| مقـالات
كتاب جيد في موضوعه، موفق في عرضه، جديد في دراسته، حيث لم يسبق المؤلف إليه، بهذا الشمول والاستقصاء، أتحفني به الصديق العزيز، الدكتور عبدالرحمن بن محمد بن موسى الحمودي، حيث كان هذا الموضوع، قد نال به الاجازة العلمية درجة الدكتوراه من جامعة أم القرى بمكة المكرمة بتاريخ 21 محرم 1418ه بامتياز مع التوصية بطباعة الرسالة, والكتاب بجزءيه، يبلغ 1336 صفحة,, بإشراف الأستاذ الدكتور: عبداللطيف عبدالله بن دهيش.
وهو يعتبر مجموعة وثائق في هذا المجال، من حيث الرصد التاريخي، والصور النادرة، والوقائع والحوادث ذات العلاقة بالدبلوماسية والمراسم السعودية، منذ عهد الملك عبدالعزيز في ارساء دعائم الدولة، وتنظيمها إلى هذا التاريخ، وما تم في المئوية، من رصد وتوثيق.
اضافة إلى البيانات التي تبين تسلسلياً الأئمة والملوك الذين تعاقبوا على حكم الدولة السعودية في أطوارها الثلاثة، حيث اعتبر أول تأسيسها عام 1139ه، إلى وقتنا الحاضر، بدءاً ونهاية ومدة، وأسماء من تعاقب على رئاسة مجلس الوزراء بدءاً بإحداث هذا المسمى في 1/2/1373ه، حيث تولاه الملك سعود رحمه الله، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، ولعلها غلطة مطبعية فاتت على المصحح عندما اعتبر المؤلف نهاية الفترة الأولى لجلالته في 2/3/1416ه، وجاءت بداية الفترة الثانية في 3/2/1416ه ص 1298 ولعل الصحة 3/3/1416ه.
وجاء بيان بأسماء من تعاقب على رئاسة الديوان الملكي الذي أمر به الملك عبدالعزيز رحمه الله بتاريخ 3/9/1344ه حتى الآن,, وكذا البيان بمن تسلسل في العمل باسم رئيس المراسم الملكية بدءاً بإحداث هذا المسمى في 1/2/1375ه وبيانات بأسماء من تعاقب على الوزارات، من بدء ايجاد المسمى حتى اليوم.
1 فالخارجية أول وزير لها الأمير فيصل الملك فيصل من 29/7/1349ه.
2 والدفاع أول وزير لها الأمير منصور بن عبدالعزيز رحمه الله من 16/12/1363ه.
3 والداخلية أول وزير لها الأمير عبدالله الفيصل من 11/9/1370ه.
4 والمالية والاقتصاد الوطني أول وزير لها عبدالله السليمان الحمدان من 11/4/1351ه.
5 والمعارف أول وزير لها الأمير فهد بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين الملك فهد من 18/4/1373ه.
6 والبترول والثروة المعدنية أول وزير لها الأستاذ عبدالله الحمود الطريقي من 3/7/1380ه.
7 والزراعة والمياه أول وزير لها الأمير سلطان بن عبدالعزيز من 18/4/1373ه.
8 والمواصلات أول وزير لها الأمير طلال بن عبدالعزيز من 28/12/1372ه.
9 والتجارة أول وزير لها الأستاذ محمد عبدالله رضا زينل من 11/7/1373ه.
10 والصحة أول وزير لها الأمير عبدالله الفيصل من 11/9/1370ه مع الداخلية.
11 والتعليم العالي أول وزير لها الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ من 8/10/1395ه.
12 والاسكان والاشغال العامة أول وزير لها الأمير متعب بن عبدالعزيز من 8/10/1395ه.
13 والصناعة والكهرباء أول وزير لها الدكتور غازي القصيبي من 8/10/1395ه.
14 والإعلام أول وزير لها الأستاذ جميل الحجيلان من 14/11/1382ه.
15 والعدل أول وزير لها الشيخ محمد بن علي الحركان من 21/7/1390ه.
16 والعمل والشؤون الاجتماعية أول وزير لها الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز من 24/12/1380ه.
17 والبلديات والشؤون القروية أول وزير لها الأمير ماجد بن عبدالعزيز من 8/10/1395ه.
18 والتخطيط أول وزير لها الأستاذ هشام ناظر من 8/10/1395ه.
19 والبرق والبريد والهاتف أول وزير لها الدكتور علوي درويش كيال من 8/10/1395ه.
20 والحج والأوقاف أول وزير لها الأستاذ حسين عرب من 9/10/1381ه.
