| عزيزتـي الجزيرة
روضة الصمان وعطر الخزامى وثغر الأقحوان ونسيم الليل الناعس الوسنان.
وصفاء الليل وشهد النخيل ومسرح الوجد وتغريد البلبل الولهان.
محبوبة الشعراء ووجهة الأمراء تلك هي (نجد) التي قال عنها الدكتور عزام صاحب (مهد العرب):(نجد الفيحاء الخضراء، ذات الأودية والمروج، والقرى والحدائق,,)
ونجد في اللغة كل ما ارتفع من الأرض,.
وهي منطقة تمتد من صحراء الربع الخالي جنوبا حتى صحراء النفود شمالا ومن الحجاز غرباً إلى الأحساء شرقا وفي حدودها عدة أقوال متقاربة.
قال عنها الالوسي صاحب (تاريخ نجد):
(إن نجدا من أحسن أقطار الأرض العربية، وأعدلها مزاجا، وأرقها هواء، وأعذبها ماء، وأخصبها أرضاً، وأنبتها أزهاراً ونباتاً، أوديته كالرياض، وأغواره كالحياض,,)
ذُكرت نجد في عدة كتب لرحالة عرب وأوروبيين:
فقد وصف الرحالة المؤرخ ابن بطوطة أرض نجد التي مر بها عند توجهه للعراق بعد أدائه لفريضة الحج بقوله:
(وهو بسيط من الأرض مد البصر، فتنسمنا نسيمه الطيب الأرج,,)
وقد كتب عن كل أو بعض منطقة نجد غير واحد من الرحالة الأوروبيين بمختلف الدوافع والأهداف منهم الدنمركي (باركلي رونكيير) في رحلة على ظهر جمل قادما من الكويت عند مروره ببعض مدن المنطقة والانجليزية (آن بلنت) في كتابها (رحلة إلى بلاد نجد) والمقيم البريطاني في منطقة الخليج الكولونيل (لويس بلي) في كتابه رحلة إلى الرياض.
هذه نجد في ذاكرة التاريخ فما هو حالها في ذاكرة الأدب؟
لم يهتم الشعراء بذكر اي موضع كاهتمامهم بذكر (نجد)، كما أشار إلى ذلك صاحب معجم البلدان.
وقد تردد ذكر (نجد) في كتب الشعر والأدب القديم منها والحديث بصورة يصعب بسطها في مقالة أدبية واحدة إلا أننا سنتعرض للاشارة إلى بعضها ومنها ما ذكره أبو عبدالله التغلبي المشهور (بابن الخياط) بقوله:
خذا من صبا (نجد) أمانا لقلبه فقد كاد رباها يطير بلبله وإياكما ذاك النسيم فإنه متى هبَّ كان الوجد ايسر خطبه |
ويصف أحد الشعراء (دوسر بن ذهيل ويقال: انه من بني يربوع) حال الغربة التي يعيشها وحنينه إلى قومه مقارنة بحنين ناقته الى أوطانها بقوله:
وحنَّت قَلوصي من عَدانَ إلى (نجد) ولم ينسها أوطانها قدم العهد وان الذي لاقيتِ في القلب مثله إلى (آل نجدٍ) من غليل ومن وجد |
ولقد قام الباحث السعودي محمد الحمدان بجمع كل أو جل ما قيل عن نجد من شعر ونثر في كتاب سماه (صبا نجد) ومما حواه الكتاب من شعراء العصر الحديث قصيدة للأستاذ الفاضل الشيخ أحمد فرح عقيلان ومنها قوله
الهوى والجمال والشعر (نجد) حيِّ (نجدا) مربعاً وقبيلا فيه غنى قيس أغاريد ليلى فاستهامت كُثير وجميلا |
وهذا حافظ إبراهيم يخاطب أمير الشعراء بقوله:
فغن ربوع النيل واعطف بنظرة على ساكني النهرين واصدح وأبدع ولا تنس (نجدا) إنها منبت الهوى ومرعى المها من سارحات ورتع |
أما ذكر (نجد) في الشعر النبطي أو الشعبي فأمره يطول ولا مجال للحديث عنه في هذا المقالة القصيرة.
إبراهيم الهطلاني إدارة التعليم بجدة التعليم الموازي
|
|
|
|
|