|
| متابعة
أكد كارلوس بستانا ما سيدو القائم بالأعمال الفنزويلي في المملكة على أهمية زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني لجمهورية فنزويلا كونها ستمثل فرصة كبيرة لتطوير العلاقات الثنائية اضافة إلى أهمية مشاركة سموه في القمة الثانية لدول منظمة أوبك للثقل السعودي الكبير في مجال إنتاج البترول في العالم.
واضاف ماسيدو في حديث اجرته الجزيرة معه ان بلاده تساند الجهد الذي تبذله المملكة لدعم عملية سلام في المنطقة.
وقال إن قمة كاراكاس المقبلة ستعزز دور الأوبك ولصالح الدول المنتجة والمستهلكة للبترول معا في العمل على تأسيس سوق عادل نافع للمنتجين والمستهلكين.
وأكد ان فنزويلا تشعر بعرفان الجميل نحو المملكة التي وقفت معها في محنتها أثناء تعرضها لكارثة الانهيارات الطينية والفياضانات ولذلك فقد حرص الرئيس هيجو شافيز على ان تكون المملكة العربية السعودية أولى الدول في زياراته للدول الأعضاء بدول منظمة الاوبك وجاء سؤالنا الأول للقائم بالأعمال الفنزويلي ماسيدو:
* من المعروف أن الزيارة الرسمية التي يقوم بها سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لبلادكم لحضور اجتماعات القمة الثانية لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وتأتي بعد زيارة الرئيس هيجو شافيز ومباحثاته بشأن تجارة النفط في السوق العالمية إلى جانب علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين الصديقين فما النتائج التي ستفرزها هذه الزيارة؟
زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله لها عدة أبعاد، ففي البداية سمو ولي العهد يحضر بدعوة رسمية من الرئيس شافيز خلال زيارته للمملكة العربية السعودية في السابع والثامن من أغسطس الماضي.
ونحن نتشرف بزيارة الأمير عبدالله والتي سيتم خلالها مناقشة ليس فقط الأمور والشؤون المتعلقة بقمة الاوبك، بل كل الأمور التي تخص العلاقات المشتركة بين البلدين.
واعتقد انه في هذا الوقت توصل البلدان فنزويلا والسعودية إلى فهم مشترك لأهمية ان تكون هناك مجالات تعاون أخرى غير النفط فهناك سعي لاكتشاف وإيجاد مجالات تعاون جديدة.
وكذلك فإن فنزويلا والمملكة مهتمتان بموضوعات كثيرة خاصة الأمور المرتبطة بحقوق الإنسان والتنمية وتدفق رأس المال العالمي والكثير من الشؤون العالمية الأخرى.
ولهذا فستكون الزيارة فرصة يستغلها كلا البلدين لتطوير التعاون بينهما.
* حسب توقعكم ما الموضوعات الأكثر أهمية في نظركم التي تتوقعون ان يتم التركيز عليها في المباحثات بين الرئيس شافيز وسمو ولي العهد، سواء كانت على صعيد التعاون الدولي في مجال تجارة النفط أو على صعيد التعاون الثنائي بين البلدين؟
تعتبر زيارة سمو ولي العهد لكراكاس جداً مهمة خاصة في مجالات التعاون الاقتصادية والتجارية مع المملكة اذ نتوقع ان يتم توقيع اتفاقية للتعاون تفتح الباب للتعاون، بمعنى انه يمكن إنشاء لجان لمتابعة المباحثات وجعلها أقرب وأقرب.
فزيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز كأعلى ممثل لمملكة تترجم الدعم للسياسة المفتوحة ولذلك أظن ان هذا هو احد أهم النقاط التي يجب ذكرها.
