| متابعة
أكد سمو الأمير عبدالله في زيارته لكل من نيويورك، والبرازيل، والأرجنتين، وفنزويلا على ثوابت المملكة سواء في كلماته التي يلقيها او
بالحوارات التي أجراها مع قادة كبار، أو باللقاءات المتعددة مع مسؤولين ورجال أعمال وسفراء.
فالمملكة تدين بالإسلام وهي له خادمة وحامية، والإسلام دين اعتدال ووسطية، يقوم على التسامح وليس التعصب، وعلى الوئام وليس
الفرقة والتشرذم، وعلى الحوار وليس التناحر، وعلى التواصل مع الثقافات والحضارات وليس التقوقع والانزواء, ومن هنا جاء افتتاح
سموه لمراكز إسلامية ثقافية هي اشعاعات خير وهدى.
والمملكة لها طموح مشروع في بناء اقتصاد قوي تتنوع مصادره ويشتد عوده لكي يصبح اقتصادا صلبا لا يتأثر بهزات تحدث في سوق
البترول، أو تقلبات أسواق عالمية او مضاربات تجار, ومن هنا جاءت زيارة سموه لتعكس توجهات حكومة خادم الحرمين الشريفين في
توقيع اتفاقيات وبحث علاقات وتنمية شراكات تجارية وتبادل خبرات واكتشاف آفاق للاستثمار وما في حكم ذلك من أمور تخدم
الاقتصاد الوطني السعودي.
والمملكة لها موقف واضح من قضايا العرب العادلة وهي داعية سلام, والسلام الذي تنشده هو السلام العادل والمشروع الذي يحقق
للشعب الفلسطيني هدفه في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، ويعيد الجولان الى سورية، ويتجاوز الجميع ظروف الحرب التي
عرضت العرب لعقود طويلة لاستنزاف مواردهم وتشتيت جهودهم, وهو ما عبر عنه سمو الامير عبدالله في زيارته مع القادة الذين
التقاهم وفي كلماته بالمناسبات أو الاحتفالات التي حضرها.
وكلمة سموه الكريم أمام قمة كاراكاس وضعت النقاط على الحروف سواء فيما يتصل بسياسة المملكة النفطية او ما يفترض ان تكون
عليه سياسات المنظمة في المستقبل حيث دعا حفظه الله الى أخذ العبرة من دروس الماضي والاستفادة منها بما يخدم مصالح دول المنظمة
على المدى البعيد، وهو ما أكد عليه إعلان كاراكاس البيان الختامي للقمة حيث ركز على مسؤولية دول الأوبك في توفير كميات
مناسبة للبترول وتحقيق سعر عادل يخدم الأطراف كلها، فمنظمة أوبك طبقا للبيان الختامي مصممة على تحمل المسؤولية في امداد
الأسواق بكميات مناسبة، وبسعر عادل ومستقر وستعمل على تطوير استراتيجية لتسعير النفط لكي تضمن المنافسة مع مصادر أخرى
للطاقة ولكي تبقى لاعبا رئيسيا في السوق باعتبار انها تملك اكبر احتياطي في العالم من النفط.
إن مضامين البيان الختامي لقمة كراكاس رغم انها تمثل خطوطا عريضة إلا انها بمثابة المرشد لسياسات عملية تطبقها المنظمة لاحقا، وفي
ضوء ما ورد في البيان وما يحدث في سوق النفط الآن وما أكد عليه سمو الامير عبدالله من ضرورة تأمل ما حدث في العامين الماضيين
في ضوء ذلك كله يتشكل إطار وتنضج ظروف لنقل أوبك نقلة نوعية تتمكن من خلالها على الحفاظ على مصالح الأعضاء الحيوية وفي
الوقت نفسه تصبح عامل استقرار لسوق النفط وللاقتصاد العالمي.
الجزيرة
|
|
|
|
|