| مقـالات
حين رحلت رفية دربه وفرغ المكان حوله، ظل هذا الشيخ الكبير يعاني مرارة الفقد,, فقد الجميع وتفرقهم,,,!.
بيت كبير,, كبير لا يحرك صمته سوى أناته وذكرياته، أولاده كلهم تفرقوا من حوله بأولادهم وزوجاتهم وكأن لا أحد منهم يستطيع فراق بيته,,!.
يهون عليهم أن يفارقوا أباهم ولايرضيهم أن يفارقوا راحتهم وكأنهم سيفقدونها معه,,!.
ما فائدة الأولاد إذاً,,,؟ لكأنه لم ينجبهم، ولو كان كذلك لربما هان عليه الأمر,,؟!.
أين منهم من كان يطوف بأبيه أو أمه على كتفيه,,,؟
ومن ظل طوال الليل يقف على رأسيهما باللبن وأولاده يتضورون جوعاً,,؟.
اين اولئك من هؤلاء,,؟.
يعتصرك الألم وأنت تتذكر هذا الشيخ وقد انحنى ظهره وهو يتدبر شؤونه,,,!.
قد تكون المرأة أقوى على تحمل ذلك من الرجل,.
خاصة إن كان من قبل له هيبة وعنفواناً,.
ليس سهلاً أن يفقد الرجل في هذه السن كل شيء زوجته وأولاده وعمله.
هكذا يفرغ المكان حوله فتأكله الوساوس وتداهمه الأمراض,,!.
وهو بالتأكيد يفضل أن يظل معززاً آمراً ناهياً في بيته على أن يتنقل بين أبنائه وإن كثروا,,,!.
أو يحتاج الى زوجاتهم وقد تكون هذه الزوجة هي المؤثر الأول على الابن في عدم بره بأبيه ما أقساها من لحظات عليك أيها الشيخ وقد فارقت من كانت تملأ حتى فراغك النفسي,,,!.
لتظل ترقب زيارة هذا وأخبار ذاك,,!.
وهم وقد ألهتهم دنياهم عنك يشعروك بثقلك عليهم حتى في هذه,, في مسامرتك والجلوس إليك أواه أيها الأب كانوا حولك كفراخ العصافير يتلمسون قربك وينعمون بدفئك فإذا ما استنبت ريشهم طاروا إلى أعشاشهم وتركوك,,,!.
كم أحنى ظهرك هذا الشقاء كي ينعموا فإذا ما نعموا أشقوك هم,,! مرة أخرى لكأني بهم لايعلمون ان فراقهم التي تُشعل افراحهم الآن، ويكابدون من أجلهم سيطيرون يوماً كما طار آباؤهم,,,!.
فأين وصايا الدين الإسلامي,,؟.
ماذا عن قوله تعالى وبالوالدين إحسانا ؟
اي شيء جعل الأبناء هكذا؟
واي بلادة اوقعتهم في هذا الإثم,,؟
إن ما يؤلم أنه ليس وحده هذا الشيخ يعاني ما أكثرهم أمثاله من رجال ونساء فلا طارق يطرق عليهم إلا ان اشفاق بعض الجيران إن وجد من به إشفاق,,!
دعوة إليكم أيها الأبناء أن ارأفوا بحالكم أولاً قبل والديكم,, ثم تحملوا غضبهم وطباعهم فأنتم أيضاً إن أمد الله تعالى في أعماركم ستكونون كذلك,, وربما أقسى,,!
مرفأ صغير:
هنيئاً لمن برّ بأبيه وأمه وأغدق حنانه عليهما,, ذلك الحنان الذي اغترفه من معينهما.
|
|
|