* هل يمكن إذا تفضلتم، ان تعطونا فكرة عن الخلفية التاريخية والسياسية والاقتصادية والثقافية لعلاقات البلدين؟ أيضا ما هي رؤيتكم لمستقبل العلاقات في ضوء هذه الخلفية؟
بدأت العلاقات بين المملكة وفنزويلا في العام 1952م، ومنذ ذلك التاريخ لعبت فنزويلا والسعودية أهم الأدوار بين الدول المنتجة للنفط لبناء ما يعرف حاليا منظمة الأوبك OPEC, وعلينا ان نتذكر أن منظمة الاوبك انشئت على يد السعودية وفنزويلا, ومن هذا المنطلق فإن السيد الفنسو الذي يعتبر أحد رواد تجارة النفط في فنزويلا هو الشخص الذي أخذ على عاتقه تصميم خطة العمل التي سلكتها التنمية في بلادنا ولكن هناك شؤون أخرى بخلاف النفط يجب على البلدين التركيز عليها, وأظن انه حان الوقت لإبعاد روابط اقتصادية أقوى.
فسيتم مناقشة ليس فقط الأمور والشؤون الخاصة أو المتعلقة بالمملكة والتي نحترمها كثيرا، بل أيضا أمور خاصة بدول الشرق الأوسط ودعم السلام والأمن في كل المنطقة والتي نعرف الدور الكبير الذي تلعبه المملكة العربية السعودية فيها.
فعندما انعقدت قمة السلام في الشرق الأوسط أكد الرئيس شافيز دعم فنزويلا الكامل لعملية السلام في الشرق الأوسط, وكذلك للدور الذي لعبته المملكة في العملية السلمية.
* ما هو في تقديركم مستقبل الأوبك OPEC؟
مع بداية عام 1999م ظهر إلى الوجود منظور جديد للأوبك واعتقد انه بعد قمة كاراكاس التي ستعقد في شهر سبتمبر القادم ستقوى الأوبك وستبحث عن المنفعة ليس فقط للمنتجين، بل للمنتجين والمستهلكين، لأن ما تطمح المنظمة لإيجاده هو سوق عادل نافع للمنتجين والمستهلكين, فيجب ألا ننسى ان معظم الدول المستوردة أو المستهلكة يعتمد اقتصادها على النفط وكذلك اقتصادنا نحن يعتمد على ما نستورده من مواد ومنتجات استهلاكية من تلك الدول (الدول النامية).
لذلك أو لهذا السبب نحن نبحث عن هذا النوع من الثبات في السعر الذي يجب ان يكون عادلا ونافعا للمستهلكين والمنتجين.
كما انه يجب ألا ننسى ان دولنا (الدول المنتجة للنفط) هي دول نامية فيها زيادة ملحة ونامية لرأس المال وللتنمية ولأشياء كثيرة, والطريقة الوحيدة التي نتمكن بها من النجاح هي دعم ثبات أسعار النفط ونسبة الإنتاج والاستهلاك أي الثبات في كل المستويات.
* ما هو تثمينكم لسياسات المملكة الإقليمية الدولية لخدمة الأمن والسلام الدوليين وتقديم المساعدات للمحتاجين في الظروف الإنسانية كالجفاف والمجاعة والنزاعات المسلحة؟
لعبت المملكة العربية السعودية دوراً مهما في دعم الدول النامية واعتقد ان كل المجتمع الدولي قد لاحظ الاحساس والرقة التي تتمتع بها حكومة السعودية، وسأعطيك مثالا بسيطا: ففي ديسمبر الماضي عانت فنزويلا من أسوأ حالات الكوارث على مستوى العالم وأسوأ كارثة في أمريكا والتي هلك فيها 50 ألف شخص ودمرت ولاية كاملة في بلادي.
ومباشرة تلقينا دعم المملكة العربية السعودية، ليس فقط الدعم المعنوي والذي يعتبر مهما جداً، بل إن المملكة ارسلت في الحال طائرتين محملتين بالمعونات الطبية والغذائية وغيرها.
واعتقد ان هذا هو أحد الأسباب التي تجعل فنزويلا تشعر بعرفان الجميل نحو المملكة.
ولذلك تعتبر السعودية نموذجا رائعا في تقوية علاقاتنا الخارجية, فعندما زار الرئيس شافيز الدول الأعضاء في منظمة الأوبك كانت السعودية الدولة الأولى، حيث أراد ان يلاحظ أهمية المملكة بالنسبة لفنزويلا ليس فقط في علاقتها بمنظمة الأوبك بل ايضا في علاقات فنزويلا الدولية.
