أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 30th September,2000العدد:10229الطبعةالاولـيالسبت 3 ,رجب 1421

محليــات

رأي الجزيرة
رسالة أوبك عبر قمة كاراكاس
ذات المضامين الأساسية التي تحتويها سياسات أوبك,, أكد عليها قادة الدول المصدرة للنفط في قمة كراكاس أول أمس.
لكن الأساسيات المتعلقة بكافة شؤون البترول والمرتبطة بضرورات توفره، وأهمية تزويد مواقع الاستهلاك بحاجاتها، وحتمية توفر مداخيل مجزية للدول المصدرة لتأخذ نصيبها من حركة النمو والازدهار الحضاري,, تلك الأساسيات وردت مجددا في إعلان كاراكاس للتأكيد على أمرين:
الأول: أن سياسات أوبك التي اعتاد العالم أن تتم صياغتها عبر وزراء النفط في دول المنظمة تجد الدعم السياسي اللامحدود من أنظمة الدول المعنية بحيث تستظل هذه المرة بإعلان ممهور في ختامه بتوقيعات زعماء تلك الدول ومفوضيها، ولعل هذا الدعم السياسي الرفيع يحمل رسالة إلى العالم بأن الاقتصاد ليس جسما منفصلا عن السياسة، بل هو جزء منها، خارج من تحت عباءتها، ولا يمكن فصله عن كل أساسيات الاستقرار والسلام والأمن في الكرة الأرضية.
الأمر الآخر، أن أوبك أرادت عبر قمتها ترسيخ التأكيد على الدور الإنساني والحضاري الذي تمارسه عبر وجودها الدولي، إذ جاء في صلب إعلان كراكاس تأكيد جلي لا لبس فيه على ان التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وجهود القضاء على الفقر,, تشكل أولوية عالمية، وبالتالي ستستمر أوبك في جهودها وسجلها تجاه قضايا الدول النامية، من خلال برامج معوناتها الفردية عبر صندوق أوبك للتنمية الدولية، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية.
لكن درجات الوضوح والشفافية في قمة كاراكاس بلغت ذروتها عند ملامسة قادة أوبك لمواقع الداء بشكل مباشر وصريح إذ إن ارتفاع أسعار البترول على الصعيد الدولي، وما جرَّه من اضطرابات اقتصادية وسياسية عصفت بالكثير من الدول التي تستهلك هذه السلعة الاستراتيجية ,, هي حقائق لم تغب عن ذهن أوبك ، خصوصا وأن بعض أصابع الاتهام الغربية قد اتجهت مباشرة الى هذه المنظمة باعتبارها السبب فيما يحدث من قلاقل ومشكلات، لذلك كان توضيح أوبك جليا ومباشرا حينما أعرب قادتها عن ثقتهم من أن الضرائب المفروضة على المنتجات البترولية إنما تستحوذ على النصيب الأكبر من السعر النهائي الذي يدفعه المستهلك في الدول المستهلكة الرئيسية للبترول .
بل إنهم طالبوا الدول المستهلكة صراحة بإعادة النظر في سياساتها لتخفيف هذا العبء الضرائبي لأجل فائدة المستهلكين ومعدلات تبادل عادلة ومنصفة بين الدول النامية والدول المتقدمة واستمرار نمو الاقتصاد العالمي.
تلك كانت رسالة أوبك عبر قمتها في كاراكاس للعالم أجمع,, والأمل أن تستقبل كل الآذان الرسالة,, لتتكاتف الأيدي جميعا من أجل غد مشرق للبشرية على كوكب الأرض.
الجزيرة

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved