|
| محليــات
** حمى الوادي المتصدع,, هذا المرض الذي طب علينا فجأة من بعض الدول عن طريق الماشية,, لاشك أنه آلم كل مواطن,, وشعر بالحزن والخوف في آن,, ولكننا عندما نعايش تلك التدابير السريعة والفعالة,, التي اتخذت من كافة القطاعات,, تجعلنا بفضل الله وحفظه,, أكثر أماناً,, وأكثر اطمئناناً,, ولكن,, هل ترون أن تلك الحمى التي آلمتنا وأحزنتنا شرمحض,, ولم يكن فيها جانب خير أبداً؟
** وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم .
** يبدو لي,, وربما لغيري,, أن حمى الوادي المتصدع,, مع ما تركته من آلام وجراح وخوف,, إلا أنها تركت بعض الحسنات التي يجب أن نذكرها هنا ولو بإيجاز,, مثل:
** أولا,, نحن نعايش ما بين وقت وآخر,, إشاعات وأكاذيب وافتراءات عن استشراء بعض الأمراض,, وهي بالطبع كلها كذب,, كأن تقول الاشاعة,, أن الحمى الشوكية مستشرية,, وأن المرض الفلاني منتشر,, والموتى بالمئات,, وأن,, وأن وهكذا,, وقد يصدّق بعض البسطاء والجهلة ومن لا يدرك من الأمور شيئا,.
** نعم,, بعض ضعاف العقول يصدق,, ويظن أن هناك بالفعل مرضا مستشريا ومنتشرا,, وهناك وفيات,, ولكن الجهات المعنية ساكتة ومتكتمة وهذا بالطبع,, مجرد جهل وتخلف منه,, بدليل أنه عندما جاء مرض فعلي وترك اصابات ووفيات سارعت الجهات المعنية من اللحظة الأولى الى الإعلان عن المرض وإعلان المنطقة وذكر عدد الاصابات والوفيات بكل دقة,, بل سارعت وزارة الصحة الى اصدار تقرير صحفي يومي,, بل ربما مرتين أو ثلاثا في اليوم,, وسارع الوزراء المعنيون لاقامة مؤتمرات صحفية وخطوط متواصلة على مدار ال24 ساعة مع الصحافة والاعلام هذا بالطبع,, الى جانب الاجراءات الطبية والصحية والوقائية الأخرى,, لكننا هنا,, نتحدث عن الشق الإعلامي والاعلان عن المرض.
** ولاشك أن مسارعة الجهات المختصة للاعلان عن المرض جاء قاصم ظهر لمرددي ومروجي الاشاعات ما بين وقت وآخر,, إذ لو أن هناك أي مرض لما ترددت الجهات المختصة في الاعلان,, حتى ولو كانت الاصابة لشخص واحد.
** ويبدو لي أيضا,, أنه مع تعامل الجهات الرسمية,, وبالذات وزارة الصحة التي أبدعت مع هذا المرض اعلاميا,, سيُسكت مستقبلا كل منافق أفاك وسيستحي من ترديد أو اطلاق أي اشاعة,, لأنه عرف أن المواطن أدرك الحقيقة وهي أن أي شيء يصير سيعلن عنه في حينه وبالأرقام.
** هذه ناحية,, أما الناحية الأخرى فهي تلك الالتفاتة التي قامت بها البلديات بعد طول نوم,, عندما داهمت الحظائر والعشش والمطابخ والمطاعم ومحلات المندي والمظبي واكتشفت أن أكثرهم يذبح في المطبخ,, بل أن بعضهم قد اتخذ مسلخا للحارة والذبيحة بعشرة ريالات فهل كنا نحتاج الى حمى الوادي المتصدع لتقوم البلديات بواجبها وتؤدي رسالتها على الوجه الصحيح؟
** لقد نشطت البلديات ونشط مراقبوها,, واكتشفوا مخالفات وأخطاء وعالجوا بعضها,, ولكن ذلك ليس بمبادرة منهم,, ولا استشعارا بدورهم ورسالتهم اليومية,, بل خوفا من استشراء حمى الوادي المتصدع.
** وما دامت البلديات تعرف ان هذه الأمور كلها مخالفات وأخطاء,, وما دامت تعرف أنها ناقلة للأمراض,, وما دامت تعرف أن هذه الأوضاع المغلوطة موجودة,, وما دامت تملك الأجهزة والمراقبين والامكانات,, فلماذا سكتت كل هذه المدة حتى جاءت هذه الحمى لتنقد الوضع وتصحح الأوضاع؟
** إن الذي يعايش أوضاع البلديات في سائر مدننا وهجرنا وقرانا,, يعايش أمرا عجيبا وغريبا,, فهذه مدينة جميلة رائعة مرتبة منظمة نظيفة,, وللبلديات بصماتها وحضورها ونشاطها.
** وهذه بلدية نائمة نوما عميقاً,, والشوارع مزابل,, والميادين كلها مخالفات ومخالفات والفوضى في كل مكان والمطاعم أشبه بالعشش ومع ذلك,, هي بلدية لها مثل ما للبلديات النشيطة من الميزانية والرواتب والموظفين ولكن,, طاب لهم المقيل مثلما طاب للمسؤولين في الوزارة السكوت عليهم,, أو على الأصح السكوت على ما يسمى بمديرية الشؤون البلدية مديرية شؤون المفاطيح وتشجيعها بتركهم هكذا,, والمثل يقول الادارة من رئيسها ورئيس البلديات هنا,, هي المذكورة المديرية .
** إن هذا العمل,, لا شك يثبط المخلص ويجعله ييأس ويشجع الكسول المتلاعب فهل كانت البلديات كلها في حاجة الى هذه الحمى لتعرف واجبها ودورها ومهمتها؟! وهل كانت تجهل تلك الأوضاع المغلوطة قبل الحمى.
** وهل حمى الوادي المتصدع كشفت بالفعل,, بعض التلاعب,, وأبانت بعض أوجه التقصير؟!
عبدالرحمن بن سعد السماري
|
|
|
