| عزيزتـي الجزيرة
كم فرحنا وكم سعدنا فرحا وسعادة ليس لمثلها نظير قبيل عامنا الدراسي الجديد عندما تصدرت تلك العناوين العريضة الكبيرة صحفنا المحلية معلنة ومشيدة بتلك التصاريح الوزارية التي مفادها ان الوزارة قد أنهت جميع الاستعدادات للعام الدراسي الجديد ووفرت جميع متطلبات التربية والتعليم وعلى رأسها توفير المدرسين في سائر التخصصات وسائر المواد لتأخذ الدراسة في مدارسنا طابع الجدية والانضباط والالتزام ببداية الدوام ونهايته ولكن سرعان ما انقشعت عن سماء مدارسنا تلك السحابة التي امطرتنا بوابل تلك التصريحات وعرفنا ان الوزارة تعني بتلك التصريحات وبتلك الاستعدادات - وهي على حق - دورها وبقي دور ادارات التعليم التي تحتاج ايضا الى حين من الدهر حتى تلحق بدور الوزارة وتكمل استعداداتها وهذا ديدنها في كل عام تمضي الاسابيع تلو الأسابيع ولا تزال بعض المدارس تفتقد المدرس والمدرسين والثلاثة ويضيع على طلبتنا كثير من الحصص في كثير من المواد والمشجب الوحيد عند الادارة تفعيل دور حصص الانتظار لستر عيوبها ولاغلاق أفواه الطلبة بحجة ان في الفصل مدرسا.
مضت عدة أسابيع ولا يزال نقل المدرسين مستمرا ولا يزال التعيين مستمرا ولا تزال بعض ادارات التعليم في حيرة من امرها أمام كثرة المدارس التي ينقصها مدرسون وينقل منها مدرسون من يصدق ان هناك مدرس رياضيات انتقل الى ثلاث مدارس خلال اسبوع أو اسبوعين من بداية العام الدراسي الجديد في احدى ادارات التعليم وهناك ادارة تعليم نقلت عدة معلمين من مدرسة واحدة الى الاشراف التربوي والى وكلاء مدارس,, نعم سحبت جداول بعض المدرسين وزجت بهم الى الاشراف التربوي مع حاجة المدرسة لهم,, الا يدل ذلك ان التقصير ناتج عن ادارات التعليم وانها تغلب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة.
ومصلحة المكاتب الادارية اولى من مصلحة الفصول وكلام الاجازات عن تمام الاستعدادات صار كلام اجازة تمحوه أيام الدراسة هذا ولسنا حديثي عهد بمثل هذه التصريحات ولسنا حديثي عهد بضياع الاسبوع الاول والثاني يعقبه الثالث والرابع في بداية كل عام وكأن مناهجنا ومقرراتنا وكتبنا الدراسية تحتمل المد والجزر او فيها مواضيع قابلة للحذف والا كيف يعوض المدرس عن تلك الأسابيع الفائتة علما بأن الكتاب المدرسي بالتمام وبالكمال مواضيعه موزعة على عدد الحصص وعدد المواضيع ثم لو فرضنا جدلا ان مشرفا تربويا زارني كمدرس من بداية العام ووجدني قد تأخرت في موضوع دراسي فأي سماء تظلني وأي أرض تقلني من وهج توبيخه واتهامي بالتقصير وبعدم التقيد بالمنهج واللامبالاة,,؟ أما والتقصير من جانبه وجانب ادارته، فبردا وسلاما عليه وعلى ادارته نعم الضرورة لها أحكام والتقصير وارد أما ان يكون ذلك في سائر الاعوام ونحن في عصر التقنية وفي عصر الحاسوب والبريد الالكتروني فلا يجمل من الادارات التعليمية مثل هذا ولا يجمل منا كأولياء أمور ان نسكت على مصلحة أبنائنا ولا يجمل لوزارة قبول مثل هذا الصنيع ولعل أهم الاسباب التي تجعلنا نهدر في كل عام هذه الاسابيع حسب علمي ما يأتي:
