| مقـالات
** يعلم الله وحده أنني أكن لهذه الفئة العزيزة من الاساتذة كل حب وإكبار.
فمنهم من يملأ السمع إذا تحدث.
ومنهم من يسلب اللب إذا حاضر.
ومنهم من يمتع النفس إذا ناقش.
غير أنني رغم كل ذلك لا أريد لهذه الفئة العظيمة التي يرنو الى تحقيق منجزاتها العلمية كل طالب علم,, أن تتحول الى هذه الدرجة من السخف في الكتابات الهلامية والطرح المسلوق لا لشيء إلا ليقال أن الدكتور كتب والدكتور قال والدكتور تحدث,, فالهجمة إذا أجزتم التعبير التي يشنها الدكاترة الجدد عبر الصحف، باتت مثار تندر لدى المثقفين,, والمثقفون الحقيقون بالذات ويبدو وهذا محض اجتهاد أن لهذه الدرجة العلمية الرفيعة سحرها الذي لا يقاوم,, بدليل أن الكثيرين ممن نعرفهم قبل أن ينالوا هذه الدرجة بأيام قلائل، ونعرف عاديتهم ، وعاديتهم المفرطة تحولوا بعد نيلها الى منظرين عظام، ومفكرين معتبرين,, وكتاب كبار!
لذا فإن إيماني بقدرة هذه الدرجة العلمية في فتح الأبواب الموصدة يزيد ترسخاً فما أن يذيّل كاتب ما موضوعه أياً كان بحرف الدال حتى تتهاوى أمامه كل قلاع شروط الكتابة والنشر,.
وقل كل محظورات الوعي والابداع!
قلت قبلاً إن هناك من يملأ السمع ويسحر اللب من هذه الفئة التي نجلُّها ونحترمها ونحفظ قدرها ولكنهم قلة ونعرف أنهم غير عاديين قبل أن يدخل الدال على أسمائهم,, وهي أسماء سامقة وتستحق أكثر من دكتوراه في مجال تخصصها,, كما أننا نعرف كتّاباً كباراً هم أكبر من الدرجة العلمية التي حصلوا عليها,, ولذا لم يعيروها اهتماما فخرجت أسماؤهم صافية ودون ألقاب، وهي أسماء مبهجة ورائدة من قبل الدال ومن بعده, ولست أدري هل هذه الهجمة الشرسة للدكاترة الجدد على أعمدة الصحف هي ظاهرة وعي حقيقي أم مظهر اجتماعي مطلوب؟
لكننا نشير الى أن بلداً كبيراً كمصر,, فيها من حملة الدكتوراه مايقارب ربع سكان المملكة لم تُعان من مثل هذه الظاهرة ربما لإيمانهم بأن الكتابة والكتابة الحقيقية موهبة لا يشفع لرداءتها حرف الدال مهما كان مغرياً وشهياً وذا سحر.
وينبغي أن نحمد الله على أنه لا يوجد بين ظهرانينا رجل كزكى مبارك مثلاً يملك أكثر من شهادة دكتوراه، ويصرُّ على أن يوقّع موضوعاته باسم الدكاترة زكي مبارك,, وإلا لكنا في وضع محير حقا.
فيا دكاترتنا الجدد,, نحن والله نحبكم كثيراً
ونعرفكم كثيراً.
فأريحونا,, أراحكم الله!!
بيشة ص,ب 34
|
|
|
|
|