ارخى الليل سدوله,, واظلمت آفاقه,, فبدأت علامات الخوف تداعب اجفاني وتستعرض قواها على ملامح وجهي,, انني اكره الليل لانني اعرف ماذا يعني لي! انه يعني لي الالم,, والحزن,, والآهات,, سهرت ليلتي ارعى النجوم وترعاني,, اراقبها وتراقبني,, انظر لها وتحدق في,, كلانا لم يغمض له جفن فتذكرت قول الشاعر محمود غنيم :
مالي وللنجم يرعاني وارعاه امسى كلانا يخاف الغمض جفناه |
كررت هذا البيت مراراً ضاقت بي الدنيا ذرعاً,, حاولت اللجوء لأحد ما لأشكو له وجدي وهمي والمي وارقي ولكن كنت كالمستجير من الرمضاء بالنار,, فضلت السكون والصمت المستديم عل الفرج يكون قريباً,.
نظرت في مرآتي الانيقة فلم اجد سوى حطام انسانة بائسة تركتها الايام دون ان تلتفت لها فأصبحت هشيماً رددت آهاتي في ليلتي تلك وكررت الزفرات مرددة قول الشاعر السابق:
لي فيك ياليل آهات ارددها اواه لو اجدت المحزون اواه |
حاولت ان انهي وجودي من العالم,, ان اقتلع جذوري من الحياة فتذكرت اني انسانة مسلمة وان المسلم ما يصيبه من وصب ولا نصب الا كفر الله به من خطاياه فتراجعت عن تفكيري وشرعت ألتجئ الى القلم بعد الله فأنا مغرمة بثرثرته على وجه الورق,, اخرجته من غمده وايقظته من نومه ودعوته شريكاً يشاطرني احزاني وآلامي فما كان منه الا ان لبى النداء حاول قلمي ان يغتال بقوته صمت الليل الرهيب وظلامه الدامس ولكن الليل كان ادهى منه فحينها توارى خلف قناع النهار ليعلن رحيله مهدداً اياي بلقاء آخر في ليلة قادمة قائلاً بشيء من العنجهية والكبيرياء ليست هذه النهاية بل هي البداية,.
غداً لنا لقاء معاً لأطوقك بظلامي ومكري ودهائي وغداً لناظره قريب.
صدى الذكرى الوشم/ ثرمداء
|