أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 30th September,2000العدد:10229الطبعةالاولـيالسبت 3 ,رجب 1421

مقـالات

نهارات أخرى
التعامل مع الأزمات
فاطمة العتيبي
** بكثير من القلق وبكثير من الاطمئنان نتابع ما يمر به أهل جيزان من محنة مرضية نسأل الله سبحانه ان يرفعها عنهم,, والكثير من القلق الذي يساورنا مقترن بسلوكيات الناس وتعاملهم مع مثل هذه الأزمات التي تحتاج إلى قوة وفاعلية وتفهم ووعي بحدود المشكلة والنظر بتأنٍ إلى عواقبها,.
فلا نستسهل الأمر فيتعاظم ولا نعظم الأمر فيستفحل,, إنها النظرة العقلية الواعية والصادقة للمشكلة والتعامل معها وفق حدودها وبما يكفل السرعة في القضاء عليها,, ولعل خطاب خادم الحرمين الشريفين الذي وجهه للمسؤولين ذوي الاختصاص تجاه هذه المشكلة تتضح فيه روح الحزم وروح التعقل أيضاً وهو ما اعتدناه في مثل هكذا ظروف على قلتها ولله الحمد والمنة.
والقلق الذي يساورنا تجاه التعامل مع المشكلة مرتبط بثقافة الطبقات البسيطة في تقدير الموقف وهذا ما يظهر مدى نجاح المؤسسات الثقافية والاجتماعية في تهيئة الناس للتعامل مع مثل هكذا أزمات,.
ولن نطرح أسئلتنا العديدة والتي تقف في مواجهة أعيننا حتى لتكاد تفقدنا أبصارنا,, تلك الأسئلة المتعلقة بالأدوار التمهيدية لظهور المرض وكيفية التعامل معها بمراحلها المتقدمة وقبل استفحال الأزمة.
لكن كل هذه الأسئلة التي حتماً سنجد اجابة عليها عند كل من معالي وزير الزراعة والمياه ووزير الشؤون البلدية والقروية ووزير الصحة,, ونحن الآن نرقب معهم بكل طمأنينة المؤمنين انجلاء الغمة وانفراج الأزمة والقضاء على المرض تماماً,, وبعدها حتماً سيتم الإنصات لما يقولون وما نقول,.
** لكننا الآن وفي ظل تناقل وسائل الإعلام أخباراً مقلقة تتعلق بنوعية تجاوب الناس مع ما اتخذته الجهات المختصة من تدابير سريعة وحازمة للسيطرة على المرض والحيلولة دون انتشاره,, فإننا نهيب بالعمل التوعوي الاجتماعي ان ينشط وأن يبادر فالأزمة بحاجة إلى ثقافة اجتماعية مؤسسة على الثقة بالمسؤول والحس الوطني.
نحن ندرك صعوبة الأمر في من ارتبط عاطفياً بمواشيه وأصبحت جزءاً من حياته ولكننا إزاء مرض قاتل فلا بد من توعية الناس بمختلف طبقاتهم بأهمية تقديم الأهم فالمهم,, فذبح المواشي أهون من موت إنسان متأثراً بالعدوى.
وما تنقله الأخبار من تهريب بعض ملاك المواشي لمواشيهم إلى مناطق مجاورة خوفاً من الكشف عليها وثبات إصابتها بالمرض ثم ذبحها أمر مخيف جداً ويدلل على عدم تفهم لحدود المشكلة وخطورتها وأتوقع أن وزارة الصحة عملت على تكثيف التوعية الصحية لكن الأمر يتطلب مؤازرة من كافة المؤسسات الخيرية والحكومية والأهلية في جازان بالإسهام في تنمية الوعي بأهمية الالتزام بتعليمات الجهات المختصة خاصة في ظل التوجيه الرسمي بتعويض أصحاب المواشي فورياً ونقداً عن مواشيهم المصادرة.
وندرك حساسية الوضع وأهمية إدراك المواطن لدوره في مثل هذه الأزمات والذي يسهم في تحجيم المشكلة ومحاصرتها قبل استفحالها ونؤكد على ضرورة تعاضد الجميع في تنمية هذا الوعي وتهيئة الناس للتعامل الصحيح مع الأزمة وهو ما نحن مطمئنون حياله لأننا متفائلون تماماً تفاؤل المؤمنين الذين يعلمون كم هو رحيم الله سبحانه وتعالى بخلقه رحمة تتجاوز بكثير اشفاق الأم على رضيعها.
وحينما نهنئ بعضنا بانجلاء الغمة سنتحاور كثيراً حول مستنقعات جيزان ووجود المواشي في حظائر وسط المنازل المأهولة,, وأهلية المراكز الصحية للكشف المبكر عن مثل هكذا أمراض وغيرها كثير من الأمور التي ستطرح على مائدة النقاش ونتمناه قريباً بإذن الله.
عنوان الكاتبة ص,ب 26659 الرياض 11496

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved