| مقـالات
لا تحب ان تكون كاتب مناسبات ولكن بعض المناسبات تشدك رغما عنك، لأنها ليست مناسبات نجاح أو فرح وإنما هي مواقف حزينة مؤلمة!.
منذ بضعة ايام وكلمة الحمى هي تلك الكلمة الرائدة لوسائل اعلامنا كافة المقروءة والمسموعة والمرئية,, وقد تناول الكثير من الكتاب والصحفيين في الآونة الأخيرة موضوع ذلك الوباء الذي ضرب منطقة جازان,, وطرحت الكثير من وجهات النظر والآراء حول هذه القضية التي هي حقيقة كارثة بمعنى الكلمة,, وكيف لا تكون كذلك وهي تعيدنا سنوات الى الوراء حين ندرك بأن أسبابها تعود الى إهمال المبادىء الأولية للصحة العامة والتي كنا نتعلمها أطفالا في المدارس الابتدائية، تلك المبادىء التي تندرج ضمن درس البعوض أو الملاريا,, أو كيف تحمي نفسك من الأمراض ضع سلكا على النوافذ استخدام الناموسية عند النوم ارتدي ثيابا بيضاء أو ذات ألوان فاتحة ينبغي الحرص على ردم المستنقعات والبرك الراكدة,, إلخ .
كتب البعض فرحين متفائلين بالمؤتمر الصحفي الذي أقيم في جازان وبذلك الحوار المفتوح المعلن بين الصحافة والمسؤولين ونحن ولا شك نشاركهم هذا الفرح وهذا التفاؤل.
إلا أن ثمة نقطة هامة أود الاشارة اليها هنا,, نحن نعاني الآن وباء خطيرا راح ضحيته الكثير من الأرواح ولأجله تحملنا الكثير من الخسائر البشرية والمادية الهائلة, وقد كان السبب منذ البداية التفريط والتقصير بحق احدى مناطق هذا الوطن الهامة,, وإذا كانت المسؤولية تلقى بالدرجة الأولى على أعناق كبار المسؤولين في الوزارات فإن ذلك لا يعفي الآخرين من المسؤولية.
الجميع مسؤولون ممن يسكنون منطقة جازان,, كل مواطن نال قسطا من التعليم من الاعدادية فما فوق سواء كان موظفا أو صيدلانيا أو طبيبا أو معلما,, وأعني بصورة أكبر من كان مطلعا على تلك الأوضاع المتردية,, وقبل أولئك جميعا تأتي المسؤولية الجمة على وسائل الاعلام,, والصحافة خاصة,, فأين كان صوت الصحافة في المنطقة من تلك المشكلات والبيئة المهيأة لنقل أخطر الأمراض؟ ولماذا كان ذلك الصمت الطويل الذي تمخض عنه عواقب وخيمة هي تلك التي نراها اليوم؟ فالذي ينبغي أن تكون الصحافة صوتا قويا جريئا يعرض المشكلات الهامة والخطيرة التي قد تكون منسية أو غائبة عن أذهان المسؤولين عنها,, كان ينبغي أن يكون هذا الصوت سباقا,, فأين كان حقيقة؟! هذا هو السؤال؟
البريد الالكتروني fowzj@hotmail.com
|
|
|
|
|