|
| عزيزتـي الجزيرة
منذ بضع سنوات خلت دعيت الى عشاء على شرف احد خبراء منظمة الاغذية والزراعة وهناك تجاذبنا اطراف الحديث فقال لا اخفيكم انني عندما وصلت الى الرياض اصبت بدهشة لثلاثة اسباب:
1 سعة شوارع الرياض وانسياب الحركة المرورية فيها بشكل جيد جداً.
2 المساحة الخضراء الموجودة في الرياض جيدة لم اجد مساحة مساوية لها في بعض البلدان التي تمر بها انهار.
3 نظافة المدينة بشكل ملفت للنظر.
سررت لهذه الشهادة من رجل متعلم يحمل شهادة الدكتوراة وخبير يمثل منظمة عالمية اصبح فيما بعد رئيسا للفريق التابع لتلك المنظمة في الرياض ثم بلغ السن القانونية التي كانت سببا في إنهاء خدماته وعودته الى بلده وهو يحمل ذكريات جميلة للمملكة وعاصمتها الجميلة.
اما الفكرة هنا في هذه السطور فستتركز على الفقرة الاولى من حديث الخبير وهي شوارع الرياض الفسيحة لأن الحديث منذ فترة يدور حول زحمة السيارات وبط الحركة المرورية في العديد من شوارع الرياض ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل كتب عنه في بعض الصحف وآخر ما قرأت منذ فترة تصريحا للدكتور علي الغامدي عن طريق الملك فهد ومن ضمن ما قاله انه يرى الحل في إيجاد طريق آخر مواز لطريق الملك فهد لحل المخانق ولكنه مكلف وهنا يطيب لي ان اقول للدكتور الغامدي ان هناك طريقا موازيا لطريق الملك فهد وهو طريق الملك عبدالعزيز وهو ليس على سعة او انسيابة طريق الملك فهد ولكنه مواز له ويخدم الكثير فهل حل المشكلة,,؟
المشكلة يا أخي الكريم في تصوري اكبر وابعد من ذلك وحلها ذو شقين:
1 هناك اوقات لاحل لها وهي ساعات الذروة عندما يذهب الناس الى اعمالهم صباحاً او يعودون عند الظهيرة الى منازلهم وهكذا فهذه لاحل لها لأنها مشكلة تعاني منها جميع المدن الكبرى في العالم وأود ان اذكر الدكتور ببلدين فقط وهما فرانكفورت بألمانيا ولندن.
انظر الى الحركة فيهما في وقت الذروة بالرغم من وجود قطارات المواصلات التي تسير تحت الارض في كلتا المدينتين.
إذاً ساعات الذروة هذه مشكلة عالمية وضريبة الحضارة في المدن الكبيرة والرياض من العواصم الكبرى.
اما المشكلة الثانية والتي يمكن التطرق الى حلها وهي الساعات الاخرى من اليوم وكيف نتجنب الضغوط في الشوارع الكبرى والدائرية فيها وخاصة طريق الملك فهد وفي تصوري الحل لايأتي بسهولة ولكن لابد ان يسبقه تشخيص للاسباب ثم السعي لإيجاد الحلول ما امكن ذلك.
في اعتقادي ان بعض التشخيص لمشكلة طريق الملك فهد هو الآتي:
1 وجود الكثير من الاجهزة الحكومية القريبة من طريق الملك فهد مثل جوازات الرياض، المحكمة الشرعية الكبرى، الإمارة والشرطة والامانة، وسط المدينة ومايحتوي من محلات ومراكز تجارية.
هذا شيء من التشخيص ومادام اتضحت الصورة الى حد مافيقول قائل ماذا بعد وضوح الصورة اقول له الحل كالتالي من وجهة نظري:
أ يتكرم صاحب السمو الملكي وزير الداخلية بالأمر بإنشاء مجمعات للجهات التابعة للداخلية في شمال الرياض وجنوبها وشرقها وغربها كمرحلة اولى تضم تلك المجمعات: 1 مراكز الشرطة الفرعية, 2 فرعا للجوازات, 3 فرعا للأحوال المدنية, 4 فرعا للبحث الجنائي لاسيما ونحن في عصر الحاسب الآلي ومقبلون على العولمة لذا لابد من التخلص من المركزية.
ب يتكرم معالي وزير العدل بالإيعاز للمعنيين باستئجار مبان في اربع الجهات السالف ذكرها وهذه تضم عددا من القضاة لإنشاء محاكم فرعية وبعض كتاب العدل سواء المعنيين منهم في مجال الإفراغ او الوكالات وينضم اليهم محكمة الأنكحة.
