| العالم اليوم
*القاهرة نيقوسيا مكتب الجزيرة علي السيد د ب أ
اعرب السفير محمد صبيح مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية عن عدم تفاؤله بشأن احراز المفاوضات الجارية بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية في نيويورك نتائج ايجابية لتسوية قضية القدس.
وحذر مندوب فلسطين في تصريحات صحفية امس الاول من انفجار الموقف في منطقة الشرق الاوسط بسبب اصرار اسرائيل على بسط سيادتها الكاملة على الحرم القدسي والبلدة القديمة مشيراً الى رفض المفاوض الإسرائيلي لمقترح فلسطيني لإخضاع مقدسات القدس الشرقية لإشراف وسيادة لجنة القدس المنبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامي.
وكان المفاوض الفلسطيني قد رفض في المقابل اقتراحاً يقضي بإخضاع القدس الشرقية لسيادة مجلس الامن الدولي.
على جانب اخر اتهم تقرير فلسطيني مقدم للجامعة العربية اسرائيل بفرض حراسة عسكرية على جزء من السور المحاذي للمسجد الاقصى، من جهة باب الحديد وسط حي سكني اسلامي يسمى رباط الكرد ويضم عدة مبانٍ مملوكية يعود تاريخها الى 500 عام وتشرف عليها دائرة الاوقاف الإسلامية.
ويعتبر هذا الاجراء خطوة تمهيدية لتنفيذ مشاريع ترميم وتوسيع باحة البراق والمناطق المحيطة بها وفق خطة اعلنت عنها وزارة الاديان الاسرائيلية وباشرت تنفيذها مؤخراً ويأتي هذا التطور الخطير بمثابة ابتزاز اسرائيلي واضح للمفاوض العربي في المباحثات الجارية بشأن القدس.
وتكشف تفاصيل هذه الخطة عن اشتراك سبع وزارات اسرائيلية مع بلدية القدس في تقاسم تمويل تكاليف توسيع وترميم حائط المبكى والمناطق المحيطة, وتكاليف هذا المشروع تقدر بنحو 45 مليون شيكل، تدفع وزارة الاديان منها 15 مليون شيكل، وتساهم البلدية بجزء اخر من صندوقها الخاص.
وتشتمل الخطة على إنشاء مصلى جديد لليهود، ومركز عصري للزوار وصفوف لتعليم التوراة، وكذلك توسيع ساحة المبكى بما يتيح لنحو 40 الف زائر يهودي الصلاة فيه في آن واحد، إضافة الى انشاء مواقف للسيارات وأماكن ترفيه.
وما تزال المجموعات اليهودية المتطرفة كما يوضح التقرير الفلسطيني تواصل اداء صلواتها في المكان وتتحرش بالسكان بعد ان اقتلعت البوابة الحديدية القديمة التي كانت قائمة علىمدخل الحي.
وينوه التقرير الفلسطيني في هذا الصدد، بماحدث في الذكرى الثلاثين لسقوط المدينة تحت الاحتلال, حينما قامت مجموعات يهودية متطرفة يقدر عددها باكثر من مائة متطرف بمحاولة لاقتحام الحرم القدسي من عدة مداخل: سوق القطانين, وباب الاسباط, وباب الملك فيصل للصلاة في باحته لولا يقظة الحراس الفلسطينيين وتصدي المصلين لهؤلاء المتطرفين.
وتنتمي هذه المجموعات التي يتزعمها الحاخام العنصري المتطرف غرشون سلمون إلى حركتي امناء جبل الهيكل و حي وقائم المتعصبتين اللتين تنطلق في نشاطاتهما من اسس ايديولوجية عنصرية وعدائية تجاه ماهو ليس يهودياً حتى لوخالف تعاليم الديانة اليهودية, والدليل على ذلك ان الحاخامية الكبرى في اسرائيل حظرت مراراً صلاة اليهود في ساحات الاقصى، حيث اكد الحاخام الياهوباكش كبير الحاخاميين السفارديم على ان التقليد الديني اليهودي يحظر على اليهود الصلاة هناك،ودعا الى احترام المكان وعدم التوجه اليه، وقد أيده في ذلك كبير حاخامي الاشكناز اسرائيل لو.
وتمنع الحاخامية الكبرى الصلاة في المكان خشية ان تطأ اقدام المصلين موقع مايسمونه,, قدس الاقداس الذي لم يعرف موقعه بالتحديد وهو اقدس مقدسات هيكل سليمان المزعوم.
ولكن بالرغم من هذا الحظر فإن مجموعات المتطرفين تحاول باستمرار اقتحام الحرم القدسي كما لاتخفى النية في طرد المصلين المسلمين وإعادة بناء هيكل سليمان المزعوم,.
