أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 30th September,2000العدد:10229الطبعةالاولـيالسبت 3 ,رجب 1421

عزيزتـي الجزيرة

هذه الظاهرة يجب أن تختفي
كثرة الأصوات لاتعطيك حق غيرك
عزيزتي الجزيرة،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
ما أبدع هذه الصفحة وما أجملها حيث يجد فيها القارئ ما يشبع رغبته من المواضيع الاجتماعية المختلفة, أنني أريد ومن خلال هذه الصفحة أن أكتب عن ظاهرة اجتماعية قديمة وعقيمة وبالية ولكن ومن المؤسف أنه ما زال ينتهجها بعض الفئات من المجتمع, ألا وهي ظاهرة التجمع أمام المسئول عندما يريد أهل الحي أو أهل القرية التقدم بشكوى ضد أي جهة كانت أو ضد أي مسئول في القرية أو الحي معتقدين أن كثرة الأشخاص والأصوات والاندفاع والتحمس ستأتي لهم بحقوقهم عاجلة غير آجلة وستلفت نظر المسئول, وفي الحقيقة أن مثل هذه الظاهرة تحتاج إلى تثقيف ووعي وتصحيح مفاهيم لدى الآخرين, لأن مثل هذه الأمور لا تضيع حق أحد ولا تنتزع لأحدٍ حقه، بل قد تكون على العكس من هذا كله قد يلتبس الأمر على المسؤولين ويكون هناك ازعاج للآخرين وتؤدي إلى تعطيل وتأخير الأوراق الخاصة بهذه الدعوة أو تلك, ولقد سمعنا وما زلنا نسمع من المسؤولين الكبار في الدولة بأن المواطن الذي لديه شكوى ضد أي جهة أو شخص عليه أن يتقدم إلى أقرب محافظة تابعاً لها هذا الشخص أو هؤلاء الأشخاص ويقدم ما لديه من أوراق ثم تأخذ الأمور مجراها الطبيعي دون أن يتكلف المواطن ويسافر من قريته أو محافظته إلى الامارات الاقليمية وفي إمكان المواطن أن يرفع للمقام السامي البرقية التي يريدها, ويتظلم فيها من أي مسئول لم ينصفه ويعطه حقه حسب المتبع وقد تكون البرقية تمثل مجموعة أو شخصاً واحداً وحتماً سوف تأخذ مجراها الطبيعي كما لو كانوا مجتمعين أمام المسئول بل هي الطريقة الحضارية الصحيحة التي يجب أن ينهجها كل مواطن يريد أن يتقدم لأي جهة حكومية طالباً حاجة من حوائجه وحقوقه علماً بأن كل شيء في هذه الدولة الإسلامية مرده إلى الشريعة هي الفيصل في كل القضايا المتعقدة والتي لا ينهيها النظام ولا المصالحة, وإن من حسنات ولاة الأمور في هذه البلاد الطاهرة أن أبقوا على سياسة الباب المفتوح للشعب ليلاً ونهاراً وليس الأصل فيه كما نعتقد أن تأتي أنت ورفاقك لتشتكوا في موضوع واحد بعدة ألسنة ضد أي شخص كان أو مصلحة حكومية ولكن المقصود منه إنما هو التلاحم بين الشعب والقيادة دون وجود أي موانع ويتمثل ذلك بالسلام على قادة هذه البلاد وخاصة من قبل المشايخ ورؤساء القبائل والأعيان في مدينة ما أو قرية, وفي إمكان الشخص المظلوم الذي يأتي ليتقدم إلى ولاة الأمور موضحاً المظلمة التي لحقت به مختصراً المسافة التي يمر بها عبر القنوات الرسمية التي يجب أن تتبع من قبل الجميع, تخيل أخي القارئ لو كنت مسئولاً في إحدى الدوائر الحكومية ويأتي إليك مجموعة من المواطنين يشتكون في موضوع واحد ثم يتكلمون بصوت واحد, كيف ستركز على شكواهم وتناقشهم في قضيتهم حتى تبحث لهم عن الحل المناسب حسب المتبع لديهم, حتماً بأنك في مثل هذه الحالة ستطلب منهم الكف عن الكلام الجماعي غير المفيد وأن يتقدم أحدهم بما يريد أن يقوله في معروض واحد, يكون أساساً لدراسة موضوعهم وقاعدة لمعاملتهم وهكذا يعمل به كما نقرأ ونسمع في معظم دول العالم وهي الطريقة المثالية المنظمة لأن كثرة الأصوات الجماعية وازعاج المسئولين لا تعطيك حق غيرك ولا تفيدك بشيء أكثر مما تستحقه فعلاً لأن كل شيء يخضع لبحث ودراسة وقاعدة ينطلق منها وضوابط حسب المتبع, هذا والله الذي يقضي حوائج عباده، وهو من وراء القصد.
محمد إبراهيم العضياني
مدير مدرسة الوهابية بمحافظة الدوادمي

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved