| متابعة
افتتح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني أمس الأول مركز خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود الثقافي الاسلامي في العاصمة الأرجنتينية بيونس ايرس بحضور فخامة الرئيس الأرجنتيني الدكتور فرناندو دي لاروا وفخامة الرئيس الأرجنتيني السابق كارلوس منعم.
ولدى وصول سمو ولي العهد الى مقر المركز بعد عصر أمس الأول بتوقيت بيونس أيرس كان في استقباله معالي وزير الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وسفير المملكة في الأرجنتين عدنان بغدادي وعدد من المسؤولين في المركز ووزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد.
وفور وصول سموه أدى ركعتين في المسجد المقام ضمن المركز بعدها استقبل فخامة الرئيس الأرجنتيني في بهو المركز واستمعا الى شرح على مجسم المركز لكامل المشروع.
إثر ذلك ازاح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بمشاركة الرئيس الأرجنتيني الدكتور فرناندو دي لاروا الستار عن اللوحة التذكارية للمركز.
وقال سموه: بسم الله الرحمن الرحيم وعلى بركة الله وان شاء الله يكون مركز حق وعدل للاسلام والمسلمين والعرب ويفيد كل انحاء الأرجنتين وشكرا لهم,, وشكرا.
ثم توجه سمو ولي العهد وفخامة الرئيس الأرجنتيني الى قاعة الاحتفالات بالمركز حيث بدأ الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة بآيات من الذكر الحكيم.
ثم ألقى الشيخ محمد محيى الدين القادري كلمة الجالية الاسلامية رحب فيها بصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في زيارته للأرجنتين وافتتاحه مركز خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود الثقافي الاسلامي وحيا خادم الحرمين الشريفين.
وقال: ان هذه المبادرة الطيبة وهذا العمل الصالح يشهد له عند ربه كلما علا صوت الحق مدويا من مأذن هذا المسجد الكبير الذي علت قبابه وارتفعت مآذنه والذي سوف يظل مدى الدهر شاهدا على ما لكم من أياد بيضاء وشهامة ووفاء.
وأضاف يقول: والجالية العربية الاسلامية تشعر باعتزاز كبير وهي ترى هذا الصرح الاسلامي الكبير وهي واثقة من انه أنشىء لينير معالم الطريق الحق وسوف يفتح أبوابه أمام كل من يريد الدراسة والتعرف والبحث عن حقائق الدين والحضارة العربية الاسلامية.
ومضى قائلا: نحن واثقون من أن مركزنا هذا سوف يحقق الكثير بحول الله لصالح الجالية العربية الاسلامية لتوضيح أسس ومبادىء الدين الاسلامي الحنيف وارشاد المسلمين وتوجيههم لما فيه خيرهم وصلاحهم وتربية أبنائهم وتعليمهم القرآن الكريم واللغة العربية للحفاظ على الهوية العربية الاسلامية بالاضافة الى ما سوف يقدمه للدراسين والباحثين دون استثناء من مصادر البحث والعلم بالكتب والنشرات الدراسية العلمية المترجمة للغة البلاد في مجالات متعددة وسوف يقوم بتأدية رسالته السمحة لدين ينادي بالمحبة والسلام والأخوة والمساواة والعدالة منذ أكثر من 1421ه عام.
بعد ذلك ألقى المهندس المشرف على المشروع زهير فايز كلمة رحب فيها بسمو ولي العهد وبفخامة الرئيس الأرجنتيني.
ووصف هذا المركز بأنه منبر اسلامي حظي بتوفيق من الله بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وإخوانه الكرام.
ونوه بما وجده المشروع من تشجيع من حكومة الأرجنتين بقيادة فخامة الرئيس الدكتور فرناندو دي لاروا.
وأشار الى ان المركز أقيم على أرض مساحتها تتجاوز ثلاثة وثلاثين ألفا وسبعمائة متر مربع بلغت مساحة المباني منها 19500 متر مربع تحتوي على مسجد يتسع لألفي مصل منهم 500 سيدة ويبلغ ارتفاع مئذنتيه 48 مترا وتغطيه قبة قطرها عشرون مترا وارتفاعها يزيد على 23 مترا.
كما يحوي المركز سكنا للإمام وآخر للمؤذن وبه مدرسة تتسع لسبعمائة طالب وطالبة قابلة للتوسع في المستقبل 1400 طالب وطالبة كما يشمل المركز أقساما داخلية سعتها تتجاوز 120 طالبا وطالبة قابلة للتوسع الى الضعف كما يحتوي المركز على قاعة متعددة الأغراض كالمحاضرات والندوات تتسع لستمائة شخص مع مركز للمعارض بمساحة تتجاوز 800 متر مربع ومكتبة الى جانب مساحات للادارة ومطعم للطلبة والطالبات وساحات خارجية ومناطق خضراء.
بعد ذلك ألقى معالي وزير الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد كلمة قال فيها: انه ليوم شكر لله وثناء عليه ويوم سرور وحبور أن يكون في جولة الخير رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود افتتاح مركز خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود الاسلامي الثقافي ليكون أذانا واعلانا لبدء أدائه لرسالته الاسلامية والثقافية في عمارة مسجده بذكر الله وانطلاق المهمة الثقافية والتعليمية لهذا المركز نافعا للأرجنتين في مختلف المجالات بعد أربعة أعوام من وضع الأمير عبدالعزيز بن فهد لحجر الأساس في يوم الجمعة 25 ربيع الأول 1417ه الموافق 9 أغسطس 1996م.
وأضاف: لقد أرسل الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بدين الاسلام الذي أساسه التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله وتطبيق الكتاب والسنة وشع ذلك وانتشر في أرض الله جميعا وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين .
وأوضح ان الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله مأواه عندما أقام المملكة العربية السعودية أقامها على الاسلام الصحيح من منبعه الصافي فجعل رايتها لا إله إلا الله محمد رسول الله لتكون كلمة التوحيد أساس توحيد الكلمة وجعلها لأول مرة في التاريخ الحديث معتمدة على الوحي الإلهي كتاب الله العظيم إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم فحقق الله له ما تمناه وما زال المسلمون داخل المملكة وخارجها يتفيؤون ظلال هذا البناء العظيم.
وأشار الى ان هذا المركز الاسلامي الثقافي المتميز ثمرة من ثمرات المبادىء الثابتة والسياسة الراسخة أراد له خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أن يكون عونا للمسلمين في صلتهم بربهم ومحافظتهم على دينهم وثقافتهم وتاريخهم.
وقال: ان اهتمامكم يا سمو الأمير بهذا المركز ورعايتكم له ليؤكد عمق الهم الاسلامي الذي تحملونه للمسلمين أينما توجهتم وان المراكز الاسلامية تبعث في روح المسلمين الطمأنينة وتزيدهم صلة بربهم مما يعطيهم الأمان والايجابية في البلد التي يعيشون فيها.
وبيّن الشيخ صالح آل الشيخ ان هذا المركز يحتوي أيضا على القسم الثقافي الذي يشمل قاعة المحاضرات والمكتبة وقاعة الحوار واللقاء وسيكون بعون الله مركز تواصل مع العلوم الإسلامية والثقافة العربية لئلا ينقطع الناس عن ماضيهم وتاريخهم ولكي يطلع كل مهتم بالثقافة على ما لدينا ونحن فخورون بما لدينا وسيجدون فيه عبق التاريخ وأصالة المعاصرة.
وتوجه معاليه باسم كل مهتم بأمور المسلمين بالشكر العاطر لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز على إنشائه لهذا المركز الكبير الذي يعد أكبر مركز إسلامي في الامريكتين ولسمو ولي عهده الأمين على هذه الرعاية والاهتمام بإنهاء المركز.
كما شكر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز على متابعته الدائمة والدقيقة لبناء هذا المركز بعد ان وضع حجر أساسه وللحكومة الأرجنتينية على تيسير كل العوائق في سبيل انهاء هذا البناء وبدء عمله ولفخامة الرئيس السابق كارلوس منعم الشكر على تبرع الحكومة الارجنتينية آنذاك بالأرض المتميزة لإقامة المركز ولكل من أسهم في اقامة هذا المركز وخص بالشكر منهم الشيخ إسماعيل أبو داود وسفير المملكة السابق فؤاد ناظر وللعاملين في السفارة وزملاءه في الوزارة.
ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الكلمة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الهادي الأمين وآله وصحبه أجمعين.
أيها الحفل الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.
كم أنا سعيد أن أشهد اليوم حفل افتتاح هذا الصرح الحضاري مركز الملك فهد الثقافي الإسلامي الذي تم بحمد الله وفضله تشييده وأصبح جاهزا للقيام برسالته السامية.
ان هذا المركز ليس مسجدا فحسب، بل هو مركز اشعاع حضاري وثقافي يجسد حرص خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وحكومة وشعب المملكة العربية السعودية على خدمة ورعاية المسلمين في كل انحاء العالم ويجسد في الوقت نفسه حرص حكومة الارجنتين على التسامح ونبذ التعصب والانفتاح على كل الأديان كما هي سماحة الإسلام وتوجهاته.
وفي الختام أتقدم بجزيل الشكر والامتنان لحكومة الارجنتين على كل ما بذلته وما ساهمت به لإنجاز هذا المشروع الهام الذي يؤكد الانفتاح والتواصل الحضاري والثقافي بين الارجنتين والعالمين العربي والإسلامي، كما لا يفوتني أن أشيد على نحو خاص بجهود فخامة الرئيس السابق كارلوس منعم ودعمه المشكور لإنشاء هذا المركز.
ونسأل الباري جل جلاله ان ينير بصائرنا ويلهمنا رشدنا ويصبغ علينا جميعا فضائل التراحم والتسامح والتآخي التي هي رسالة الأديان السماوية، انه نعم المولى والنصير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد ذلك ألقى فخامة الرئيس الارجنتيني الدكتور فرناندو دي لاروا كلمة بهذه المناسبة قال فيها ابتداء من هذه اللحظة ستفتخر مدينتنا بأن يكون فيها صرح ثقافي وديني يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز .
منوها بجهود سفير خادم الحرمين الشريفين السابق لدى الارجنتين فؤاد ناظر.
وأشار الى ان حجر الأساس لهذا المركز وضع في أيام الدكتور كارلوس منعم الرئيس السابق للجمهورية الارجنتينية.
وقال: إذا كنا اليوم نفتتح هذا المركز في عاصمة البلاد فإن ذلك سيعد افتخارا لنا .
وأضاف ان هذا المركز سيكون تعبيرا لعقيدة عدد من المسلمين الذين يفوق عددهم الملايين في مختلف بقاع المعمورة.
وقال: ان هذا المركز الذي شيد على نفقة خادم الحرمين الشريفين أراد منه خادم الحرمين الشريفين ان يكون منطلقا يجتمع فيه المسلمون لأداء شعائرهم الدينية فإننا نعتبره كذلك اشعاعا على مستوى القارة الأمريكية .
ونوه بالاسهام العربي الإسلامي في كافة الفنون مشيرا الى ان الجالية العربية الإسلامية في الارجنتين رغم تنوعاتها تسعى للحوار.
وقال: ان جذورنا في الارجنتين متعددة ونحن نفتخر بذلك لأن ذلك يساعد على تطور هذه البلاد وغناها .
وقال: ان الدين ينادي بالحب والسلام ومحبة الله كما ان القانون الإلهي يحتم علينا ان نحترم حقوق الإنسان مهما كان نوعه والدستور الوطني في هذه البلاد ينص منذ اليوم الأول الذي وضع فيه على احترام الأديان والأشخاص ونحترم المهاجر وعقيدته ونضمن له مسيرته في هذا البلد ليعمل من أجله .
وأضاف: ان الارجنتين تفتخر بأنها تسمح لجميع العقائد بأن تعرف بدينها وان تعمل على توعية أفرادها وان تدعو لها بالطريق الحسن .
وقال: ان هذا المركز الذي ندشنه اليوم ونفتح معالمه يبين بوضوح اننا مستعدون للعمل على رفاهية الإنسان وصالحها .
ووجه فخامة الرئيس فرناندو دي لاروا شكره العميق لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز على لفتته الكريمة وعنايته بمشاركة فخامته بحضور هذا الاحتفال .
وقال: انني متأكد يا صاحب السمو من انكم سترفعون إلى أخيكم خادم الحرمين الشريفين صدى وآثار هذا الاحتفال العظيم وترفعون إلى مقامه السامي الآمال التي نعلقها على هذا المركز الديني ليكون مركزا ثقافيا كذلك, كما نرجو ان يكون مركز حوار واجتماع لصالح البشرية .
إثر ذلك اختتم الحفل ثم ودع سمو ولي العهد فخامة الرئيس الدكتور فرناندو دي لاروا.
بعدها غادر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز مقر المركز مودعا بالحفاوة والتكريم.
وقد حضر الاحتفال الوفد المرافق لسموه والرئيس الارجنتيني السابق كارلوس منعم وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين في الحكومة الارجنتينية وعدد من سفراء الدول العربية والإسلامية وأعضاء السلطة الوطنية والمحلية والنواب الوطنيون والاقليميون ونواب المدينة.
|
|
|
|
|