| عزيزتـي الجزيرة
لاشك أن هذا الوباء هو ابتلاء من الله عز وجل، ولكن ينظر الكثير إلى الجوانب الظاهرة فقط ويجهل أو يتجاهل الكثير من أهم المواضيع حساسية المتعلقة به، أعرض هنا لبعض هذه الجوانب على النحو التالي:
يعلم الكثير منذ سنوات أن المواشي تدخل إلى أسواق محلية بطرق غير نظامية وتباع وتنقل إلى مختلف مناطق المملكة، مع غياب الكشف الطبي على هذه المواشي أو أي نوع من الرقابة الأخرى وردت بعض التصريحات أن أهالي تلك المواقع يفضلون النوم في العراء فهذا صحيح لكن ماهو السبب الحقيقي لنوم أهالي تلك المناطق الحارة والرطبة في العراء؟, لاشك أن عدم توفر الكهرباء في أغلب تلك القرى هو السبب الرئيس وكذلك تدني مستوى دخل الفرد حيث لا يتمكن من تأمين مولد كهرباء خاص به.
إن جميع المواقع المصابة مواقع رعي والرعي هو المصدر الرئيس لدخل أغلب الأسر وبهلاك أغلب المواشي فقد الكثير مصدر قوته وقوت أبنائه، فهنا تظهر مشكلة أكبر وأعمق لكثير من تلك الأسر التي تنتظر مد يد العون لها.
عدد وكثافة القرى لا يتناسب مع حجم الخدمات الصحية وتسمر أغلب تلك القرى تحت ضوء نجوم السماء كل ليلة لعدم وجود الكهرباء.
إن طبيعة المنطقة التي تضم الأودية والجبال والبحيرات والمناطق الخضراء هي في ذاتها منطقة متجددة يصعب القول بأنه في يوم سوف يتم القضاء على جميع مصادر الخطر، فالأمطار موسمية والمستنقعات تتجدد والجهد يتطلب مداومة ومتابعة وإلا فإن المنطقة ستظل مرتعاً خصباً لمثل هذه الأوبئة كما أن عدم وجود فرق متخصصة لمكافحة مثل هذه الأوبئة والتي لم تعرفها المنطقة ساعد في اتساع رقعة المرض والتوعية السلبية بالمرض أدت لزيادة انتشاره وانخفاض مستوى الوعي الصحي وعدم وجود مراكز خدمة اجتماعية هي من العوامل التي ساعدت في زيادة انتشار المرض وأخيراً لا يصح أن يلقى باللوم على جهة معينة بل إن الكل يتحمل جزءاً من المسئولية والكل مطالب بالتعاون لما فيه الصالح العام.
عبدالله أحمد الرفاعي
|
|
|
|
|