21 والشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أول وزير لها الدكتور عبدالله التركي من 20/1/1414ه.
22 والخدمة المدنية أول وزير لها الأستاذ محمد بن علي الفايز من 3/3/1420ه.
23 أما وزراء الدولة الذين يبلغ عددهم 24 شخصاً فكان أولهم الأمير مشعل بن عبدالعزيز من تاريخ 4/1/1377ه,, وقد يكون سهي عليه ذكر من كانوا في عهد الملك سعود ومنهم الأمير عبدالله بن عبدالرحمن أخو الملك عبدالعزيز,, تراجع بيانات الملاحق عنده 1295 1315 .
وغلاف الكتاب قد جاء فيه تاريخ الطبعة للمرة الأولى 1419 1998م، بينما صوب في الداخل، وفي غلاف ألبس الغلاف الأول ب 1420ه 1999م، ولعل السبب تأخر الطبع في المطابع، ذلك أن محتويات الكتاب الكثيرة وترتيبه وتنظيمه، مع جودة الطباعة علاوة، على مواد حبرت وادخلت فيه في عام 1419ه منها: رجال صنعوا التاريخ، وبيانهم يوضح أسماءهم، وهم الرجال الذين دخلوا مع الملك عبدالعزيز رحمه الله الرياض في 5 شوال عام 1319ه,, حيث سلم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله بيده وسام الرواد بعض أقربائهم، بعد صلاة الجمعة 5 شوال 1419ه، وعدد هؤلاء الرواد، كما جاء في البيان الذي بسطه المؤلف في الجزء الثاني من كتابه هذا 794 799 ثلاثة وستون رجلاً، مع اسم من استلم وسام كل واحد منهم,.
لعل هذه المعلومات، مع غيرها هي سبب من أسباب خروج الكتاب في عام 1420ه، وأن الغلاف الذي يحمل عام 1419ه، قد طبع أولاً,, وهذا شيء غير مهم، لأن للظروف أحكامها,.
ومثل هذه البيانات التي رصد في كتابه، ذات فائدة كبيرة، ومعلومات قيمة، بحيّز أقل، وتغني عن صفحات كثيرة في بسط الحديث عنها، وتوضيح ما تعنيه.
ولأنها تلفت نظر القارئ، وتستهويه بما تتضمن من دلالة عميقة، فإن حرص الدكتور عبدالرحمن عليها ينبئ عن غزارة ما لديه من معلومات في الموضوع الذي شملته هذه الرسالة العلمية، ومحبته على التركيز، والتنظيم في عصر اهتم فيه القارئ بالمعلومات المختصرة المفيدة، حتى يعطى القارئ أكبر قدر من المعلومات بأقل جهد في القراءة ونراه في ص 790 الجزء الثاني يعطي معلومات عن أولاد الملك عبدالعزيز في ترتيب وتنظيم لم يسبق إليه، وعددهم 36 رجلاً أعطاهم رقماً تسلسلياً حسب العمر، وجعل الأشقاء في رسم رباعي يشمل بعضهم، ومن ليس له أشقاء ذكور في شكل رباعي وحده,, ونوه عن هذا التنظيم في الحاشية.
وفي الصفحات 791، 792، 793، جاءت بيانات، تمثل زيارات ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية والإسلامية، والصديقة الذين قاموا بزيارات إلى المملكة، في عهد الملك عبدالعزيز يرحمه الله وكان أولهم سمو الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أمير دولة البحرين في زيارة ودية بتاريخ 9/10 من ربيع الأول عام 1358ه، وقد وصل إلى الظهران، ودعا الملك عبدالعزيز إلى زيارة البحرين، وقد قبل الملك الدعوة.
وكان آخرهم فخامة الرئيس غلام محمد، حاكم باكستان الذي جاء في زيارة رسمية فيما بين 18 22 من جمادى الآخرة عام 1372ه، حيث وصل للرياض واستقبله ولي العهد بالمطار ثم استقبله الملك عبدالعزيز وأدى العمرة والزيارة.
وهؤلاء الضيوف يمثلون تسع دول، وبعض هذه الدول، كان زعماؤها الذين جاؤوا متعاقبين حسب الزمان، ما بين واحد إلى ثلاثة كالأردن الذي زار المملكة رسمياً منه ثلاثة ملوك: الملك عبدالله بن الحسين، ما بين 19/23 شعبان عام 1376ه، والملك طلال بن عبدالله الذي زار المملكة ما بين 10 17 صفر 1371ه، والملك حسين بن طلال ما بين 1 5 من ذي القعدة 1372ه, ولعل التاريخ في زيارة الملك طلال انه عندما كان ولياً للعهد أي قبل قتل والده لأنه نفي وجعلت الوصاية على ابنه حسين، أو فيه تداخل بين تاريخ زيارة والده، الملك عبدالله الذي قتل في المسجد الأقصى في صلاة الجمعة عام 1370ه، كما ذكر الزركلي في الاعلام 4:211 212 .
