| الاقتصادية
*كراكاس رئيس التحرير القاهرة محيي الدين سعيد الرياض واس
تعقد منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك قمتها الثانية اليوم في العاصمة الفنزولية كاراكاس.
ويصادف عقد هذه القمة مرور أربعين عاماً على إنشاء منظمة أوبك التي تأسست في شهر سبتمبر العام 1960م عقب مؤتمر بترولي عقد في بغداد ضم ممثلين من أهم الدول المصدرة للبترول في حينه، وهي إيران والعراق والكويت والمملكة العربية السعودية وفنزويلا.
وتأسست منظمة الأوبك لمواجهة التخفيضات في أسعار البترول التي حدثت وللسيطرة بشكل أكبر على أسعار البترول وترتيبات الإنتاج.
من جهة أخرى قال متحدث باسم حكومة فنزويلا إن منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك تأمل في حدوث تقارب بين أعضائها في القمة.
وقال برناردو الفاريز مساعد وزير الطاقة الفنزويلي ان الصراع الداخلي في المنظمة معروف جيدا، غير ان التعاون الافضل بين اعضاء المنظمة لن يحسن فحسب علاقاتهم، ولكنه ايضا سيؤدي الى استقرار اسعار النفط العالمية.
وقال الفاريز ان الموضوعات الاخرى على جدول اعمال القمة تشمل منع الانفجارات في اسعار النفط.
ومن اجل مواجهة الزيادات الاخيرة في الاسعار، قررت اوبك في وقت سابق من الشهر الجاري زيادة انتاجها 800 الف برميل يوميا اعتبارا من اول شهر تشرين الاول اكتوبر المقبل.
وقال الفاريز ان خفض الاسعار الذي حدث,, هو نتيجة للاجراءات التي اتخذناها ,واضاف انه يعتقد ان المضاربة قد اوجدت طلبا مصطنعا ساعد في رفع الاسعار مؤخرا.
وقال بدرو فاليرو كبير منظمي القمة ومساعد وزير الخارجية الفنزويلي، ان الهدف الرئيسي للقمة التي تعد الثانية في تاريخ اوبك البالغ 40 عاما، سوف تكون وضع اسعار نفط عادلة ومستقرة في اطار اكبر تعاون ممكن مع الدول المستهلكة للنفط .
وقال فاليرو ان المستهلكين بدأوا يفهمون تدريجيا ان الاسعار العادلة لا تمثل تهديدا كما لا تمثل آلية لزعزعة استقرار الاقتصاد العالمي، ولكنها اسهاما في الاستقرار .
واستعدادا للقمة التقى وزراء النفط والمالية والخارجية للدول الاحدى عشرة الاعضاء في اوبك أمس.
ويؤكد المراقبون ان نجاح الاوبك كان النتيجة الطبيعية لقدرتها على صياغة خطة انتاجية لا تستثني احدا من دولها، بل انها نجحت في مد الجسور مع الدول الاخرى المنتجة للنفط من غير اعضاء المنظمة، لتصوغ خطة انتاجية تتحكم في اغلبية النفط المعروض في الاسواق ويرى المراقبون انه مما دعم قدرة المنظمة خلال العام ونصف الماضيين هو وجود تحالف صغير شكل قلب وعقل التفاهم الجديد بين المنتجين، وتشكل هذا التحالف من كل من المملكة وفنزويلا من دول المنظمة والمكسيك من خارجها وغالبا ما كانت تتم عملية التفاهم حول مستوى العرب المطلوب بين هذه البلدان ثم تتم محاولة اقناع بقية المنتجين بها سواء داخل المنظمة ام خارجها.
ووصف المحللون هذا التحالف الثلاثي بأنه يعمل واقعيا باعتباره العقل المفكر والقوة المحركة لسوق النفط العالمية,وقد بدأ هذا التحالف عند عقد اتفاقتي الرياض وامستردام خلال عام 1998، حيث توصلت البلدان الثلاثة الى اتفاق في 22 مارس 98 بالرياض على خفض الانتاج العالمي من النفط بما يتراوح بين 1,6 الى 2 مليون برميل يوميا وجاء ذلك عقب تدهور الاسعار في بداية عام 98 الى نحو 12 دولاراً للبرميل وهو ما كان يعد وقتها اقل مستوى للاسعار منذ تسعة اعوام ثم عادت نفس البلدان لتقر خفض انتاج المنظمة بمقدار 1,7 مليون برميل يوميا علاوة على 0,4 مليون برميل آخر من الدول المنتجة من خارج الاوبك، وكان ذلك في اتفاقية لاهاي في مارس 1999 وفي اعقاب هذه الاتفاقية بدأت اسعار النفط في الارتفاع تدريجيا حتى زادت عن 22 دولارا في سبتمبر 99 لتشتد بعدها ضغوط الدول المستهلكة من اجل العمل على خفض الاسعار مرة اخرى.
ورغم كل الضغوط استمر تفاهم الدول الثلاث وتنسيقهم مع بقية المنتجين للصمود في مؤتمر الاوبك الطارئ الذي عقد في نهاية يونيو الماضي.
وقد اعلنت المملكة، - وهي اكبر منتج ومصدر عالمي للنفط - انها ترى ضرورة زيادة حجم الانتاج بمقدار نصف مليون برميل يوميا حتى يمكن العمل على خفض سعر البرميل الى 25 دولارا، وكانت وجهة نظر المملكة تتمثل في ضرورة مراعاة مصلحة المنتجين والمستهلكين بشكل متوازن.
وشهدت الفترة الماضية جولة موسعة قام بها الرئيس الفنزويلي شافيز للدول الاعضاء في الاوبك وكان في مقدمة هذه الدول المملكة العربية السعودية حيث اسفرت المباحثات عن عدد من النتائج المهمة سواء بالنسبة لبلدان المنظمة او لمستقبل سوق النفط العالمية على حد سواء.
ومن بين الامور التي اوضحت في هذه المباحثات ان الاوبك لن تنظر في امر رفع مستويات انتاج دولها الاعضاء الا مع موعد مؤتمرها نصف السنوي العادي المقرر له العاشر من الشهر الجاري او في حالة بقاء مستوى اسعار نفط الاوبك فوق مستوى 28 دولارا للبرميل كما تقضي بذلك آلية التسعير الجديدة التي اعتمدتها المنظمة في مارس الماضي.
ويبدو الاتفاق واضحا بين الرياض وكاراكاس على عدد من الموضوعات التي تهم مستقبل منظمة الاوبك ومن ذلك امكانية توسيع عضوية المنظمة بضم بلدان مهمة منتجة للنفط وايضا انشاء عدد من المؤسسات التي تكفل تدعيم دور المنظمة في سوق النفط العالمية وتحقيق التنمية في الدول الاعضاء بالاعتماد على عملية التساند والتكامل بين هذه الدول.
كما تتفق الدولتان على رفض اتهامات الدول الصناعية الكبرى المستهلكة للنفط لدول الاوبك بالاحتكار وترد بأن الحد من انتاج النفط ليس السبب الرئيسي في ارتفاع اسعاره ولكن السبب يتمثل في الضرائب المرتفعة التي تفرضها الحكومات الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية على مواطنيها، وقد شكلت هذه الضرائب 68 في المائة من السعر الذي تم دفعه من قبل المستهلك النهائي في دول الاتحاد الاوروبي في عام 99 في حين ذهب 16 في المائة فقط من السعر الى الدول المصدرة و 16 في المائة الى القائمين على عمليات التكرير والتوزيع وفي دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ككل مثلت هذه الضرائب 48 في المائة من اسعار منتجات النفط وذهب 22 في المائة فقط من قيمة السعر الى الدول المصدرة و30 في المائة الى القائمين على التكرير والتوزيع وذلك حسب دراسة لمنظمة الاوبك.
وتؤكد هذه الدراسة ان نصيب الدول المصدرة من اسعار المنتجات النفطية المكررة انخفض بشدة خلال الاعوام الماضية في حين ان نسبة الضرائب التي تفرضها الدول المستوردة تزيد بالنسبة نفسها التي ينخفض بها نصيب الدول المصدرة من الاسعار مشيرة الى ان حكومات دول الاتحاد الاوروبي حصلت على ضرائب من المشتقات النفطية المباعة عام 99 وصلت الى 64,90 دولاراً وهو ما يعادل اكثر من ثلاثة اضعاف ما حصلت عليه الدول المصدرة للنفط الخام.
ولا تتوقف العلاقات بين فنزويلا والمملكة العربية السعودية على الاتفاق على القضايا الخاصة بمستقبل سوق النفط العالمية ولكنها تمتد لتشمل ايضا الكثير من المجالات في العلاقات الثنائية ومن ذلك المجالات الاقتصادية والتجارية بين البلدين وظهر ذلك واضحاً في المحادثات التي اجراها شافيز مع قادة المملكة في اغسطس الماضي بالرياض حيث نوه خادم الحرمين الشريفين بالدور المؤثر للمملكة وفنزويلا في منظمة الاوبك وحرص البلدين على استقرار السوق البترولية العالمية وايجاد التوازن الذي يكفل مصالح المنتجين والمستهلكين,كما تناول ولي العهد الامير عبدالله في مباحثاته مع شافيز العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في المجالات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
|
|
|
|
|