وقال احد المسئولين عن اللجنة المقدسية التي تراقب اعمال الحفر الإسرائيلي في محيط الحرم القدسي الشريف ان لجنته اكتشفت بالادلة المثبتة بالصور الفوتوغرافية وافلام الفيديو هذه الحفريات التي تهدد اساسات الحرم الشريف.
وكانت الصحافة الاسرائيلية قد اوردت على لسان مايسمى بمدير سلطة الاثار الإسرائيلية قوله ان الحفريات هذه ستمتد غرب حائط البراق الى نحو كيلومترين مربعين من نقطة بدئها وصولاً الى باب العمود في مسارين يشكلان تفرعاً لطريقين قديمين، ولاهمية ذلك فإن العمل يجري حالياً على مدار الساعة.
ويقول التقرير الفلسطيني نتيجة للحفريات الاسرائيلية المتواصلة فقد باتت البلدة القديمة من القدس مهددة بالدمار واصبحت الان وكأنها معلقة على ماتبقى من جسورها القديمة الضخمة.
كما ذكرت التقارير امس الاول ان الولايات المتحدة قد تقدمت باقتراح بمرابطة قوات من الامم المتحدة في الأماكن المقدسة وإعطاء مجلس الامن الدولي السيادة الاسمية عليها وان الاقتراح يلاقي قبولا مبدئيا من جانب اسرائيل والفلسطينيين.
وقالت جريدة يديعوت احرونوت ان الاقتراح الذي طرح في اليومين الاخيرين على طاقم المفاوضات الاسرائيلي برئاسة شلومو من عامين يقضي بتسليم السيادة في الحرم الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة، وتودع المسئولية على النظام في الحرم بيد جنود من الدول الاعضاء في المجلس.
وقال التقرير الذي نقلت نشرة المصدر ترجمة عربية له انه طبقا للاقتراح سيتم الحفاظ على الوضع الراهن الحالي بشأن المسئولية على الاماكن المقدسة في الحرم، اي ان الاماكن المقدسة الاسلامية وفي مقدمتها المسجد الاقصى تكون تحت المسئولية الادارية للفلسطينيين فيما يبقى الحائط الغربي والمنطقة المجاورة له تحت مسئولية اسرائيل,واضاف التقرير ايضا ان الاقتراح الجديد يبحث ايضا في قنوات الحوار المباشرة بين الادارة الامريكية وبين الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي يطرح اقتراحات ابداعية في مسألة القضية ، على حد تعبير مصدر مقرب من المفاوضات، بهدف ايجاد حل في الموضوع.
ويجري رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك اتصالات هاتفية مكثفة في الموضوع مع الرئيس الفرنسي ومع نظيره الفرنسي ليونيل جوسبان.
وقال مصدر سياسي كبير ان اسرائيل تدرس بإيجابية الفكرة الامريكية مضيفا ان ثمة أسساً إيجابية في الاقتراح يمكن ان تشكل قاعدة لاحداث انطلاقة في المفاوضات ولم يعقب الفلسطينيون رسميا على الاقتراح بعد, الا انه كان قد نقل عن فيصل الحسيني المسئول عن ملف القدس قوله اثناء اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة الاسبوع الماضي مطالبته بمرابطة قوات من الامم المتحدة في القدس,ونقلت مجلة روز اليوسف التي تصدر في القاهرة عن فيصل الحسيني قوله إننا نقترح ان تكون هناك قوات للامم المتحدة تراقب تصرفات كل منا حتى لاتتعرض مقدسات أحدنا الى اي خطر وحماية من التصرفات غير المسئولة من بعض المتطرفين من الجانبين .
كما نقلت المجلة عن الحسيني قوله إنه كان يعاني كفلسطيني لمدة 33 عاما وهو يمارس طقوسه الدينية في الحرم الشريف تحت السيادة الاسرائيلية وبالتالي لن يقبل ان يمارس اليهود طقوسهم الدينية تحت السيادة الفلسطينية، وعلى هذا الاساس هناك اقتراح بان يكون هناك تبادل حول هذه النقطة بان يسمح لليهود بالسيطرة على اماكن العبادة اليهودية في القدس الشرقية مقابل ان تشرف فلسطين على الاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية بالقدس الغربية ,واضاف التقرير نقلا عن الحسيني انه سيتم كذلك دخول اليهود الى حائط المبكى في القدس الشريف من كافة الطرق سواء من خارج اسوارها او من داخلها وان تظل الحدود مفتوحة بيننا إلا في المناسبات الدينية الخاصة من اعياد فيدخلون الىحائط المبكى من خارج المدينة وعبر الحي اليهودي .
|
|
|
|
|