ولأن هذه البيانات ذات فائدة، بمعلومات دقيقة مركزة، فإنه قد توسع فيها، ونراه يغير في نمطها، من حيث الجدول، وتكرار الزيارة للضيف من الدولة الواحدة، والمعلومات التي ترصد في الايضاحات، ونوعها في عهد كل واحد من الملوك,.
ففي عهد الملك سعود رحمه الله زار المملكة زعماء 15 دولة بعضهم مرة واحدة، وبعضهم مرتين أو ثلاثاً، والملك حسين بن طلال زار سبع مرات الأولى في 18 20 جمادى الأولى 1373ه زيارة خاصة، والاخيرة رسمية 27 29 ربيع الأول عام 1382ه حيث وصل إلى الطائف، وقام بزيارة لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم 2:865 870 .
وفي عهد الملك فيصل رحمه الله: زار المملكة زعماء 37 دولة، بعضهم لمرة واحدة، وبعضهم مرتين أو ثلاثاً، وكان أكثرهم زيارة الملك حسين بن طلال ملك المملكة الأردنية الهاشمية الذي بلغت زياراته 14 مرة، الأولى رسمية بتاريخ 3 6 من ذي القعدة 1386ه والأخيرة خاصة بتاريخ 28 شعبان 1394ه، ثم يليه السيد ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الذي زار تسع مرات آخرها زيارة عمل بتاريخ 8 شوال عام 1394ه 2:973 987 .
وفي عهد الملك خالد رحمه الله زار المملكة زعماء 57 دولة بعضهم لمرة واحدة، وبعضهم لمرات عديدة، فأكثرهم ياسر عرفات الذي زار 26 مرة ثم الحسين بن طلال ملك المملكة الأردنية الهاشمية الذي زار المملكة 24 مرة، ثم ضياء الحق رئيس باكستان 16 مرة، ثم الرئيسان السوداني والصومالي اللذان زار كل منهما المملكة 13 مرة، ثم الشيخ زايد رئيس دولة الإمارات العربية الذي زار المملكة 12 مرة، ثم زعيما البحرين وجيبوتي اللذان زار كل منهما المملكة في عهد الملك خالد 11 مرة 2:1035 1072 .
أما في عهد خادم الحرمين الملك فهد أمد الله في عمره، فقد زار المملكة زعماء 65 دولة، منهم من كانت زيارته لمرة واحد، ومنهم من زادت عن ذلك مرات عديدة، متفاوتة الزمن أكثرهم ياسر عرفات الذي زار 44 مرة ثم يليه الملك حسين بن طلال ملك المملكة الأردنية الهاشمية الذي زار 26 مرة، ثم رئيسا باكستان 22 مرة، ثم رئيس جامبيا داوادا جوارا 16 مرة، ثم رئيس بنجلاديش محمد حسين إرشاد 14 مرة، أما الشيخ زايد بن سلطان رئيس الإمارات المتحدة وحسني مبارك الرئيس المصري وحسن بلقيه رئيس بروناي فقد كانت زيارة كل منهم 13 مرة,, وهكذا دواليك 2:1147 1185 .
كما رصد بيانات بالممثليات الدبلوماسية الأجنبية المعتمدة في المملكة، مرتبة بحروف الأبجدية، ومقر السفارة لكل دولة في العاصمة الرياض، وبعضها لها قنصليات في جدة، مع تاريخ اقامة العلاقة، وقد بلغت 97 دولة، منها دول اقامت العلاقة مع المملكة من عام 1344ه وهي: الجمهورية التركية، وروسيا الاتحادية، وجمهورية فرنسا، والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى ومملكة هولندا، وهذه الخمس هي أول من اعترف بالحكومة السعودية التي أرسى دعائمها الملك عبدالعزيز يرحمه الله .
ثم تلاها في الاعتراف واقامة العلاقات: سويسرا عام 1345ه، وألمانيا الاتحادية عام 1347ه، والجمهورية الإسلامية الإيرانية عام 1348ه، عندما كانت ملكية والولايات المتحدة الأمريكية عام 1349ه، والجمهورية اليمنية عام 1350ه عندما كانت ملكية ودولة أفغانستان الإسلامية عام 1350ه وجمهورية ايطاليا عام 1350ه,, وهكذا دواليك 1:181 184 .
أما عن الممثليات السعودية الدبلوماسية في دول العالم، فقد بلغت 71 سفارة، إلى جانب بعض القنصليات في المدن الكبيرة في العالم بأسره، بحسب الأهمية مع بيان مقر السفارة والقنصلية اذا وجدت وتاريخ الافتتاح، وأقدمها انشاءً سفارة المملكة في هولندا، عام 1344ه، ثم سفارة المملكة في اليمن عام 1350ه، ثم في لبنان عام 1349ه مع أن لبنان لم يكن لها تمثيل في المملكة إلا من عام 1363ه كما ذكر في ص 183، ولأن الكتاب الفائدة المرجوة منه عالمياً بالتوثيق الزمني، فقد حرص المؤلف أن يقرن التاريخ الهجري بالميلادي لأنه تاريخ دولي 1:185 187 ,
وللحديث بقية
من المروءات:
ذكر المبرد في كتابه الكامل في اللغة والأدب: أن زياداً قال لحاجبه: يا عجلان إني ولّيتك هذا الباب، وعزلتك عن أربعة: عزلتك عن هذا المنادي، إذا دعا للصلاة، فلا سبيل لك عليه، وعن طارق الليل، فشرٌّ ما جاء به، ولو جاء بخير، ما كنت من حاجته، وعن رسول صاحب الثغر، فإن إبطاء ساعة يفسد تدبير سنة، وعن هذا الطباخ اذا فرغ من طعامه.
وكان زياد يقول: يعجبني من الرجل اذا سيم خُطّة الضيم، ان يقول لا، بملء فيه، وإذا أتى نادي قوم علم أنه ينبغي لمثله أن يجلس، فجلس، واذا ركب دابة، حملها على ما تُحب، ولم يبعثها إلى ما تكره إلى ما يكره.
ويروى عن محمد بن المنتشر قال: دفع إليّ الحجاج: آزاد مرد بن الهربز، وأمرني أن استخرج منه، وأغلّظ عليه، فلما انطلقت به قال لي: يا محمد، ان لك شرفاً وديناً، وإني لا أعطي على القسر شيئاً فاستأدني وارفق بي، قال: ففعلت فأدّى إليّ في اسبوع خمسمائة ألف,, فبلغ ذلك الحجاج، فأغضبه، وانتزعه من يديّ، ودفعه إلى رجل كان يتولى له العذاب فدقّ يديه ورجليه، ولم يعطهم شيئاً، قال محمد بن المنتشر: فإني لأمرّ يوماً في السوق اذا صائح بي: يا محمد: فالتفتُّ فإذا به معرّضاً على حمار، مدقوق اليدين والرجلين، فخفت الحجاج، إن أتيته، وتذممت منه، فملت إليه، فقال لي: إنك وليت من أمري، ما ولي هؤلاء، فأحسنت وإنهم صنعوا بي ما ترى، ولم أعطهم شيئاً، وهنا خمسمائة ألف عند فلان، فخذها منه فهي لك.
قال محمد: فقلت له ما كنت لآخذ منك على معروفي أجراً، ولا لأرزأك على هذه الحال شيئاً، قال: فأما إذا أبيت، فاسمع أحدثك: حدثني بعض أهل دينك، عن نبيك صلى الله عليه وسلم أنه قال: اذا رضي الله عن قوم، أمطرهم المطر في وقته، وجعل المال في سمحائهم، واستعمل عليهم خيارهم، واذا سخط عليهم، استعمل عليهم شرارهم، وجعل المال عند بخلائهم، وأمطرهم المطر في غير حينه.
قال محمد: فانصرفت، فما وضعت ثيابي حتى أتاني رسول الحجاج، فأمرني بالمسير إليه، فألفيته جالساً على فراشه، والسيف منتضىًفي يده، فقال لي: أدنُ فدنوت شيئاً، ثم قال: أُدن، فدنوت شيئاً ثم صاح الثالثة: أُدن لا أبالك.
فقلت: ما بي إلى الدنو من حاجة، وفي يد الأمير ما أرى، فأضحك الله سنّه وأغمد سيفه عني,, فقال لي: اجلس، ما كان من حديث الخبيث؟ فأخبرته الخبر، فلما صرت إلى ذكر الرجل الذي المال عنده، أعرض عني بوجهه، وأومأ إلىّ بيده وقال: لا تسمّه ثم قال: إن للخبيث نفساً، وقد سمع الأحاديث,, ولم يدخل في الاسلام الكامل 1:177 178 .
|
|
|
|
|