أولا: ذروة العمل لدى ادارات التعليم تبلغ منتهاها أثناء اجازات المدارس الصيفية مع ذلك نرى معظم العاملين لدى ادارات التعليم لا تنفتح شهيتهم للاجازة وطلبها الا أيام اجازة المدارس الصيفية يريدون ان تكون اجازتهم في مثل هذا الوقت وليس في عام دون عام بل في سائر الاعوام هذا وقتها وهذه نهايتها ويتعذرون بأولادهم وبناتهم وسائر موظفي هذه الادارات لهم بنون وبنات وتفهم المسألة عندما يصدر هذا الاعتذار من رؤساء الأقسام في الادارة أو الوزارة مع شدة الحاجة اليهم، ثم اذا علمنا علم يقين ان تزاحم المراجعين الذين يملؤون ممرات وأروقة ادارات التعليم قبيل بداية العام بأيام قليلة جميعهم او غالبهم يراجعون من اجل التعيين أو من اجل النقل من مدرسة الى مدرسة فلماذا لا يكون ذلك قبل بداية العام بأيام طويلة وعندنا علم مسبق بعدد طلبة كل مدرسة وعدد فصولها وعدد احتياجها من المدرسين واحتياج الادارة من المديرين والوكلاء وعدد المشرفين فلماذا إذاً - ياأيتها الادارات - نرجىء ذلك حتى تمضي الأسابيع والأيام ولماذا نؤجل عمل اليوم الى الغد وأنا على علم تام ان ادارات التعليم لو عملت بحق وحقيقية أثناء الاجازات للمدارس لما اشتكينا من تأخر المدرسين وعدم مباشرتهم لأعمالهم حتى تضيع مثل هذه الأسابيع ولما تعب موظفو ادارات التعليم مثل هذا التعب ومثل هذا الارتباك ولما تصبب العرق من نواصيهم مثل هذا التصبب الذي ينم على انهم قد قصروا في عملهم ويحاولون التستر عليه,, نعم قد نجد لهم العذر في عملية تعيين المدرسين الجدد لأن الوزارة لها نصيب معلوم فيه لكن عملية نقل المدرسين القدامى والاداريين وتعيين وكلاء مدارس جدد والانتهاء من ترشيح المشرفين التربويين ومرشدي الطلاب وكثرة المقابلات وكثرة الاجتماعات والمشاورات والشفاعات لماذا لا يكون ذلك قبل بداية العام بوقت كاف وما اكثر أوقات الفراغ ولا جديد تحت الشمس, مثلا عندي كذا مدرسة وعدد فصولها كذا فصلا وتحتاج من الاداريين كذا عددا ومن المشرفين ايضا وعدد حصص كل مادة بيِّنٌ وواضح ألا اعرف كم تحتاج من المدرسين لكل اختصاص ولكل مادة ألا أعرف ذلك قبل عدة اشهر وهذا من صميم عملي وقد لا تصدق توقعاتي وللضرورة وللظروف احكام فقد يكون هذا القصور في مدرسة او مدرستين وقد يكون هذا القصور في معلم او معلمين او في عام او عامين أما ان يستمر هذا التأخر الدراسي عن موعده اسبوعين وثلاثة وأربعة فهذا تشيب منه الولدان وتخفق من اجله الألباب ونحن في كل عام هذه خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها مع الاعتذار لصاحب هذا البيت من الشعر.
ثانيا: بعض الادارات تصرف جل جهدها ووقتها وتسعى جاهدة في تعيين المشرفين التربويين والاداريين قبل تعيين المدرسين وترى ان هذا أهم وأعظم من تعيين المدرسين ثم بعد ان تتم صفقاتها هذه تتنبه الى الفصول المدرسية واحتياجاتها فنرى كثيرا من الادارات أو بعضا منها سحبت في بداية العام كثيرا من المعلمين المتميزين في مدارسهم وزجت بهم في مكاتب الاشراف او مكاتب الادارة المدرسية قبل ان تزج بالمعلم البديل في مدارسهم وتركت فصولهم خاوية على عروشها حال طلبتها لا تسر الناظرين بل تسر الشامتين.
ثالثا: كثيرا من الادارات التعليمية لم تستفد من سلبيات الأعوام السابقة ولا من تقصيره ولا من اخطائه ولعل من أهمها تأخر مباشرة كثير من المدرسين او تكميل احد المدرسين في غير مدارسهم أو مباشرة المشرفين التربويين الجدد قبل مباشرة المدرسين الذين سوف يحلون بدلاء عنهم والأهم من ذلك دراسة ظاهرة كثرة اخذ موظفي الادارات التعليمية اجازاتهم السنوية اثناء ذروة العمل عندما تكون المدارس في اجازتها الصيفية ثم لو استشعر هؤلاء الموظفين مغبة تأخر الدراسة في بعض الفصول الدراسية وسلبياتهم لما حدث هذا كل عام تلو العام الآخر لو عرف هؤلاء ان هذا من طبيعة عملهم وصميمه لبذلوا المستحيل حتى لا يتكرر هذا التأخر في مباشرة بعض المدرسين لو استشعروا ذلك ولو من باب الانتماء لهذا الوطن لا يستراحوا وأراحوا.
عبدالرحمن سلمان الدهمش ثانوية الملك سعود بالدلم
|
|
|
|
|