* ما هو تثمينكم لتجربتكم الشخصية في العمل بالمملكة والحياة في عاصمتها الرياض؟
لم يمض علي هنا سوى ستة أشهر، ولكننا نتوقع حضور سفيرنا في المملكة في الشهر القادم ربما بعد قمة الأوبك وهو متخصص في مجال النفط وسيكون له تأثير وأعمال مهمة هنا، أما من جهتي فأنا أعتبرها تحدياً كبيراً لأننا نكتشف قنوات جديدة لعلاقاتنا وأعمالنا فنحن نهدف إلى تشجيع التجارة بين البلدين وفي نفس الوقت نحاول ان نشجع مجموعات المستثمرين السعوديين للذهاب إلى كراكاس كممثلين للمملكة، لأنه على الرغم من ان التعاون بين المملكة وكراكاس يرجع إلى عام 1952م فأنا أعتقد ان البلدين ما زالا يكتشفان بعضهما لذلك فنحن نحاول ان نرفع من مستوى معرفة فنزويلا في المملكة وكذلك الرفع من مستوى ما يعرف عن المملكة في فنزويلا ولذلك فنحن هنا نعتبر أنفسنا قناة مفتوحة تعمل لتحقيق هذا الهدف.
* ما هو موقف بلادكم من التطورات الراهنة لعملية السلام في الشرق الأوسط؟
فنزويلا أيدت طوال الوقت حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني فنحن نتعاطف مع الشعب الفلسطيني ولكننا في نفس الوقت دولة صديقة لكل دول الشرق الأوسط فنحن نرى ان الحل يجب ان يكون عن طريق المفاوضات بإرسال وفود سياسية من كلا الطرفين, فنحن نعرف الدور الذي تبذله المملكة في دعم المسيرة السلمية والذي بدوره سيسرع بإيجاد حل نهائي للمشكلة, وأؤكد أن فنزويلا لها علاقات جيدة مع كل الدول بالشرق الأوسط، وسنبذل كل ما يمكن لإيجاد حل لهذه المشكلة.
* ما رأيكم بالعلاقات الحالية بين المملكة وفنزويلا؟
اعتقد ان العلاقات بين المملكة وفنزويلا هي الآن في أفضل ما يمكن، وأعتقد أنه يجب ان نستغل ذلك فلقد وصلنا أخيراً لفهم معنى التوافق والتكامل بين الدول كما في حالة فنزويلا والمملكة واعتقد أنه في الأيام القادمة ستكون العلاقات ممتازة.
* هل ستتركز المباحثات خلال زيارة سمو ولي العهد إلى بلادكم على موضوع الأوبك وتجارة النفط فقط؟
لا ، لا أعتقد ان هذا الموضوع سيكون هو الوحيد، ربما هذا هو السبب الرئيسي للدعوة الموجهة لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، ولكن زيارة سمو ولي العهد يجب ان تفهم من منظور الزيارة المكوكية التي يقوم بها سمو ولي العهد لدول أمريكا اللاتينية (البرازيل، الأرجنتين، ثم فنزويلا),.
صحيح أنني لا أستطيع التحدث بالنيابة عن الحكومة السعودية ولكن بالطبع ستكون الزيارة فرصة لزيادة أطر التعاون, فقد تحدثت مع بعض المسؤولين في وزارة التجارة هنا بالمملكة وأكدوا لي أنهم سيعقدون لقاءات مع نظرائهم في فنزويلا خلال زيارة سمو الأمير عبدالله إلى هناك، فهذا يشير بوضوح إلى وجود مواضيع أخرى للنقاش.
* كيف ترون قرار مجلس الوزراء بفتح الباب للاستثمارات الأجنبية في السعودية وما مدى تأثير هذا على العلاقات بين البلدين؟
أعتقد أن المملكة العربية السعودية بدأت تدرك ما هية التجارة العالمية وتأثير التجارة العالمية عليها، هناك بعثة سعودية ستتجه لفنزويلا وفي نفس الوقت هناك وفد تجاري فنزويلي سيزور المملكة، لذلك أعتقد ان المملكة توجد الجو المناسب لضمان نمو تجاري قوي وهذا في الحقيقة يساعد كثيراً في النمو الاقتصادي للبلاد.
|
|
|
|
|
