|
| الاقتصادية
الرياض الجزيرة
واصل مجلس مجمع الفقه الاسلامي الدولي عقد جلسات دورته الثانية عشرة بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالرياض التي تستضيفها وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد، حيث عقد جلسته الخامسة صباح اليوم الثلاثاء الثامن والعشرين من شهر جمادى الآخرة الجاري 1421ه.
وتمحورت البحوث التي قدمت حول الموضوع الرئيسي لهذه الجلسة وهو (استثمار موارد الاوقاف الاحباس ) وبلغ عددها خمسة بحوث تقدم بها كل من فضيلة الدكتور خليفة بابكر الحسن، وفضيلة الشيخ ادريس خليفة، وفضيلة الشيخ كمال الدين جعيط، وفضيلة الشيخ عبدالله بن بيه، وفضيلة الشيخ مجاهد الاسلام القاسمي، وعرض لها الدكتور خليفة بابكر الحسن، بينما قرر لها الشيخ ادريس خليفة.
ففي البحث الذي تقدم به رئيس قسم الشريعة بكلية الدراسات الاسلامية والعربية في جامعة دولة الامارات العربية المتحدة عن استثمار موارد الاوقاف بدأه بتمهيد في تعريف الوقف ولزومه واقسامه ومشروعيته وتاريخه وآثاره فقال: ان الوقف في اللغة يعني الحبس والمنع، اما في الاصطلاح فقد اختلف الفقهاء في تعريفه اختلافاً بيّناً تبعاً لاختلاف نظرتهم وتقييمهم له من جهة اللزوم وعدمه، مورداً في هذا السياق العديد من التعريفات.
وقال الدكتور خليفة بابكر الحسن: ان الوقف مشروع بالقرآن والسنة واجماع الصحافة، مستعرضاً بعض الآيات القرآنية والاحاديث النبوية، واتفاق الصحابة التي تدل على مشروعية الوقف, واوضح ان الوقف ينقسم الى ثلاثة اقسام: الوقف الخيري، وهو ما جعل فيه الوقف ابتداءً على جهة بر دائمة كالفقراء، والمساكين، وبناء المساجد، والجامعات، وغيرها، والوقف الاهلي وهو ما جعل فيه الوقف ابتداء على النفس والاولاد واولاد الاولاد ثم على جهة البر الدائمة، اما الوقف المشترك وهو ما خصصت منافعه الى الذرية وجهة البر معاً في وقت واحد كأن يقف الواقف ماله على ذريته ويجعل في نفس الوقت سهماً معيناً لجهة بر.
بعد ذلك استعرض الباحث تاريخ الوقف، وقال: ان الوقف استمر في نمائه وازدهاره بعد نشوئه في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم واخذ يزداد تطوراً في العصر الاموي والعصر العباسي وتكونت له دواوين حتى كثرت الاحباس في عهد الدولة الايوبية والمماليك والدولة العثمانية.
واتضح ان الاوقاف قامت عبر تاريخها الطويل بإنشاء ورعاية المساجد الكثيرة التي تزدهي بها بلدان العالم الاسلامي في مختلف المدن والعواصم فضلاً عن الحرمين الشريفين، كما كانت الاوقاف الاساس في انشاء الجامعات الاولى كالأزهر في مصر، والقرويين في فاس، والزيتونة في تونس.
وتطرق الدكتور خليفة بابكر الحسن الى العلاقة بين الوقف والاستثمار، مفصلاً الحديث في ايضاح هذه العلاقة من عدة أوجه,, وقال في ضوء التعريف الاقتصادي يمكن القول بأن الوقف في حد ذاته يعتبر استثماراً لانه تنازل من جهة الواقف من استهلاك ما يملك في سبيل منافع عامة للمجتمع كالتعليم، والصحة، وانشاء دور العبادة، وتنمية المجتمع.
|
|
|
|
|
