| اليوم الوطني
في حياة الأمم والشعوب أيام مضيئة ولحظات تاريخية خالدة عبرت فيها الشعوب عن ذاتها وعن طموحاتها وانطلقت بعزيمة واصرار لتثبت أقدامها وتحدد موقعها بين الأمم في عالم متسارع الخطى لا مكان فيه الا للأمم المسايرة لنسق التطور والتي توظف الأحداث لمصلحتها ومصلحة أجيالها في المستقبل.
واليوم الوطني للمملكة ليس باليوم العابر أو حدث الصدفة بل هو نتاج لكفاح مرير خاضه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله ومعه رجاله في ظروف محلية واقليمية ودولية معقدة وامكانات محدودة ولكن اصرار القائد ووضوح رؤيته وايمان رجاله بسمو هدفه ونبل غايته جعله يتغلب على كل الصعاب ويذلل العقبات ويعيد توحيد المملكة بعد سنوات من الفرقة والتشرذم، فاعلان المملكة العربية السعودية في أول الميزان عام 1351ه كان فجرا جديدا في تاريخ الشعب السعودي ونقطة يجب التوقف عندها والاستفادة من معطياتها لأن الملك عبدالعزيز وحد القلوب والأرض ورسم الخطى القادمة للمستقبل بهدي من كتاب الله وسنة رسوله التي أصبحت نبراس هذه البلاد ودستورها الخالد.
ان الملك عبدالعزيز قرأ الوضع السياسي في المنطقة وفي العالم قراءة صحيحة واستطاع من خلالها المحافظة على مصالح شعبه وأمته ورسم طريق البناء منذ اللحظة الأولى للتوحيد وكان الانسان السعودي هو محور تفكير القائد ففتح المدارس وبدأ إنشاء المشاريع الانمائية لخدمة المواطنين وتحسين مستوى معيشتهم رغم قلة امكانات المملكة في ذلك الحين.
وسار أبناء الملك عبدالعزيز على خطى والدهم وأصبحت المملكة تتقدم يوما بعد يوم وعاما بعد عام حتى أصبحت الصحراء مروجا خضراء والقرى البسيطة مدنا عصرية حديثة تضاهي أفضل مدن العالم وانتشرت المصانع وتوسع التعليم فأصبح الشاب السعودي مسلحا بالعلم والايمان.
ان ذكرى اليوم الوطني بما تحمله من مفردات عاطفية تشدنا للماضي القريب المشرق وأحداث كتبت بدماء الرجال دعوة لمواصلة المسيرة والالتفاف حول القائد الوالد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله الذي استطاع بحنكة القائد ووضوح الهدف ان يقود سفينة هذه البلاد وسط الأمواج العاتية الى بر الأمان، فرغم الأحداث السياسية المضطربة والحروب التي نشبت من حولنا الا ان خادم الحرمين الشريفين استطاع بحكمته أن يجنب بلادنا مضاعفات هذه الأحداث، وسارت بلادنا على وتيرة ثابتة من التطور والازدهار فتحولت بفضل الله من صحراء قاحلة طاردة للسكان الى بلاد مزدهرة يتمنى أبناء الكثير من الشعوب القدوم اليها والعمل في ربوعها لكسب الرزق,وها هي مملكتنا تحقق الانجاز تلو الانجاز وتتبوأ مكانة مرموقة بين الدول بفضل من الله عز وجل ثم بحنكة القائد الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني يحفظهم الله ,ان يومنا الوطني وقفة نتذكر فيها الماضي ونعايش الحاضر بأحداثه وظروفه ونرتب للمستقبل بأمل وتفاؤل لتعيش أجيالنا القادمة في ربوع هذه الارض الطيبة الطاهرة وهي تستمد قوتها من تضحيات وعطاءات الملك الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه الذي أسس دعائم هذه البلاد على هدى من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
معن بن عبدالواحد الصانع * رجل أعمال
|
|
|
|
|