ج يتكرم معالي امين مدينة الرياض وسعادة مدير شرطة الرياض بإعادة النظر في الصلاحيات الممنوحة للفروع التابعة لهما وإعطاء رؤساء البلديات الفرعية ومدراء مراكز الشرطة المزيد من الصلاحيات وينتج عن هذا تخفيف الاعباء عنهم وإداراتهم القيادية وتسخير تلك الطاقات للتخطيط والمراقبة والتطوير ولا بأس من ان يحتفظوا لانفسهم ببعض الامور ذات الاهمية.
د سيتمخض عن هذه القرارات إذا ما أريد لها ان ترى النور إذا درست بموضوعية التخفيف عن المواطنين واصحاب المصالح من الذهاب الى تلك الاماكن الرئيسية الا في الحالات النادرة وسيجد المواطن ان الإدارات ذات الاختصاص قريبة منه في حيه وهذا سيترتب عليه تخفيف الزحام على الخطوط الرئيسية كمرحلة اولى.
اما الخطوة الثانية فهي إعادة النظر من قبل إدارة المرور في كثرة الإشارات؟
ونحن نعلم ان إشارات المرور لها إيجابيات كما لها سلبيات فكثرتها تعيق السير وتنال من وقت وجهد اصحاب السيارات وهنا اذكر على سبيل المثال لا الحصر طريق الامير عبدالله وهذا الطريق نعلم اهميته ولو وضع عداد للتعرف على عدد مرتاديه لوجدناهم بالآلاف وبالرغم من هذا نجد به العديد من الاشارات مما ينتج عنه العديد من المخانق حبذا لو استبدلت تلك الاشارات بأنفاق متوسطة لتعين على ذلك تيسير السير لاسيما وان هناك جامعة وأوقاتها محدودة وملزمة للطالب والاستاذ وهناك مستشفى بل اكثر من مستشفى وهذه يرتادها اولا المرضى ثم ذووهم واصدقاؤهم ومحبوهم وكثرة الإشارات تعيق وصول المريض في الوقت المناسب الى المستشفى لإسعافه وربما نتج عن تأخير وصوله مضاعفات او اكثر من ذلك.
ونحن نجد كثرة السيارات على طريق الامير عبدالله بالرغم من وجود طريق مخرج 9 وهو مواز له وهذا فيه رد وإجابة اخرى على الدكتور الغامدي الذي يرى ان الحل لمشكلة طريق الملك فهد إيجاد طريق مواز له فإن كان الامر كذلك فلماذا الطريق الموازي لطريق الامير عبدالله لم يقض على مشكلة الضغط على هذا الطريق ونشاهد الزحام فيه في اوقات الذروة.
لو القينا نظرة عابرة على عدد مراجعي الجوازات والمحاكم وكتاب العدل ومحكمة الانكحة والاحوال المدنية لوجدنا الاعداد مهولة وكبيرة جدا وهناك حزن وشفقة على من يأتون من اطراف الرياض الى الجوازات عدة مرات او للمحاكم او خلاف ذلك من الإدارات الرسمية الاخرى.
لذا فإنشاء المجمعات الحكومية في المناطق المختلفة امر يتطلبه امتداد العاصمة الغالية والرحمة بالناس ومصالحهم والتخفيف عن الآخرين اصحاب او مرتادي المراكز التجارية الواقعة في وسط المدينة لان هؤلاء لانستطيع ان نطلب منهم نقل محلاتهم وما الى ذلك.
هذا ما أراه واتمنى على المسؤولين دراسة الفكرة بجدية وعناية كاملة وحبذا لو تفضل مجلس المنطقة بتبني الفكرة والسعي لتنفيذها لما فيها من خير كثير بعون الله للعاصمة وسكانها والعدد في ازدياد فماذا سيكون الامر عليه بعد عشر سنوات إن لم نعمل على تفعيل الاحياء على ضوء ماذكرت بعاليه.
وأعتقد ان الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض لا ولن تدخر جهداً في دراسة وتقديم كل مايعود بالخير الوفير لعاصمتنا الحبيبة والأمل معقود على الجميع لدراسة هذه المشكلة وسواها مبكراً وإيجاد الحلول الفعالة لها قبل فوات الاوان ومن ثم ترفع الصيحات والاصوات حين لاينفع الندم,وبالله التوفيق,.
اسعد محمد رشيد رجل الاعمال
|
|
|
|
|
