| مقـالات
إن أحد نجاحات الهيئة العليا للسياحة وتحقيق قرار تنظيمها، واجتذاب السياح من داخل المملكة وخارج حدودها السياسية يعتمد على مدى اهتمام ادارة الهيئة العليا للعلاقات العامة كادارة تسكن ضمن هيكلها الاداري, وتتضح أهمية العلاقات العامة كونها قادرة، إذا أعطيت الصلاحية الكاملة، على قياس وتقويم وتفسير اتجاهات الجماهير المختلفة ذات الصلة بالهيئة؛ ومساعدة أعضاء الادارة في تحديد الأهداف الخاصة بزيادة التفاهم والوفاق بين الهيئة وجماهيرها,, وقبول هذه الجماهير للخدمات ومنتجات الهيئة وخططها وسياساتها، والأفراد العاملين بها؛ وتحقيق التوازن بين أهداف الهيئة وأهداف ومصالح واحتياجات الجماهير المختلفة ذات الصلة بها؛ وأخيرا تخطيط وتنفيذ وتقييم البرامج التي تستهدف تحقيق رضاء الجماهير وتفاهمها .
هذه الوظائف تهدف بالدرجة الأولى الى كسب ود واحترام واسهام جمهور الهيئة الداخلي والخارجي المواطنين بمختلف فئاتهم، العملاء، المعلنين، المؤسسات ذات الصلة بالسياحة وغيرها , وهذا الكسب المؤمل والوظائف المنوطة بالعلاقات العامة لا يمكن بأية حال من الأحوال تحقيقها،إلا بالأخذ بالخطوات العلمية والتي وسمت بأربع خطوات متداخلة ومرتبطة بعضها ببعض، وهي: القيام بالدراسات والأبحاث المتعلقة بجمهور الهيئة، التخطيط كأسلوب ومنهج لاحداث تغيرات محددة وأهداف مرسومة مسبقا، توجه مباشر لتحقيق الأهداف الأساسية للهيئة، ومن ثم اتخاذ القرار المناسب يتبعه الاتصال البشري، عبر وسائل الاتصال الجماهيرية صحافة، اذاعة، تلفزيون، الانترنت والاتصالات الميدانية اللقاءات الشخصية، المحاضرات، النشرات، المعارض وأخيراً خطوة التقويم للمراحل العملية الادارية والتنفيذية للعلاقات العامة وذلك لمعرفة نتائج الدراسات والأبحاث وقياسها ومقارنتها بالأهداف والمعايير المحددة سلفا وكمدخل لخطة جديدة لفترة زمنية قادمة, وباختصار قدرة الادارة على اجابة الأسئلة التالية: ماذا يحدث الآن للهيئة العليا للسياحة، ولماذا؟ ماذا يجب أن نقوم به اتجاه الهيئة والسياحة، ولماذا؟ كيف نقوم بالعمل، وماذا يجب أن نقول ولماذا؟ وأخيرا كيف كان انجازنا، ولماذا؟.
وحقيقة الأمر أن هذه العملية العلمية للعلاقات العامة تتطلب ايضاح جوهر كل خطوة من الخطوات الأربع سابقة الذكر وربطها بمتغيرات متعددة، واسنادها الى نظريات سيكولوجية واجتماعية وسياسية وعقدية لنخرج أخيرا بتصور شمولي للعملية الادارية للعلاقات العامة وهذا الأمر يتطلب طرحاً أوسع في مقال لاحق إن شاء الله.
وبصفة عامة فإن نجاح العلاقات العامة يعتمد أولا وأخيرا على تفهم وثقة الادارة العليا بأهميتها وربطها مباشرة برئيس الهيئة, وهذا كفيل، مرة أخرى، بايجاد مناخ مناسب للعلاقات الانسانية داخل الهيئة مما ينعكس على نشاطات العاملين بها؛ وتطوير الوعي السياحي لدى كافة الجمهور، وايجاد قنوات متبادلة مبنية على الود والاحترام المتبادل بين ادارة الهيئة والمواطنين؛ وسمو التعاون والتنسيق بين الهيئة السياحية والمؤسسات الرسمية، الأمنية والصحية والتعليمية والصناعية وغيرها، وايجاد علاقة جيدة بين أجهزة الاعلام المحلية والاقليمية والعالمية للنشر والتسويق حيال السياحة في الداخل باعتبارها رافداً مهماً من روافد الاقتصاد الوطني؛ واقامة علاقة مستمرة مع الهيئات السياحية الداخلية والاقليمية والدولية بهدف تبادل الخبرات والمعلومات وكيفية انشاء المنشآت السياحية الاستثمارية والتي تهدف في نهاية الأمر الى تطوير منظومة السياحة.
ونختتم بالقول إن نجاح ادارة العلاقات العامة فيما يخص السياحة المحلية يتطلب التركيز على الشخصية السعودية وهي واضحة المعالم تستند على قيم اسلامية لها أحكامها وتشريعاتها ومرتكزاتها الثقافية والاجتماعية وهذا ما يميز السياحة السعودية عن غيرها إن أردنا للسياحة الوطنية النجاح والاستمرار.
|
|
|
|
|