| مقـالات
كان أستاذ الجيل وعلّامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر متّعه الله بالصحة والعافية يصدر صحيفة اليمامة الأسبوعية، الأولى والوحيدة في المنطقة الوسطى قبل اربعين عاما، وكان بنفسه يتولى إدارتها وتحريرها وجميع ما يتعلق بشؤونها,, يساعده كسكرتير شاب اسمه علي العبداني ويجلس في مكانه في حال غيابه,, وكانا يعملان في مكتب متواضع جدا في ركن من مقر مطابع الرياض في شارع المرقب, والمبنى لا يزال قائما يؤرخ لأقدم مطبعة وأقدم صحيفة بقيا فيه لأكثر من ربع قرن,, ومن حسن حظي في ذلك الوقت ان الصحيفة يقع مقرها في طريق ذهابي وعودتي كل يوم من المعهد العلمي الذي أدرس فيه بالمرحلة الثانوية، ولفرط شغفي بالقراءة ووجود غريزة حب الاستطلاع عندي كنت أعرج بكل جسارة أحيانا الى مقر الجريدة والمطابع من حولها فأشبع فضولي برؤية هذه الأشياء الجديدة في حياتي، فأميل الى مكتب الشيخ واكتفي بالنظر إليه من بُعد وهو منهمك في الكتابة وقد لف غترته على رأسه بطريقة عفوية او وضعها على كتفه، ورغم تواضعه وبساطته فإن له مهابة وتقديرا في النفوس,, وأحيانا كنت ازود الصحيفة بأخبار المعهد كمراسل متطوع فتجد طريقها للنشر بعد تهذيب واختصار وكنت أسلمها مباشرة لسكرتير الشيخ الشاب/ العبداني الذي توفي في تلك الفترة في حادث مؤلم خارج الرياض ورثاه كتاب الصحيفة بمقالات ضافية أشادوا فيها بأخلاقه وحيويته وتعامله الواعي.
وكانت الثقة المتبادلة بين اليمامة وقرائها وكتابها عامل جذب لحب هذه الصحيفة والتعلق بها, ومن الشواهد على ذلك انني كنت أجد الطريق مفتوحا وليس هناك ما يحول بيني وبين الدخول الى مكائن الطباعة وأجد الفنيين العاملين فيها من مواطنين ومتعاقدين يصفون الحروف ويجمعونها، وأحيانا أشاهدهم وهم يطبعون الصحيفة فألقي نظرة الى الصفحات بعناوينها الكبيرة وبعض الأبواب الثابتة لكبار الكتاب الذين سآتي على ذكر أسمائهم والعناوين التي كانوا يكتبون تحتها والمواضيع الحيوية التي كانوا يتطرقون إليها,, فإلى عدد قادم إن شاء الله.
|
|
|
|
|