| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
الانتظار قطعة من نار، تحرق أعصابك وتتلف صبرك,, حتى يغلي دماغك وتحس به يكاد أن ينفجر.
ينفد الصبر,, ويتسرب الملل ويتقطع فمك من كثرة التثاؤب، وتدمع عيناك، وتضع يدك على خدك تنتظر,, وتنتظر,, !!
هذا حال كل مراجع لاي دائرة حكومية، وخاصة في المستشفيات,, يطول جلوسك ويطول,, لان الدكتور خارج عيادته أو يجري مكالمة بالهاتف ويتكلم في أمور شخصية يمكن تأجيلها إلى وقت آخر أو تجد موظفة المواعيد تتناجى مع الهاتف، وتطلق ضحكاتها بلا مبالاة,, لتتكرم بعد كل هذا وتلقي نظرة على النساء الواقفات امامها وبالكاد تمد يدها,, بكل تثاقل لتتناول الكروت وتبدأ في تمعنها وتفحصها على أقل من مهلها.
أما في المدارس,, فحدث ولا حرج، فالمعلمات كل واحدة منهن تتربع على عرش مائدة الإفطار العامرة بكل اصناف الطعام,, ورائحة الغرفة الصغيرة تئن وتصرخ ارحموني لقد مللت هذه الرائحة الزفرة من مكرونة، تونة، بيض، وكل هذا في الصباح الباكر الذي تكون فيه المعدة خاملة بعد النوم وفي حاجة إلى تنشيط بتناول بعض السوائل لتتحمل كل هذا الثقل من الطعام، وفي الوقت نفسه تجد الأمهات خارج الغرفة ينتظرن متى تتكرم المعلمة المطلوبة، لتنظر في سبب حضور والدة الطالبة، ولاسيما ان المعلمة هي من طلبت حضور الأم، فتتركها حتى تتناول إفطارها والأم تنتظر على أحر من الجمر,, وزوجها ينتظرها امام بوابة المدرسة، وقد ترك عمله أو استأذن من مديره لحين رجوعه.
وهناك الكثير,, والكثير من الأمور في كثير من الدوائر الحكومية التي نتمنى أن تزول، ويكون حضور الموظف لخدمة عمله ووطنه.
جوزاء بنت رشيد المساعد
|
|
|
|
|