يوجد في قلب مدينة الرياض معامل تكرير وتنقية للاستفادة من مياه الصرف الصحي وذلك بالقرب من حراج ابن قاسم وبجوار جسر شارع الفريان ومن يمر على هذا المكان سيضع الغترة على انفه من شدة الروائح الكريهة التي لوثت مدينة الرياض بالبكتيريا والميكروبات!!
6 يوجد بقلب الرياض مصنعان هما: مصنع الاسمنت والجبس، حتى ليخيل الى من يمر عليهما بأن رتلاً من السحب تجوب سماء المنطقة، لما يخرجه هذان المصنعان من غبار واتربة جعلت الكثيرين يراجعون عيادات العيون والصدر!!
7 محرقة القمائم التي لا تبعد سوى اميال بسيطة من العمران الواقع في جنوب مدينة الرياض والتي تأذى العديد منها لدرجة ان البعض منهم اذا عملت جلس في وسط منزله ولم يخرج لشدة الروائح الكريهة المنبعثة من هذه المحرقة، بل وصل الامر الى ان يبيع بعضهم منزله ويهاجر الى مناطق اخرى!!
8 مياه الصرف الصحي التي تصب في البحر الاحمر بجدة والتي تقع في قلب جدة.
9 هناك العديد من المدن والمحافظات كالمنطقة الشرقية وغيرها تقع في مثل هذه المآزق التي ذكرت!!
10 عمل حصار على جازان وغيرها من المناطق التي حصل فيها مثل ذلك، لان ذلك الداء مشابه للطاعون الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كان بالبلد الذي أنتم فيه فلا تخرجوا منه) وقال: (إن كان ببلد فلا تدخلوه) ويقصد بذلك الطاعون أعاذنا الله وإياكم جميعا منه، يريد بقوله لا تخرجوا من البلد إذا كان فيه كأنكم تظنون ان الفرار من قدر الله ينجيكم من الله، ويريد ان كان ببلد فلا تدخلوه فإن مقامكم في الموضع الذي لا طاعون فيه اسكن لأنفسكم وأطيب لمعيشتكم!!
11 على جميع المسلمين في هذا البلد ان يقنتوا في صلواتهم في جميع المساجد، وذلك تأسيا بالسلف الصالح، وذلك بالابتهال ورفع أكف الضراعة للمولى عز وجل بأن يرفع هذا الداء عنا جميعا.
وبعد هذه الوقفات الصريحة لابد لنا من حلول جذرية لما ذكر بل وعاجلة لتوفير الوسائل الصحية بعد الله ودرءاً لمثل هذه المخاطر عن المواطن وذلك بتضافر الجهود لتأمين بيئة صحية في هذا البلد.
وفي الختام ما حصل في جازان يمكن ان يحصل لا سمح الله في اي بلد آخر ان لم نجنّد انفسنا لمثل هذه المخاطر، مما حدا بالمواطنين العزوف عن اكل لحوم الماشية بشتى انواعها، وانكبابهم على الأسماك والدجاج، حتى وصل سعر الرأس الواحد من الغنم الى اسعار بخسة دراهم معدودة فلا حول ولا قوة الا بالله، انا لله وإنا اليه راجعون.
هذا وارجو الله سبحانه وتعالى ان يرفع عن اخواننا هذا الداء، وان يجنبنا جميعا هذا المرض انه سميع مجيب.
ناصر بن عبدالله الخرعان

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved