أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 30th September,2000العدد:10229الطبعةالاولـيالسبت 3 ,رجب 1421

مقـالات

ديرتي محمومة,, يارب عافيها!!
منيرة أحمد الغامدي
ياللرعب السائد في القلوب,, كأننا في أحد أفلام الرعب التي لا نقوى على متابعتها حمى الوادي المتصدع يا لها من مصيبة,, لن تصغّر حجمها مؤتمرات,, ولا تصريحات,, ولا مقالات,, انتهى زمن الشعارات!! والناس أوعى من تصديق كل ما يقرأون أو كل ما يسمعون!!,, نحن في زمن العولمة، ونحن في زمن العولمة الاخبارية منذ أزمان، وخصوصا فيما يتعلق بالقرى الصغيرة أمثال قرى ومدن الجنوب!! فالخبر يقال هنا وبعد دقائق تنشره وكالات أنباء بشرية في كل أنحاء المنطقة (التي كانت بمثابة عالم في ذلك الوقت)، وقديما كانت القبائل تعرف بأخبار الأموات فتهب للتعزية والمساندة من أقاصي المناطق، يهبون ليحملوا أكياس الرز والسكر والمعونات لأهل المتوفى، هذه طبيعة القرى في كل مكان!! طبيعة المساندة، وحب الآخرين والتكاتف، هذا وكما قلت منذ أزمان سابقة حدثنا عنها أجدادنا، وما زالت تلك العادات باقية وازدادت هذه القيم والعادات الطيبة تأصلا في النفوس من الشرق الى الغرب ومن الشمال الى الجنوب,, ذلك بعد ان هيأ الله لهذه البلاد قادتها الذين جمعوا شتاتها لتكون كيانا واحدا.
قادتها الذين وضعوا ثقتهم في بشر متعددين لكل منهم كرسي للمسؤولية وتثبت الأيام قدرات كل منهم, ان جلوس الشخص على كرسي المسؤولية، لا يعني انه في رحلة ما على كرسي في طائرة او متن سفينة ليقضي فترة تكليفه في نزهة، بل هو ممارسة وتطبيق ونزول للميدان,, فقد كان سيدنا عمر يمشي في شوارع المدينة تلمسا واستشعارا لأي احتياج, ان وضع اشخص في منصب ما يعني ان يكون بطانة صالحة خادما لمليكه ودولته وشعبه الذين هم نحن، وقد وضعنا أرواحنا أمانة في أعناقهم، ورضوا هم بحمل الأمانة.
ان يحدث ما يحدث لأشخاص ابرياء فقدوا الابن والأب والأم والجد والجدة ولا ذنب لهم سوى أنهم طلبوا وطلبوا ولم يسمعوا صدىً لاستجداءاتهم بردم المستنقعات والالتفات لبعض المشكلات التي لم تكن شيئاً في حينها وكان يمكن معالجتها, ان يكون تهريب المواشي قائما دون وجود الرقابة والمتابعة والعقاب، فتلك مصيبة, واين الرقابة على المسالخ بعد وصول البضاعة المهربة,, اين ومن وكيف؟؟ كل دولة في العالم حتى الدول المتقدمة صناعيا لا تصل إليها كل الخدمات المتاحة، ولكن ان تحرم من أبسط الأشياء، فذلك كثير.
نعم، نحب وطننا,, ومن لا وطن له لا هوية له، ولذلك فنحن نتأثر بما يحدث فيه من أقصاه الى أقصاه، ولكن ان ندفن رؤوسنا في التراب ونحاول مغالطة الواقع الذي يعرفه الجميع عن تزايد أعداد المصابين، وان كل بيت به على الأقل مصاب، يحز في النفس ان تقف متفرجا وأنت تستطيع المشاركة!!
لماذا لا نكون واقعيين ونعلن حالة الطوارىء ونطلب المساعدة!! من أبناء الوطن الموسرين، ولا أعتقد بأن هناك مواطنا واحدا يرفض المشاركة بقدر مقدرته، حتى ولو مشاركة معنوية، اين رجال الأعمال من المشاركة والمساهمة بما يستطيعون؟!
لننقذ الوضع إذ ما زال أمامنا أمل!! ومن اخطأ في السابق فكلنا خطاءون,, ولكن خير الخطائين التوابون وكلنا بشر، ولكن الله منحنا القدرة على تصحيح أخطائنا, لنتوقف عن المكابرة والمغالطة وإلقاء اللوم على الآخرين, ونبدأ بالاعتراف بوجود المشكلة فذلك أول الحلول!! ومن لا يستطيع فرجاءً ليتنح عن كرسيه لمن هو أقدر منه!! حالنا في ذلك حال كل الشعوب المتقدمة.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved