| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
لم تكن المرة الاولى ولن تكون هي الاخيرة لمسة الوفاء التي صغتها اسلوبا مؤثراً ترقرقت له دموعنا نحن ابناء المرحوم بإذن الله المربي الشيخ محمد حلمي آل سعيد، فوالله ثم والله أنني كنت على يقين بأنك ستكتب وستعبر عن عميق حزنك لفراق استاذك الذي كان يصفك لي بأنك أفضل من ابنائه الذين هم من صلبه فتباعد المسافات والأزمنة وتربعك على منصب الوزارة لم يؤثر في وفائك ولم يجعلك تنسى ذلك الشيخ الوقور الذي تعتبره مثالا تقتدي به في تربية أبنائك، بل تطبقه على نفسك صحياً وخلقياً,, وكم هو عظيم فخر لنا أنك كذلك.
نعم يا سيدي لقد كنت واثقاً أيما وثوق بأنك ستكتب عن رحيل أستاذك لأنني عرفتك عن بعد,, وسعدت بالتحدث إليك ومنك عن قرب,, عرفتك وفياً لأساتذتك باراً بوالديك أمينا في عملك ونبيلاً في وفائك,, لمست كرمك الفيّاض حين منحتني جزءاً من وقتك الثمين وعرضت على ناظريك الوثائق والصور وهما تراث شرفني والدي الراحل بأن أهتم به,, وعجبت أيما إعجاب وأنت تشير بإصبعك لتعرفني على المواقع وعلى أسماء الطلاب والمسؤولين في تلك الحقبة من الزمان وستزيد صلتي بك إن شاء الله لأنال من معين ذاكرتك حفظه الله.
انك أيها الطيب الوفي تعتبر مرجعا وموسوعة عن والدي رحمه الله، فقد عرفت الكثيرين من أبناء الجيل الحالي عن رجل ربّى وعلّم ثلاثة أجيال وكم هم في حاجة لتعريفهم بماضيهم وبأولئك الرجال الذين أرسوا القواعد وبذلوا الجهود الجبارة في بناء هذا الكيان في زمن كانت تندر فيه الموارد وتقل الامكانات.
يا صاحب الخلق الجميل أتقدم إليك أنا ابن الراحل عن نفسي واخوتي وكل من يمت إلينا بصلة قرب بجزيل الشكر وأسمى آيات العرفان بما قمت به نحو أستاذك رحمه الله، والأفضل من الشكر دعاء من أعماقنا جميعاً أن يسعدك الله في الدارين.
فؤاد محمد حلمي
|
|
|
|
|