| أفاق اسلامية
تحدثت في موضوات الزاوية في الأسابيع الماضية عن أهمية وجود إدارة تعنى بالعلاقات العامة والإعلام في الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحديثنا هذا الأسبوع عن مركز الهيئة من خلال أعضائها ومتى يكونون رجال علاقات عامة,, وعليه أرى أن مركز الهيئة والعضو الميداني يمكن أن يقوما بالخطوة التنفيذية العملية التالية في سبيل توطيد العلاقة مع أفراد المجتمع وذلك من خلال الآتي:
1 اتباع الأسلوب الشرعي في العمل (الأمر والنهي):
وهذا أمر لا محيد لنا عنه إذ أن العبادة بلا إخلاص ولا متابعة لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم وبال وخسران، قال تعالى عن أقوام فقدوا هذين الشرطين أو أحدهما: (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) ولقد كان يُبكي السلف رحمهم الله قوله تعالى: (وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون) لخوفهم من ألا تكون أعمالهم قبلت فما أحرانا أن نلتزم الأسلوب الشرعي في الأمر والنهي الذي يرتكز بعد الشرطين المتقدم ذكرهما على الرفق واللين والحكمة حيث بها يحصل المحتسب على الخير العظيم الذي يزين فعاله ويتجنب بها الشر الوبيل الذي يشين أعماله.
2 القدوة: القدوة وما أدراك ما القدوة، فلقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم خير قدوة للأنام فكان بذلك صلى الله عليه وسلم دعوة تمشي على الأرض بسمتها وهديها ومصداق ذلك في كتاب الله تعالى:(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر,,,) فما أجدرنا بالتزام ذلك، وليكن معلوماً بأن الناس يأخذون من سلوك المحتسب وفعاله أكثر مما يأخذون من أقواله قال الشاعر:
يبقى الثناء وتذهب الأموال ولكل دهر دولة ورجال ما نال محمدة الرجال وفضلهم إلا الكريم بماله المفضال لا ترض من رجل حلاوة قوله حتى يُصدّق ما يقول فعال |
3 لقاء دوري مع الأئمة والخطباء في الحي:
معلوم ما للمسجد من مكانة في الإسلام، ومن ذلك أنه يجمع المؤمنين للالتقاء سوية للوقوف أمام ربهم لدعائه ومناجاته، ولا قوام للمسجد بلا أئمة حيث إنهم تصدروا للصلاة بالناس وإمامتهم، وتعليمهم والقيام على أعظم شعائرهم، فلا شك أن الارتباط بالأئمة والخطباء وتلمُّس ما لديهم من مرئيات وما في الحي من مشكلات ومعضلات بسبب وقوع الناس في بعض المنكرات كالفقر الذي قد يوقع في القضايا الأخلاقية ونحوها، لا شك أن في الاطلاع على ذلك والسعي في إيجاد الحل المناسب له عملاً جليلاً لا ينبغي للمحتسب أن يفوته مهما كان الأمر، ومن أهم ذلك متابعة أحوال المتخلفين عن الصلوات ودعوتهم إلىالحق ثم حثهم عليه إن لم يستجيبوا للحق.
4 لقاء دوري مع أعيان الحي لتعريفهم بجهود المركز، وللتعرف على آرائهم وانطباعاتهم عن المركز وتلافي السلبيات إن وجدت حيث إن في ذلك كله مصالح كبيرة للمركز فأعيان الحي بأيديهم الكثير والكثير مما يستطيعون تقديمه لمركز الهيئة، كما أن لهؤلاء الأعيان السلطة والكلمة النافذة على من تحت أيديهم فلو توطدت العلاقة معهم لانعكس ذلك على المركز وجهوده في الحي بشكل غير مباشر، كما أن الاستنارة بمرئيات هؤلاء الأعيان فيما لا يخالف ثوابت العمل أمر مطلوب، وهو من المشورة وطلب النصيحة التي أمرنا بها، ولا يفوتنا أن نشير إلى أن رؤساء القوم وأعيانهم أصحاب عقول راجحة ونظرة ثاقبة فمن الخير أن نفيد مما لديهم.
5 توثيق العلاقة مع المسؤولين في الدوائر الحكومية بالحي عن طريق الإهداءات والكتب والزيارات الودية، ودعوتهم للمناسبات وهذه الأمور التي يجب على (المراكز أو عضو الهيئة) القيام بها أعني عملية توثيق العلاقة مع المسؤولين والدوائر الحكومية في الحي بمختلف الطرق حيث إن مركز الهيئة لا يعمل بمعزل عن المؤسسات والمنشآت الحكومية حوله بل إن الجميع يمثل منظومة متكاملة لا غنى لواحد منها عن الآخر.
ومما لا يخفى على الناظر حين التأمل أن بعض المنكرات بل كثير منها يمكن تغييره وإزالته بواسطة مكالمة هاتفية ونحو ذلك من الأمور السهلة بدلاً من القنوات الإدارية الطويلة والمخاطبات المعقدة، ولكن هذا الأمر لا يأتي الا بعد توطيد العلاقة وأواصر المحبة مع المسؤولين في الدوائر الحكومية بالحي كمركز الشرطة والبلدية، ونحوهما، وهذا أمرحثنا عليه الشرع المطهر قبل كل شيء، ثم إنه من لوازم نجاح العمل المتعلق بالحسبة، ونشير في هذا الصدد إلى بعض الوسائل المعينة لتحقيق هذا الهدف، فمن ذلك:
أ الإهداءات وذلك مثل: الكتب القيمة التي تصدرها الرئاسة وفروعها، وكذلك الأشرطة، وبعض إصدارات إدارة العلاقات العامة بالرئاسة مثل نشرة الحسبة.
ب الزيارات الودية وذلك بعد التنسيق المسبق وتحديد الوقت المناسب للزيارة وإعداد جدول معين، وخطة متضمنة بعض العناصر التي سيتم التحدث فيها مع المسؤول.
ج دعوتهم للمناسبات، وما في ذلك من تأليف للقلوب وتقريب لوجهات النظر وازالة الحواجز النفسية والموجودة بين الجانبين.
6 إقامة معرض داخل المركز للتعريف بنشاطاته عن طريق دعوة المدارس وأعيان الحي وزوار المركز.
وفي ذلك مصلحة كبيرة حيث إن الغالبية الكبرى من المجتمع لا تعرف من أعمال الهيئة إلا التنبيه للصلوات، ومتابعة المعاكسين في الأسواق، فلو قام المركز بإنشاء مثل هذا المعرض وعرض نشاطاته عرضاً جميلاً لكان في ذلك أعظم الأثر على نفسيات الزوار وتغيير الصورة النمطية لديهم ومن ثم تثمينهم للدور العظيم الذي يقوم به المركز وبالتالي كسب رأيهم وودهم وهذا بحد ذاته مطلب نبيل ينبغي المسارعة لتحصيله.
7 المساهمة في طباعة النشرات والهدايا التي يمكن بها كسب الجمهور، وهذا من الأبواب الشرعية العظيمة التي أمرنا بدخولها حيث صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:(تهادوا تحابوا) وفي بعض الآثار(الهدية تسلُّ السخيمة) فما الظن بهذه الهدية إن كانت مطوية أو كتاباً يقوّم دين المرء ويسلك به السبيل الأقوم، لا شك أنها من أعظم الهدايا ومما يوجب للمهدى إليه محبتك والانضواء تحت لوائك بإذن الله تعالى.
|
|
|
|
|